بأشهر الربيع تشتغل رحلات المدارس بديرالزور.
طبعا يختلف المكان حسب المرحلة العمرية يعني اذا المدرسة ابتدائية حدهم الحزام الأخضر او الطلائع او مزارع الدولة ومع تحديد العمر من الصف الرابع للسادس مع وجود ابناء المعلمين من كافة الصفوف وهاي الرحلة تلاقي بيها أشياء غريبة مثلا :
. جم طالب شاطر طالع ع رحلة بالصدرية والفولار
. تشوف الأنسات باللباس المدني شي بيجامات وشي كلابيات مخمل (زرقة بنفسجية رصاصية بنية لميع) وليبسين الملاوي وأحيانا تجيب جوزها معاها
. المدير يطلع ع رحلة ويأخذ بسكليتو معا ويبلس صباط رين (مشان يكون على بعد دعسة بسكليت من الكل).
واذا إعدادي او ثانوي تكون الرحلة بعيدة شوي بحكم انو كبار وشباب يعني جعبر او تدمر أو محمية مغلوجة (يقولون محمية غزلان طبعا اذا تضرب دنيمت ماتلاقي بيها جلب) طبعا هاي تسعيرتها ١٠٠ او ١٥٠
ويكون استاذ العسكرية والرياضة والموجه وأقوى أنسة بالمدرسة هما المسؤولين عن الرحلة
فور إعلان مدرس الرياضة عبر مكرفون الاذاعة الي ينقب المخ ويعمل احتشاء بطبلة الأذن ومع علس تنك وصريج الموجات الكهرومغناطيسية تفهم الموضوع وهو إقامة رحلة ترفيهية والتسجيل عندو او عند الموجه هون تسمع شهقة جماعية من الطلاب وكانو ترديد شعار
ويعم الفرح والنطز أرجاء المدرسة وكل من مطقطق ومفنغر عيونو على ربيعو.
وأول مايخطر بالبال موافقة الأهل واذا يخلونا او لاء من ناحيتين ( مادية كرسم التسجيل او معنوية من باب بس قعود انجب شموديك ) وهل شي يعتمد على علاقتك بإمك ومونة الأم على أب
.
الصوص والاسود وحناش باسوا الأيدين والرجلين والصرامي وادخلت الحبابات والخالات وظلوا ٣ ايام عيونهم مدمعة ومرضوا ونظراتهم للأب مثل نظرة البس الجوعان.
حناش عاش لحظات صعبة واستخدم كل الوسائل المتاحة ماظلت غير نظرات الرجاء لأمه الي غيرت الوضع.
بلحظة يدخل قلب الأم ويعطى الموافقة للأب عن طريق غمزة الي يكلح صوت ويقلو ناوشني الجزدان من جيب السترة مع إنك ماتستاهل هون يصير يدور بالسترة ومايلاقي الجزدان وينتابه خوف مريع انو يكون ضايع وخايف يقله مالقيتو ويلغي الموافقة ولمن شافه يبحبش قالوا مو بالسترة ياجحش بجيب الكلابية حناش جاب الجزدان مثل الجلب البوليسي وانطاه أبو ١٠٠ ورقة حق تسجيل الرحلة حناش قعد يلحس بدموعه وقلبه يفرفح من جوا و بلحظة صار الابن البار شي يبوس امه وشي راس ابوه وشي يعزل بالبيت و يصفط المصرمة وتحجج بجيس الكناسة تا يخبر الصوص والاسود بالموافقة
خلال إسبوعين قضاها الثلاثي بجمع الاغراض ضمن الورقة الي مثل القوبية نكتبت وتقسمت ع كل واحد منهم ومعروفة عند الكل بس نذكر الأهم منها :
٢٤ بيضة سلق- دمبك-ورق بباز – نظارات المكاوي- كاميرة- موس كباس – جواكيت تنحط ع خصر
انضبت هل غراض بجناطي سفر وجناطي ظهر وكياس خيش وبقج.
يوم الجمعة بال٧ طلاب الرحلة معبين حارة المدرسة وتلاقي بعض الآمهات جايين يودعون ولدهم مع الاف التوصيات والتوجيهات اهمها (خلوكم يم الاساتذة لا تبعدون عنهم).
اجتمع الثلاثي ع رصيف المدرسة شي جاب الاغراض ع دفعتين شي ع بسكليتات والاسود ليبس جراوية وحناش ليبس طاقية عليها راس عجل أحمر معصب وكل حاز واحد يخم الغراض ويأكدون على بعض انو محد نسيان شي ومجمعينها بزاوية مشان ماتختلط مع غراض العالم ومع ارتفاع الأصوات ويكثر الهرج
ينط الاستاذ كل شوي بلا صوووت ولاااااك الناس نيمة. بلا صوت يووووال اشطب اسمك هااااا ويطلع القلم من جيبه ويطقو ع اساس جاهز للشطب.
ومرة يقول مانستنى احد الي يتأخر عمروووو بالناقص يوفر مكان قلنا التجمع قبل ساعة ويقسم إنو هاي أخر مرة يعمل بيها رحلة و شي يدقق قائمة الأسماء و يسأل الموجه الباص جم مقعد؟
ومرة يقول وينو اتأخر الباص قالي ع طريق ادري منين جي هو ويطلع موبايله تا يدقله (موبايل الاستاذ مثل موبايل تحويل الوحدات)
وهذا الي نسيان شغلة ويفلخ ع بيت تايجيبها وبين هرج ومرج وينسمع زمور الصدى المعروف ( تيري ريري رري رري ي ي – ريري ريري رري ي ي ريري رري ي ييي)
تقشعر الابدان والناس توقف ع حيلها خصوصا لمن يلف الباص بالحارة ويصف.. يشتغل شيل الاغراض ع جتاف والصياح وخلينا يم بعض والمدافشة ودك اللوج يوووال ويصيحون حمود انفعس والعرق يصير يزخ وكل واحد خشتو فايته براس الثاني والاستاذ يشلح السير ويصير يلوح بيه وتسمعلوا وحيف اتقول هيلوكبتر .
المهم بخمس دقات المدرسة كلها من المقعد ١٦ لل٤٨ مع غراضهم.
ومن المقعد ١ للمقعد ١٦ الاساتذة والانسات وأبناءهم وأحد اسباب كره أبناء المعلمين لمن اتشوف ابن الانسة الزغير الأفنص قاعد بكرسي لحالو والاسود وحناش والصوص بمقعد. وماننسى طرمز المي تبع الاستاذ ايخذ مقعد
يشتغل رنع الدمبك والتصفيق والهياهي وبما انو شوفيرية الباصات هما أهل الهياهي يكملها بزمور ( تيري رري) الي يشعل الصخب ويخلي الناس تطلع على البلاكين وتشتغل السلامات بين شبابيك الباص والناس ودوس دوس ياشوفير الله يبعثلك عاروس هون الشوفير يكلخ هو وربيعه أبو شاليش (شوفير ثاني) الي ليبس قميص گاري وبنطرون گونز حجل ضيق ويبين سنه النحاس ويحط غيار برقبته ويرص الباص والشبابيك مفتوحة والبرادي ترفرف ع وجوه العالم والاستاذ يهدي الشوفير يقله يخوي ع كيفك طالعين ننبسط ترا..
تبرد سالفة الهوسة بعد مايطلعون من الدير وتصير اغاني شعبية وقفز الارنب وياحج محمد يويا وفتوووة فتوووة وابو الدمبك يدق نفس الدقة لكل الاغاني وكل شوي الشوفير يخبر الاستاذ انو بي عالم قام تمد ايدها من الشباك هون الاستاذ يجي من اول الباص يدفش ويفعس ع العالم وأحيانا يستخدم حركة ماوكلي تايعبر فوق الجناطي تايوصل للاخير ويصير يبهدل ويهددهم بالرجوع وإلغاء الرحلة.
بعد طريق ثلاث ساعات ومع أغاني سعد الحلي والبغدادي وعتابات وفراقيات والصوص غفيان وحناش من النظارات مو شايف قدامه ينط الاسود ويقول وصلنااااا هذيجي القلعة والكل يشبهر ع شبابيك تايشوفون القلعة والي مايحصل شباك يلزق وجهو بالبلور ويسألون الاستاذ وصلنا استاااااذ.. يقلهم الاستاذ اي بقالنا شوي هون يشتغل الدمبك وهلئ جينا ها ها هلئ جينا ها ها..
يفوت الباص على تدمر مع الزمامير والهوسات وتوزيع السلامات على الاستراحات ودور الفرن بالسوق
يوصل الباص لعند قوس النصر وهون الاسود يقول يامحمد شقد بي أجانب والصوص يقله دحق دحق غاد بي رحلة بنااات من حمص يمكن.
الطلاب تغلي تريد تحدر لانو مجبوسين جبس بس يستنون النقاش بين الاساتذة تا يعتمدون ع مكان ويقوم الاستاذ وينبه الكل انو مانريد لكاسات ومحد يبعد وخلي الناس تاخذ عنا نظرة حلوة ونطلع بمنظر حضاري والي ماينفذ حسابه لمن نرجع.
أول مايوقف الباص يحدر الاسود ويدعثر ويفعسون علي نص الطلاب ويقومه الاستاذ بدفرة.
المهم قعدوا يم مزرعة النخيل كل من كمش مكان ومد المدات ومباشرة بلشوا بالفطور وماتلاقي الا القاعد يقشر بيض و شوي بطاطا سلق وجبنة مثلثات.
بعد الفطور الاسود والصوص وحناش يتمشون ويسلمون ع ربعهم بالمدرسة القاعدين يمهم وقضوها تصوير شي يم معبد بل وشي ع مدرج تدمر وتمشاية جوا قوس النصر وهذا الي يتعربش ويتصور ع عامود ويتبرم قدام الاجانب وهذا الي مكرمز فوق حجرة جبيرة. وحناش يمشي بالنظارات السودة اتقول كفيف ويفكر حالو شخصية.
وكل شوي يصدفون استاذ ويسأل شفتم فلان وينبهم مايبعدون لانو بي ٤ ضايعين بعد شوي أجى الاستاذ سايقهم سوق الخرفان من بعيد واحد يقول جنتو أدور تواليت والثاني يقول رحت اشوف قرايبي والثالث دكوا يرجم حجر على بعير والرابع ماعندو جذبة لانو الاستاذ شافوا شوف العين على طريق القلعة مناحر الهوا.
المهم بعد ثلاث ساعات تقريبا يصير وقت الغدا تشتغل المناقل والاسود داير يشحذ مازوت طلعوا نسيانينو واللحمة طلعت مراميط وحالتهم بالويل والموجه يلكح صوت ويوصي الكل طفوا النار بعد ماتخلصون ودموها بالتراب ولحد يقرب النار ع شجر
بعد الغدا الصوص خدر كاسة جاي وقعدوا مع جيرانهم بالقعدة لانو عندهم تقريشة ثقيلة وعلى دمبك واغاني وقام حناش والاسود يرقصون والأجانب يصورون بيهم وقعد يخترعون حركات وخلعات تضحك المهم يوصلون صورة حلوة للأجانب..
وهم بعز الگيف اجاهم الاستاذ وقاللهم ضبوا غراضكم الي خلصتم منها..
بعد ساعتين اجى الباص وين جان محد يعرف صبوا جاي للشوفير وربيعه وضيفوهم هريسة وبزر
والناس تعبانة وهلكانة و تضب وتحط بالباص قبل غيبة الشمس كمش الباص طريق الدير وبلشت هوسة الرجعة واغاني عبد الحليم گانا الهوا گانا وسواح بعد ساعة ونص بي ناس نامت وناس تغني والروائح حدث ولا حرج والاسود يتهم الصوص والصوص يقله حناش اكل ٧ بيضات والاستاذ يصيح من اول الباص فتحوا الشبابيك خلوا الباص يتهوى.
الصوص قاعد جوا لمبة حمرة و عيكسة ضوها على وجهو وحناش وجهو مخوضر من اللمبة الخضرة
بالرجعة الشوفير الثاني ابو شاليش الي رجع سايق حيط شريط حميد منصور وعلى سلامات ويم داركم – ولاهلك يرضون ولا هلي ويشتغل التشجيع لمن يدوبل قاطرة ومقطورة.
واول ماشافوا أضوية البانوراما فتحوا الشبابيك يشمون ويمجون هوا الدير المنعش وشدوها هلئ جينا ها ها مع زمور الصدى من دوار البانوراما لحارة المدرسة وقدام المدرسة الآمهات واقفات بعبايات الحبر ويضحكون ع الهوسة الولد ووحدة من الآمهات تشيلها الحمية وتلكح هلهولة اتقول جايين من العمرة وبالظلام كل واحد شال غراضو واتشكر الاستاذ وراح البيت وابطنو جثير سوالف يحجيها لأهلو بعد مايتحمم.
دير الزور هنا … ديرالزور
