من سراديب الذاكرة – الرحلات المدرسية

من أجمل وأمتع الأوقات في المدرسة تلك الأوقات التي نذهب بها في رحلة مدرسية ؛كنا نفرح فرحا كبيرا ونسر سرورا عظيما ننسى معه كل أعباء الدراسة والتدريس. كنا ننشط لها نشاطا عجيبا يجعلنا في يقظة تامة فلانكاد ننام ليلتها إلا لماما بل كان بعضنا يهرب النوم من عينيه فلا يجرؤ على الاقتراب منها وكان أكسلنا وأقلنا نشاطا في الدراسة اكبرنا همة وأشدنا عزما وذلك لما في الرحلة من المتعة والتسلية مالا نجده في غيرها من الأنشطة سواء أكانت رياضية او حفلات اجتماعية كان أحدنا مخافة أن ينام فتفوته الرحلة يضبط رنين الساعة قبل الموعد بوقت طويل بل أحيانا نوصي أهلنا وأصحابنا بتنبيهنا إن غلب علينا النوم فيبقى الأهل مستوفزين مضطربين لاضطرابنا قلقين لقلقنا بل إن القلق والاضطراب يصل إلى الجيران أحيانا


كانت أمهاتنا تجهز لنا زوادة الرحلة التي كانت في الغالب ان لم يكن الجميع تحتوي على البطاطا المقلية والعجة والبيض المسلوق هذا الخليط يولد رائحة نفاذة قوية تطبق على صدورنا يضاف إليها الغازات المنبعثة من إخواننا الطلبة الذي يشكل معها مايشبه غاز السارين.

 

كنا نرفع أصواتنا بالنشيد والغناء ؛ والقاء النكات الظريفة والمزاح البريء وتقليد المدرسين في حركاتهم وسكناتهم وننشد للسائق نشيدا يحثه على الإسراع بالباص ( ياشوفير دوس دوس الله يبعثلك عروس. ) كان يهتز طربا ينم عن حاجة للزواج مكبوتة. سقا الله تلك الأيام الرائعة الجميلة فقد كانت أيام خير وبركة وسرور

شخصيات الصورة

رحلة مع أساتذتنا الكرام في الثانوية الشرعية إلى الرصافة ونحن متجهون إلى سد الفرات هذه الصورة أخذت في الرصافة .وقفة استراحة ووراءنا تقف الحافلة التي نقلتنا ( باص هوب هوب )في الصورة أربع أساتذة من خيرة الأساتذة المربين في محافظة دير الزور ؛ من اليمين بالوسط ؛ الأستاذ صالح جراد في علم التاريخ ؛ بجانبه صاحب الكنزة البيضاء الأستاذ داوود بجعة في علم الجغرافية ، وبجانبه صاحب النظارة السوداء مروان حمود السفان في علم الإجتماعيات ، وجانبه أستاذ قدير الأستاذ حميدي في علم الإجتماع أما الباقون فهم زملاؤنا في الثانوية من اليمين آذن الثانوية الحاج مصطفى رحمه الله ، وبجانبه أسامة وردي وبجانبه عبدالحي هويدي؛ومن شمال أيمن ملا حويش الى جانبه قاسم ميثاق الحسين والذي يضيف الشاي مرعي الشاهر ، والذي في الوسط مستنداًعلى ركبتيه كمال الخاروف ( أكثر من أربعين عاما )

بقلم قاسم ميثاق الحسين

شاهد أيضاً

(ألوان بلا عنوان).. حمام السوق بقلم سمير الحاج

قبل العيد بيوم أو يومين في فترة ما قبل السبعينات من القرن الماضي يتجهز الناس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *