الصيد بـ”الفالة”.. يعرفها أبناء الفرات جيداً

من طرق الصيد قديما في مناطقنا هي الصيد ( بالفالة) وهي تشبه ( المذراة) لكن أسنانها ونصولها ليست مائلة
بينما المذراة تكون مائلة قليلا كانحناء ( الكريك)
وبالمناسبة الكريك يختلف عن ( المر)
المر يكاد ان يكون مستويا مستقيما انحناء بسيط جدا ليس بعريض دقيق من الأمام له ( دواسة من الخشب) يكاد يكون شكله كالهرم تقريبا
تقول إحدى البنات واصفة خشونة يد أبيها لانه كان يعمل في نقل التراب
:هذه كف أبي خشنها ضرب بمسحاة ونقل بالزنبيل
فرد عليها أبوها قائلا :
ويك لاتستنكري خشن يدي ليس من سعى لعز بذليل
إنما الذلة أن يمشي الفتى ساحب الذيل الى باب البخيل
هنا المقصود بالمسحاة ( المر)
نعود إلى موضوع الصيد بالفالة
فهو تقليد قديم وموروث شعبي موغل في القدم وقد ذكرنا أن الفالة تشبه المذراة لكنها نصولها مستقيمة ونهاياتها تشبه نصال النبال
وقد ذكرنا هنا ان لها أربعة نصال وربما خمسة نصول
وتكون قد ركب ( جب) الفالة على عصا طويلة
يتم الصيد بها غالبا في وقت تكاثر السمك وتزاوجه
( الصراف) في أواخر شهر نيسان وبداية شهر أيار
وهذا وقت ( اصراف ) الجراري
وكانت تلجأ إلى الشاطىء تقريبا ( الشطاح) ويأتي الصياد حامل الفالة بحذر ويضرب الاثنين معا ويثبت فالته ويضغط عليها حتى يغوص اكثر من متر او قليلا منها في الماء مخترقا السمك مثبتا اياه في الطين وينتظر قليلا بعدها يرفع فالته بحذر وتكون اسنانها قد علقت في جسمي السمكتين
كانت الواحدة منها تزن أربعة او خمسة كيلوات
وعند إخراجها من الماء تكون بطن الأنثى مليئة بالبيوض
ودائما في سمك الجراري الأنثى أكبر حجما من الذكر
كذلك عندما كان يفيض نهر الفرات تدخل الجراري الى حقول القمح بعد فيضان النهر وتبقى تجول وتتحرك داخلها طالما هناك مياه
كذلك يدخل سمك الكارب الذي عرف في نهر الفرات منذ فترة ليست لالطويلة وهناك سمك ( العاشب) والذي أيضا يدخول حقول القمح فيأتي الصيادون ويضربونه بالفالة او ربما حتى بالمذراة
للفالة عصا طويلة وتطلق الفالة على السمك كالرمح او يبقى قسم من عصاها بيد الضارب
كذلك كانوا قديما يضربون ( الرق) وهو عظيم السلاحف بالفالة وأكثر ماتضرب أيضا عند دخولها حقول القمح بعد الفيضان في الربيع
وقد تكلمنا في منشور سابق عن هجرة الفلاكا من شبه جزيرة العرب الى شبه جزيرة المورة
وأنهم من فالج بن عابر بن شالح بن سام بن نوح
وقد استوطنوا هناك باسم فلاكا او فلاكوس
واتخذوا من ( أرغو) شعارا لهم وهو ( الرق) عظيم السلاحف ، ونقشوه على عملتهم صار فيما بعد ( أرغوس)
وقد فصلنا ذلك في منشور سابق
والرق او ( الرقة) في لهجتنا المحلية لحمها لذيذ جدا ويؤكل كدواء للمفاصل وللبطن وآلامها
ومن يحاول صيدها أن يحذر كل الحذر لإن أسنانها قاطعة جدا وكالمنشار وباستطاعتها قطع قضيب صغير من الحديد
وعضتها مؤذية جدا يمكن أن تتسبب في فقدان أصبع أو جزء من اليد
استطعنا اصطيادها في عام 1987في ارض العفاتية بعد ارتفاع منسوب تلك الشرعة من الماء القادمة من آخر طعوس الرمل من طرف ( الطوكانية) حيث نات منها نصال ( الفالة) بعد ان غرزت في رقبتها وكانت تلك الرقة كبيرة جدا حتى أننا قمنا بوضعها تحت ( شمالة ) كبيرة من سنابل القمح
يقوم أهل جنوب العراق باصطياد السمك في الأهوار بواسطة الفالة مستخدمين قوارب تسمى المشحوف
يقفون في مقدمتها ويضربون سمك الكارب والقطان وغيرها
الصورة المرافقة تشرح ذلك
ومن طرق الصيد قديما رمي ( الزهر) وهي كلمة تركية وتعني السم Zehir
وهو ثمر شجرة تنمو في شمال العراق وفي إيران تسمى ( النبق)
تكون الثمرة يابسة وتطحن وتخلط مع العجين وبعضهم يضيف اليها الفلفل الحار
وقد تكلم عنها الدكتور راوولف في رحلته الى بغداد
وسماها الكولكوس
وقد تكلم عن احجام كبيرة كان يصطادها الصيادون بواسطة الزهر

شاهد أيضاً

أنواع دلال القهوة العربية ومواصفات أفضل دلة عربية

صناعة دلال القهوة صناعة عريقة لها تاريخ، وقد ظلت تلك الصناعة في تطور مستمر، حتى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *