لباس الرأس في أواخر الأربعينات.. بقلم الدكتور طارق الشيخ

ديرالزور .. والبحث عن انتماء وهوية 
( لباس الرأس )

بقلم الدكتور طارق الشيخ

كتب الدكتور طارق الشيخ بتاريخ 15- 1- 2017

 

في أواخر الأربعينيات ، كنت اتلقى
العلم في مدرسة التجهيز بدير الزور
( ثانوية الفرات ) ، وكانت الأحزاب
قد أخذت بالانتشار ، وكل يزعم أنه
الصح . وصار العديد من التلاميذ
يضعون على رؤوسهم لباسا” كي
يشيروا إلى انتمائهم الحزبي و عقيدتهم
وتحدث يوميا”مشاجرات بينهم
ويبدأ الضرب .. والسب .. والشتم
والأسباب عبثية وتافهة . كما كان
أهالي ديرالزور يضعون فوق رؤوسهم
التالي :

— الطربوش : وقد ارتداه بذلك الوقت
المنتمون لجماعة الإخوان المسلمين
في إشارة إلى الخلافة العثمانية
والإسلام .. وكان يرتديه موظفوا
الدولة بدير الزور وبعض الناس
وهو موروث عثماني بموجب قانون
( القيافة ) الصادر بعهد أتاتورك .
وكان يوجد بديرالزور حانوتين
لكوي وتنظيف الطرابيش وبيعها
أحدهما في دكان الجامع الكبير
والثاني في مكان التقاء سوق التجار
مع سوق النجارين . وكوي الطرابيش
كان يتم من خلال اسطوانة نحاسية
(قالب ) يتم تسخينها على النار .

— المحرمة والعكال : وكان الأوسع
انتشارا” بين الناس في ديرالزور .
وقد ارتداه القوميون العرب من
التلاميذ ، في إشارة إلى لباس الرأس
لدى الجدود من قبائل الجزيرة العربية .

— البرنيطة الأوربية وقد ارتداها
الشيوعيون واليساريين من التلاميذ
وعدد قليل من الناس في إشارة إلى
التنوير والنهضة .

— الصدارة العراقية ( الفيصلية ) وقد
ارتداها بعض من لهم جذورا”عراقية
وكانت الأغنية بحينها تقول :
ياحلو .. يا ابو الصدارة
راح اموت
سوي لي شارة

— القلبق وكان يرتديه الشيشان والشركس
بديرالزور لاسيما في فصل الشتاء . وكذلك
الحراس الليليون .

— البيريه الفرنسيه وكان يرتديها القلة
من الناس وبعضهم من المصابين بالثعلبة
او الكجل .

— المفرعين وهم غالبية شباب المدينة
وكذلك المنتسبين للحزب السوري القومي .

— في مشاجرات التجهيز كان الرابح
العكال والخسران الطربوش والبرنيطة ،
حيث يطيران عن الرأس من اول صواب .
وانتهى لباس الرأس في التجهيز عندما
منعوه عن التلاميذ .
وبقيت تلك الخلافات بداخل الرؤوس
حتى الان عام ٢٠١٧ م . ياترى متى
نتفق على لباس رأس واحد ؟

شاهد أيضاً

(ألوان بلا عنوان).. حمام السوق بقلم سمير الحاج

قبل العيد بيوم أو يومين في فترة ما قبل السبعينات من القرن الماضي يتجهز الناس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *