الحاج عبد الله شرف.. شخصية من دير الزور

بقلم : سعد خليفة 

 

(الحاج عبد الله شرف) هكذا عرفه أهل بلدته وعشيرته وكل من تعامل معه من أصحاب مهنته

نعم إنه اسم لا يخفى على أحد من أبناء مدينة دير الزور

من هو؟

وما هي مهنته؟

ولماذا لقبه الناس باسم شرف ؟

إنه الحاج عبد الله محمد الحمود من فخذ الشقرا من قبيلة بني خالد المخزومية من مواليد 1882 م في دير الزور

لقد امتهن قيادة قوافل الماشية (تسمى مهنته قائد برخانة في العهد العثماني)  من الموصل إلى حلب لما عرف عنه منذ شبابه بشجاعته و جلده و حنكته،  حيث ذاع صيته بين التجار لأمانته و للخير الذي يعود به مما جعل كبار تجار حلب يرسلونه بتجارتهم إلى بلاد الحجاز في مواسم الحج والتي حققت  مردوداً مادياً كبيراً له، فلذا استطاع من بعدها أن يترك عمله الشاق في تجارة الأغنام ويعمل في تجارة الأقمشة في سوق التجار بدير الزور

حقاً لقد قام بتغيير مهنته لكن بقي على ما هو عليه فهو الرجل نفسه صاحب الصدق والأمانة، فلا بيع لبضاعة كاسدة ولا ربح فاحش و لا حلفان كاذب حتى لقبه تجار حلب وأهل الدير ب( الحاج شرف) فكان كلامه عهد عليه وميثاق بينه وبين الناس، فهو الرجل الذي لا يداهن و لا يجامل ولا يراوغ، نعم إنه صاحب العهد والميثاق والذي استحق من أهل بلدته لقب شرف ومن ذلك الوقت أخذ الحاج عبدالله يحمل هذا اللقب وليكن اسمه من بعد ذلك عبدالله شرف و من ثم حمل ذلك اللقب أولاده وسميت هذه العائلة عائلة آل شرف وهي من العوائل المشهود لها في مدينة دير الزور

 

لقد كان الحاج (شرف).. السند والعون لأهله ولأخوته ولأقاربه مادياً ومعنوياً فكان لديه ثلاثة أخوة أحدهم ذهب أيام السفر برلك ولم يعد وآخر كان مختاراً للحميدية والثالث صانع لدلال القهوة العربية

كما كان يأمر أهل بيته بأن يبقى باب بيته مفتوحاً لكي ينهل أهل الحي الماء من البئر الذي في منزله مطبقاً حديث رسول الله صل الله عليه وسلم  “الناس شركاء في ثلاث الماء و الكلأ والنار”

فعائلة آل شرف وجميع فخذ الشقرا من بني خالد هم من أقدم العوائل التي سكنت حي الحميدية، إذ يمتلك منزلاً كبيراً قسماً لأهله وقسم للضيوف و ( بقجة) مساحة من الارض يزرع بها خضروات المنزل بالإضافة إلى أرض تتجاوز الأربع دونمات في ذلك الحي

 

كما يشهد له أهل المدينة بوقوفه مع قضية الأرمن وتعاطفه معهم حيث أنه قام برعاية إحدى فتيات الأرمن وقام بتربيتها وتزويجها معتبراً إياها وكأنها إحدى بناته

 

وفي عام 1940 عندما دخل الانكليز مدينة دير الزور واستولوا على القمح وأنشؤوا الميرة (مكتب الحبوب) استطاع وبطريقة ما انقاذ محاصيله و ذلك لمساعدة أبناء  مدينته و عشيرته من بني خالد المتواجدين في حمص،  حتى أن شيخ عشيرة بني خالد يسمي السنة الذي ساعد به عبدالله شرف أبناء عمومته // سنة إتجيلنا( إكتلنا)  من عبدالله شرف//

 

نعم تستحق هذه الشخصية الخالدية الفراتية وبكل جدارة أن تلقب ب (الشرف)

رحم الله الحاج عبد الله محمد حمود وبارك الله في ذريته

شاهد أيضاً

(ألوان بلا عنوان).. حمام السوق بقلم سمير الحاج

قبل العيد بيوم أو يومين في فترة ما قبل السبعينات من القرن الماضي يتجهز الناس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *