“الدَراس” بريف دير الزور.. أجمل لحظات الذكريات في هذا الموسم

في هذه الايام يبدا موسم الدَرَاس ( وهو عملية تكسير السنابل وفصل القمح عن التبن )

من اهم الطقوس في موسه الدراس وهنا سنضطر الى التكلم بالعامية :

اولا : تجهيز شلول التبن وشوالات القمح  , يروح الفلاح قبل اسبوع على المدينة ويشتري الشوالات والشلول , ويفتح المستودع ويطلع المذراه ويسن الكريك ويجهز العدة بالكامل

ثانيا : يشتري الثلج لانو العمال بدهم مي بارد يشتري الثلج قبل يوم تقريبا ويلفو بجوالات ويحطو بالتبن مشان مايذوب الثلج او يروح عالجيران ويلم من عندهم ثلج .

اللي عندو دٌُراسة . البيت كلو يستنفر وتعلن حالة الطوارئ .

وقت تجي الدراسة يتم اختيار الزاوية المناسبة حسب اتجاه الرياح لاجل عملية تسهيل خروج التبن . ونصيحة اذا جارك عندو الدراسة لاتنام برا بالحوش او فوق السطح لانو اثمك راح يتعبى تبن وتحس حالك انبشمت .

يبدا السواق بتجهيز الحفر للتكركتور ويتختار الزاوية والمسافة المناسبة ويبدا العمال بتعبئة السفير ويبدا العمل , ويتم تقسيم العمال الى ورديات مثلا كل وردية تشتغل ساعتين وتريح ساعتين .

وعمال الدراسة كان الله في عونهم ينام ويقعد وتعب مو طبيعي وممكن يظل 5 ايام برا البيت .

سواق الدراسة معاه وانيت او هونداية زغيرة كل مايخلص بيدر يحط شوالاتو على جنب لانو هوا ياخذ قمح بدال الفلوس , ( في احد الصور جوالين حب واقفات هذن للدراسة)

صاحب الارض يفزع نسيبو او اخوه او جارو يوقف معاه ويساعده بعملية تعبئة القمح او خياط الشوالات .

بعد شروق الشمس تجيبون الفطور للعمال وهنا الفطور يكون خمس نجوم ومن خيرات رب العالمين ( خيار , بندورة , حلاوة , مربى , سمنة , زبدة , زيت وزعتر , وكل ماتجود به نفس صاحب الارض )

خلصو اول بيدر والثاني والثالث ويجي وقت الغدا ويروحون العمال يتغدون عند صاحب الارض ويكون ماشاء الله مكثر الخير ماينلام لانو موسم خير وموسع عطاء الارض وجني المحصول

العمال يضربون من هالثريد واللبن الا مايدوخون ( تاغ لصاحبك اللي كان يكافح ويشتغل عامل عالدراسة )  , وبعدها عالنهر يسبحون مشان يبردون على انفسهم شوي . ومن طقوس عمال الدراسة اثناء مسير الدراسة في الطرقات تلاقيه مونتر على راس الدراسة من فوق وناس راكبة عالتركتر وناس راكبة باثم الدراسة .

طبعا اثناء الغدا لازم تخلي حارس عند الدراسة مشان مايجي بعض الاطفال اللي تلاقيه مراقب الدراسة من بعيد ويستنى العالم تروح عالغدا مشان يجي هوا ويتفح غطا الغربال ويبوق الحب .

هذا اذا تلقطو علقو بالمذراة لانو ماياخذ حصتو مثلو مثل غيرو . تلاقي وجهو وجه الحصيني ( تاغ لصاحك الحصيني اللي كان يبوق حب من الدراسة )

يتجمهر الاطفال حول صاحب الارض مشان ياخذون حصتهم وهي بالمسمى العامي ( الشيرية ) ويقوم الاطفال ببعض الهتافات لكي يقومو بتحفيز هرمونات الكرم عند صاحب الارض لكي يجزل في العطاء ( خبرونا عن بعض الهتافات بالتعليقات )

وبعد الانتهاء من الدراس .

هنالك مصطلح اسمو كشاشة البيدر وهذه تعطى للاوفر حظا من ابناء او بنات او اقرباء صاحب الارض لانو اقل مايطلع لو ربع جوال من كل بيدر ومكان كشاشة البيدر هوا مكان وقوف العامل اللي يعبي السنابل بالدراسة .

ومن ثم تجد احد الرعيان يتجول في غنمه حول البيدر لكي يرعى الاغنام من بقايا السنابل والقمح .

بعدها يتم عملية نقل القمح الى منزل الفلاح زمن ثم تعبئة التبن ونقله الى المستودعات لاستخدامه لاحقا كعلف للحيوانات .

كل هذه الاحداث تتم في يوم واحد تقريبا ,

يكون موسم جني المحصول وموسم عطاء الارض بعد كل هذا العناء . ويكون اصعب يوم على الفلاح لانو يكون واقف على رزقه ولا يذوق طعم النوم في هذا اليوم .

 

المصدر: صفحة أخبار الشحيل في موقع فيسبوك

شاهد أيضاً

(ألوان بلا عنوان).. حمام السوق بقلم سمير الحاج

قبل العيد بيوم أو يومين في فترة ما قبل السبعينات من القرن الماضي يتجهز الناس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *