أيقونة ديرية.. الفنان صبحي الحسن

بكل خطوة وأخرى تستحضرني صورة وذكرى ، وأنا بطريقي إلى منزله بحي كشكول في دمشق ، صور لذلك الشاب( البدين ) … تزاحمت على ذاكرتي مجموع الصور ، أضعت طريقي إليه … رافقني صوت العندليب الأسمر( في نفس المكان ضايعين في نفس المكان… ) ، أتصلتو عليه أخبرني بعنوانه … وصلت منزله…
قلت: وينك أبو صبيح.
قال: هلا حجي ( فوت ) .
دخلت إلى منزله ولكن هذه المرة كان قابعا على سريره .
عانقته… قبلت رأسه عشرات المرات، إحتضنا بعضنا، إغرورقت عينانا بالدموع، أشحنا وجوهنا عن بعض حتى لا ترى دمعتنا دمعتنا… وكعادته وبروحه اللطيفة المرحة .
قال : ( ترى محارم ما عندي ) المهم أنت بخير وصحة.
قلت: الحمد لله رب العالمين.
وبدأنا نسترجع ذكريات الزمن الجميل … سألني عن كل من عمل معنا في المجال الفني… شرد قليلا وبغصة…
قال: أعتب على أصدقائي وزملائي بالعمل، القليل منهم من سأل عني … والبقية أعذرهم فكل واحد لديه ظرفه ، أو يجوز ما عدهم رقمي، بس ( أمانة إذا تقول لأحد ) .
قلت: ( له له يا أبو صبيح ، تكرم عيونك، ما راح أقول لأحد و لا يهمك، صدقني حتى رقم موبايلك ما راح أقولو وأعطيه
/ ٠٩٨٨٤٦١٥٢٢ / …
تابعنا حديث الذكريات، منها ما هو مفرح وما هو محزن…
إنه الفنان المخضرم والمبدع صبحي الحسن، والمعروف لدى كل من دخل إلى صالة المسرح الثقافي بديرالزور إما مشاركة أو حضورا.
عرفته في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، من خلال التحضير لإحدى الأعمال المسرحية للفنان العتيق أحمد الحسين ومسرحية أخرى للفنان الرائع ضرام سفان .
للوهلة الأولى لدخولي صالة مسرح المركز الثقافي بديرالزور ،رأيته قابعا في أعلى نقطة بفضاء المسرح ( الكنترول ) ، إنتابني شعور الخوف منه والإرباك ، والطريقة التي سأتعامل معه بها … وراودتني مجموعة أسئلة، هل سيساعدنا بالتحضير للإضاءة والصوت، هل سيقبل بأن( أمد إيدي عل مكسر الصوت وديمر الأضاءة ) ، هل أولا أستطيع الدخول إلى غرفة الكنترول …
المهم شيئا فشيئا زال هذا الهاجس مني ،
فرأيت فيه ذلك الشخص المحب والوفي لأصدقاءه و لعمله ،والذي يحب مساعدة الجميع، تعملت منه الكثير في مجالي هندسة الصوت والإضاءة ، وهو بدوره يقدم جميل الشكر والعرفان للفنان المبدع والمتألق سليمان النجم الذي أخذ وتعلم منه …
أما عن بداياته :
* كانت بالعاصمة دمشق، فقد عمل في هندسة الصوت، من خلال الحفلات الفنية والأعراس.
* موظف بالمركز الثقافي بديرالزور من العام ١٩٨٦ مهندسا للصوت والإضاءة.
* عمل في المجال المسرحي وكان له الحضور اللافت والمميز على خشبة المسرح كتميزه في مجال هندسة الصوت والإضاءة ، والذي كان يشكل لوحة فنية من خلال دراسته لكل تفاصيل العمل المسرحي أو الفني.
* أعماله المسرحية:
_ مسرحية ( ضاعت الطاسة ) تأليف الأستاذ أحمد قنبر وإخراج الفنان جهاد فران.
_ مسرحية ( ضمير بالمزاد ) تأليف الأستاذ بسام السلامة والإخراج جماعي والإشراف الفنان محمد دخول.
_ مسرحية ( حذاء أبو قاسم الطنبوري ) إعداد وإخراج الفنان الكبير الراحل نواف حديدي.
_ مسرحية( القيامة ) تأليف ممدوح عدوان وإخراج الفنان الكبير أحمد الحسين، وهي مسرحية مونو دراما.
_ له مسلسل تلفزيوني من بطولته بعنوان ( المرحون ) تأليف الأستاذة تماضر الموح وإخراج الفنان مظهر الحكيم .
* عمل مع كافة الفرق الفنية المحلية والعربية والأجنبية مهندسا للصوت والإضاءة، ومنها :
_ فرق هندية و أوكرانية و روسية و فرنسية و فرقة جباليا الفلسطينية وفرقة الطريق العراقية.
* تعامل مع أغلب أجهزة الصوت وعلى سبيل المثال :
_ مونتاربو ، إف بي تي ، رولاند ، ياماها وهي إيطالية الصنع.
_ بي في أمريكي الصنع.
_ ديناكورد، زيك ألماني الصنع.
_ ألن هيث ، سبيرت إنكليزي الصنع.
_ فيلبس هولندي الصنع.
_ إنتر إم كوري الصنع.
_ ماسكو روسي الصنع.
_ پول فرنسي الصنع.
* الفنان صبحي مواليد دير الزور ١٩٦٣ متزوج.
أتمنى من الله العلي القدير أن يعطيه الصحة والعافية ويمد بعمره ، فهو الأن جليس الفراش وبترت إحدى قدميه، وينتظر تركيب طرف صناعي.
بمثل هذه الأيقونات نفتخر، والتي أعطت خلال سنوات طويلة دون مقابل…
بقلم: الأستاذ لؤي بدور

شاهد أيضاً

(ألوان بلا عنوان).. حمام السوق بقلم سمير الحاج

قبل العيد بيوم أو يومين في فترة ما قبل السبعينات من القرن الماضي يتجهز الناس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *