قصة صورة .. بقلم: سامي إسماعيل

بقلم : سامي إسماعيل

في إحدى الصور يظهر جدي اسطة خليل محمد الاسماعيل وهو تولد 1885 ميلادي يمتطي خيل ..

قديما كان اهل الدير ينتقلون بالخيل أغلب شباب الدير كان يعرف ركوب الخيل ويمارسون السباق بالخيول ويتنقلون بها وهي وسيلة النقل لديهم ..

وايضا يظهر بالصورتين الاخرتين احد اقدم الموتورات بدير الزور حيث توضح ان اهل الدير بدأوا باستعمال الموتور والسيارة بالتنقل بدل الخيل ويظهر الاسطة وصديقه الاوربي ستيفانو وهو الوكيل العام لمحركات الناش (ناشيونال) يستعملون موتور سيكل ماركة نورتون وهي موتورات بدأت صناعتها شركة نورتون الانكليزية بعام 1902وتطورت صناعتها بالحرب العالمية الثانية حيث انتجت الشركة حوالي مئة الف موتور للاستعمال بالحرب ثم توقف الانتاج بعام 1968 …

كما في الصورة تظهر علبة تغيير السرعة عند دبو الموتور ويتم تغيير السرعة باليد وليس بالقدم كما في الموتورات الحديثة كما ان الدواليب فيها اسلاك معدنية تشبه الاسلاك بدولاب البسكليت وايضا كان مكان ارتكاز الموتور على الدولاب تشبه تثبيت البسكليت على الدواليب حيث انها لاتحوي نوابض لامتصاص الاهتزازلذلك كانت متعبة بالسفر .

كانا يسافران بجولات تفقدية للمحركات الزراعية الممتدة على نهر الفرات من البوكمال الى منبج وعلى نهر الخابور من البصيرة الى الحسكة والقامشلي استعملوا بدل السيارة في اغلب الاوقات الموتور لانه اكثر سهولة ومرونة في السير على الطرق الزراعية الرملية والوعرة …

وبعد فترة عرض السيد استيفانوا على الاسطة ان يكون الوكيل العام للمنطقة الشرقية لوكالة ناش وقطع غيارها …

لكن الاسطة رفض لانه كان يعتبر انه لايجوز شرعا ان ياخذ مبلغ اضافي على سعر المحرك او القطع التبديلية اعتبره حسب تفسيره الفطري ربا (طبعا هذا دلالة على عدم الفهم بمعنى التجارة وافتقاد اهل دير الزور للروح التجارية وهذه الصفة هي التي أثرت سلبا على عدم تطور دير الزورالصناعي التجاري رغم توفر كل مواد التجارة والصناعة بالمنطقة )

طبعا الاسطة كان مكتفيا ماديا بما يجنيه من عمله بمحلاته بالمنطقة الصناعية …

وللمفارقة المحزنة جدي وهو من الطبقة الوسطى وليس من اغنياء الدير استطاع ان يدرس اعمامي الهندسة الميكانيكية بالمانيا ووالدي بمصر بالمعهد العالي للموسيقا وعمي الصغير يدرس الفنون الجميلة بايطاليا وكان يدفع لهم بالليرة السورية التي كانت تعادل حوالي 55 فرنك فرنسي وكان يسقط لعمي الليرات السورية بعلب المربى ويرسلها له لان المانيا الاتحادية لانها كانت تمنع ان يدخل لحساب الطالب اكثر من مئة ليرة سورية ومع ذلك بقي وضعه المادي مرتاح …

والدي المسكين بعد الدراسة والوظيفة درسني بجامعة حلب بعد ان مارس اكثر من مهنة بنفس الوقت وحرم نفسه الكثير من اجلنا ….

 

 

شاهد أيضاً

الديريون و ((هذاك المرض)) .. قصة كره أزلية

#هذاك_المرض بقلم: أحمد العطرة بين الديريين ومرض السرطان قصة كراهية غير طبيعية لدرجة أنهم ألغوا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *