” التكاتف العائلي ” في ظل هذه الظروف القاسية

 

بقلم : يونس سند 

في الستينات عندما كانت الليرة تتكلم
كان الرجل يحمل بجيبه ليرة اوليرتين او اكثر وينزل على السوق ليؤمن لأسرته طعامها وشرابها .

 

ومع مرور الزمن زادت متطلبات الحياة وبدأت الليرة تنخفض قيمتها شيئا فشيئاً، وصار الرجل وهو المسؤول عن الصرف على الأسرة يبحث عن مصادر أخرى للدخل خاصة إذا كان صاحب راتب أو معاش وذلك عن طريق عمل آخر أو البحث عن زوجة ذات دخل حتى تساعده على مصاعب الحياة.

وانتشر الزواج بالموظفات وخاصة المعلمات في السبعينات وما بعدها.. وللأسف كان هذا الزواج وبالاً على بعض الأسر نتيجة أنانية أحد الطرفين أو كليهما.. وأدى ذلك إلى حالات من الشقاق والطلاق بينهما.

وهناك حالات مختلفة منها الأمثلة التالية … يقول أحد الأشخاص إن زوجته الموظفة تتحسس جيبه وتضع فيه من عندها بعض النقود عندما تعرف أن زوجها قد قلت النقود بجيبه ويده وحتى تبقي لرجلها قيمته وقدره ورجولته وحتى لا تشعره بالإذلال عندما تعطيه المال بشكل مباشر .

ويقول آخر إن زوجته تتعمد إذلاله عندما تعطيه شيئاً من مالها وقد تعنفه فوق ذلك.

لكن بالعموم هناك الكثير من النساء لا تعرف راتبها ويتولى الرجل الصرف على البيت وعلى زوجته من الراتبين أو من دخلهما وبالتالي فإن حياة هذه الأسرة مستقرة وقد تعمل وتنجز الكثير لحياتهما ولأولادهما.

 

وكما نتكلم عن الزوجات نتكلم عن الأبناء عندما يصبح لديهم دخل أو راتب ..فيحدث بالأسرة كما في الحالة السابقة فإما أن الأولاد لا يساهمون بأي شيء أو يتضامنون مع أهلهم ويعينونهم على الحياة فتحدث حالة من التضامن والتكاتف الجميل أو حالة من الشقاق والتنافر.

 

وفي هذه الأيام الصعبة ومع ضعف الليرة وارتفاع الأسعار الجنوني صار أي رجل لديه راتب أو معاش غير قادر على تلبية متطلبات الأسرة وهو بحاجة للإعانة من افراد الاسرة الأخرى سواء الزوجة او الأولاد حتى يعبروا بسلام من هذا البحر المتلاطم.

 

وأي تخاذل من أحد الاطراف يؤدي إلى صعوبة كبيرة وزعزعة في حياة الأسرة والمنزل.

 

ولذلك نحن في هذه الأيام بأمس الحاجة للتكاتف داخل الأسرة الواحدة وهو الأهم أولاً من حيث إدراك الوضع ومعرفة صعوبة الحياة من كل أطرافها حتى يستطيع رب الأسرة إدارة أمور الأسرة بالشكل الصحيح .

وكذلك يتطلب الحال التكاتف العائلي بين الأسرة الكبيرة خاصة بين الأقارب وأن تُعِين الأسر بعضها البعض .

وبشكلٍ عام نحتاج كلنا للتكاتف مع بعضنا البعض وأن نتساعد وأن نحفظ كرامة بعضنا حين نقدم المساعدة مهما كانت الظروف .

شاهد أيضاً

(ألوان بلا عنوان).. حمام السوق بقلم سمير الحاج

قبل العيد بيوم أو يومين في فترة ما قبل السبعينات من القرن الماضي يتجهز الناس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *