اللهجة الديرية.. لها جذور ضاربة في العربية

يتبادر للذهن للوهلة الأولى أن تلك الألفاظ والكلمات دخيلة وليست عربية لكن الحقيقة هي ألفاظ عربية معظمها فصيحة حيث يلفظ سكان “الدير” حروف القاف والذال والثاء نطقاً سليماً دون تحريف، لكن الاختلاف يكمن في طريقة النطق بأصوات الحروف وإمالتها أو التباطؤ بها والتسارع فيها أو إبدال حرف بحرف آخر».

حيث أن طريقة النطق عند أهل “دير الزور” تختلف عن باقي المحافظات وهي:

(1)- “الإمالة”:

أولاً: “محريث”

(حرف الياء يلفظ كحرف A باللغة الإنجليزية ) وهلم جراً

بدلاً من “محراث”، و”مسبيح، بدلاً من “مسبحة”، و”هيجذ، بدلاً من “هكذا”، و”بيضنجان” بدل من “باذنجان”، وتعود الإمالة إلى قبائل “تغلب” و”بكر” اللتين استوطنتا هذه المنطقة من قبل.

 

ثانياً التلتلة: وهي كسر حروف المضارعة فيقول العامة “تعرف” “تدري” “تكتب” وتعود إلى قبائل قضاعة.

 

ثالثاً: “العنعنة” وهي إبدال الهمزة عيناً كأن يقول القائل “سعال” بدلاً من “سؤال” وهذه تكثر في ريف الدير.

 

رابعاً::الكشكشة:

مثال: “خذي كتابجي” بدلاً من “خذي كتابك” “اعطاجي” بدلا من “اعطاكي” و”اسمجي” بدلا من “اسمك” وتعود إلى قبائل تغلب وربيعة التي سكنت المنطقة.

خامساً: طمطمانية حمير

وحمير قبائل يمنية هاجرت بعد انهيار سد مأرب إلى شبه الجزيرة العربية ويعتقد أن بعضهم استقر في الجزيرة السورية ومنطقة الفرات الأوسط ونشروا هذه اللهجة

وتقوم الطمطمانية على قلب اللام  في الـ التعريف .. ميماً

كقولنا البارحة .. امبارح

 

(2)- “الاستنطاء” وهو جعل العين نوناً فيقولون “انطي” بدل من “اعطي”، و”انطيه” بدلا من “اعطيه”، وتعود إلى “سعد بن بكر” و”قيس وهذيل”

 

وهناك أيضاً تخفيف الهمز في لهجة أهالي دير الزور حيث تستبدل الهمزة باليائ كما في قولنا “طبايع” بدلا من طبائع”، و”جرايد بدلا من جرائد”، وهذه تعود إلى لهجة قريش

كما يضيف أهل “الدير” اللام الموصولية التي بمعنى الذي على الأفعال فيقولون “اليدري” و”اليعرف” و”الياكل” وتعود إلى لهجة “تميم”.

 

وبالإضافة لذلك يقلب أهل “الدير” بعض الحروف ويستبدلون مكانها في اللفظ مثل “دحق بدلا من حدق”، “أجى بدلاً من جاء” و “فاين بدلاً من فاني”.

كما يبدلون بعض الحروف بمثيلاتها كأن يقولون السين صاداً فيقولون “قصط بدلاً من قسط” و”الصبخة بدل من السبخة”.

ويولي “الديريون” تاء الفاعل المتحركة أهمية كبرى في منطقتهم يقولون “أكلت، شربت، كتبت”، وهذا دليل على أن هذه التاء قد حافظت على مكانتها في لهجتهم، كما أن الأسماء الممدودة لا ينطقون بها إلا مقصورة فيقولون “الهوا بدل من الهواء” والدوا بدل الدواء” و”الغطا بدل من الغطاء”.

 

– هناك من يقوم بالتفخيم لبعض الحروف وذلك عن طريق التغيير في النطق أي التكرار في أحد الحروف بمعنى التجسيم والتغليط “لكاح بدلاً من ألقى”، و”الكاع بدلاً من القاع”، كذلك تخفف العامة المهموز الساكن مثل “بير بدلاً من بئر”، و”سما بدلاً من سماء”.

 

وعن الظواهر الصوتية التي استساغها أهل “الدير” في عملية التلفظ:

استخدم أهل “الدير” كلمات في تعاملهم فيقولون “شعملت” بدلاً من “أي شيء عملت”، و”جيبه” بدلاً من جيء به”، و”شكون” بدلاً من “أي شيء يكون”، كما اعتمدت اللهجة “الديرية” على التسكين فلا فتحة ولا ضمة ولا كسرة ولا تنوين فيقولون “سمعت، فهمت، درست”، كما استخدم الأهالي لفظ “أبوي وأخوي” و”يوم” بدلاً من أمي.

في حين تأثرت اللهجة “الديرية” بالألفاظ التركية ككلمة “قناق” ويعني “بناية”، و”خاشوقة” بدلاً من ملعقة، وتختلف نبرة الصوت لدى السكان في دير الزور عن باقي المحافظات فنلاحظ النبرة القوية والصوت العالي الخشن.

وفي النهاية لايسعنا إلا أن نقول أن اللهجة الديرية رغم كونها إحدى لهجات السوريين إلا أن لها أصلاً في لهجات العرب الفصيحة.

 

ساهم في هذه المقالة المبسطة الأستاذ جلال السناد وفريق تحرير “هنا ديرالزور” 

شاهد أيضاً

الديريون و ((هذاك المرض)) .. قصة كره أزلية

#هذاك_المرض بقلم: أحمد العطرة بين الديريين ومرض السرطان قصة كراهية غير طبيعية لدرجة أنهم ألغوا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *