يوميات العم أبو سامي (2)

  1. يوميات العم أبو سامي (2)

بقلم الأستاذ: عبد المجيد إسماعيل

عشت في دير العتيق الذي كان بنظري بيت واحد كبير بيوته من الحجارة والجص الاسود البيوت ملتصقة ببعض والارتفاع متقارب وتستطيع ان تركض على الاسطحة من بيت الى بيت بدون ان تعترضك حواجز اكثر مايميز دير العتيق الامان التام والتهوية والمحبة بين السكان

تصور كان كل يوم يطبخ بيت ويتم توزيع الطعام على باقي البيوت وبالدور ..لم يكن هناك مبردات ولاكهرباء ولاماء لكن هناك محبة ومودة وبساطة وعفوية واحترام وتعاون وتكاتف اجتماعي كبير

أذكرمن انواع الطعام بدير العتيق مايسمى بالهبيط وهو من التمر واللحم والسمن العربي واذا وضع التفاح مع اللحم يسمى تفاحية واذا خلط اللحم بالسفرجل سمي سفرجلية ……ولم يكن هناك انواع الحلويات التي نعرفها الان ..كانوا يضعون بقدر كبير السمن العربي ويطبخ على الحطب ومن ثم ياتون بالتين المجفف بشرائط طويلة ويفرطونها بالقدر حتى تذوب وتشكل مزيج يغرف منها ويعبا ويؤكل مع خبز التنور او الصاج

كانت بيوت دير العتيق ملتصقة وبينها باب او طاقة تطل على الجيران

اذكرمرة حبابتي ..طلبت منها احد جاراتها من الفتحة المطلة بين البيوت ستة ليرات ذهب فاخرجتها حبابتي ولفتها بقماشة ورمتها لجارتها من الطاقة ….فتشت الجارة عن الليرات فلم تجد شيئا على الارض بحثوا كثيرا بدون فائدة وكأن الأرض ابتلعتها …و اكدت ان حبابتي اعطتها الليرات ولم تنكرها وحبابتي اصرت على اعطائها غيرها ..الاثنين لم يخونا بعض ولم يكذبا بعض ….. بعد فترة جاءت الجارة وارجعت الليرات لحبابتي واخبرتها انهم وجدوها بجيب احد المعاطف المعلقة تحت الطاقة سقطت بها اثناء رميها …هذه الحادثة توضح المحبة والود والصدق بين سكان دير العتيق …لايوجد زيف ولاطمع ولاكذب ولامصلحة حياة عفوية وطيبة وبسيطة

وولم يكن يوجد كهرباء ومياه بدير العتيق فكان السقا يملا المزملات بالبيوت بشكل يومي ويستعملون مصابيح القاز للاضاءة والنساء ينزلون الى منطقة العيور لغسيل الصوف والملابس والطناجر

 

شاهد أيضاً

(ألوان بلا عنوان).. حمام السوق بقلم سمير الحاج

قبل العيد بيوم أو يومين في فترة ما قبل السبعينات من القرن الماضي يتجهز الناس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *