“الحزورة” في “التعليلة” الديرية

رافقت الحزازير الشعبية الديريين منذ طفولتهم إلى يومنا هذا، وتحمل الحزورة الشعبية بين جوانبها وخلفيات ألفاظها الكثير من آمال الناس وأحلامهم والكثير مما شغلهم في زمنهم وبيئاتهم، ومن خلال هذه الحزازير نستطيع أن نتعرف على تاريخ فترة معينة وكيف جرت أيامها وبعض معالمها، كما نتلمس فيها آثار أسطورة قديمة مندثرة فيها تداخلات الإنسان مع الطبيعة، ونرى أن الحزورة الشعبية ملأى بالمعرفة والثقافة وهي محمول تراث شعبي لما أنتجه الشعب في كل المجالات خاصة الاجتماعية والفكرية والثقافية والمعرفية.

وفي دير الزور.. كانت الحزازير واحدة من تنويعات السهرة ومن السمر الليلي خاصة في الليالي الشتائية المديدة فهي مملوءة بالمرح والسرور، حيث يسود الجمع الهرج والمرح والتأمل والتبصر وغالباً ما يطلب من الذي يلقي الحزورة إعادتها مرة ثانية وثالثة أما إذا تجاوز الطلب أكثر من ذلك فلا يستجيب المحزر للطلب، والسهرة الشتائية قديماً كانت تجمع الأهل والأقارب والجيران في غرف واحدة واسعة، والحزورة منها الطويل ومنها المكثف وغالباً ما تكون متجانسة ومنسجمة وفيها الطباق والجناس والمحسنات اللفظية الأخرى، وهي لطيفة وسهلة لا تخالطها الألفاظ الصعبة العويصة الثقيلة على السمع، ويشترك في عملية التحزير الشباب والكبار ولكن غالباً ما يكون المحزر أو المحزرة من كبار السن بسبب خبرتهم وتجربتهم وحفظهم للكثير من الحزازير.

إمك ورا الباب تستقي 

ليبسة ثوبها الفستقي

كلما يهب الهوا 

تصيح وينك ياعاشقي 

 

حزورة طالما رددتها أمهاتنا وجداتنا أثناء (التعليلة) لتسلية الأطفال وتشغيل عقولهم، ومثلها مئات “الحزازير” الأخرى التي يتنافس الأطفال في حلها،

 

طاسة ببطن طاسة 

بالبحر طمّاسة

بطنها لولو

وظهرها نحاسة

فهل تعرف “حزازير” أخرى

 

شاهد أيضاً

عجائب الديريات في بيت المونة

كانت “المونة” فيما مضى ركن أساسي في البيت الديري حيث يخصص غرفة كاملة للمونة تسمى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *