قرية السوسة.. معلومات قد لايعرفها البعض عنها

اشتهرت قرية “السوسة” بمحاصيلها الزراعية وبساتينها التي تثمر الفواكه بأنواعها وأهمها الرمان وعرق السوس، إضافة لموقعها الهام الذي يربط كل القرى التي تقع في شرق نهر الفرات.

 الموقع:

أحد الأساتذة في القرية قال عنها عام 2013: «تقع قرية السوسة في محافظة “دير الزور“وتبعد عنها حوالي 140 كم.

وتتبع إدارياً لناحية “البوكمال” التي تبعد عنها حوالي 15 كم، حيث كان يربط بينها وبين المدينة جسر خشبي، أما الآن فأصبح هذا الجسر جسراً كبيراً واسمنتياً.

يحدها من الشمال قرية “الشعفة”، ومن الغرب نهر الفرات، ومن الجنوب قرية “الباغوز”، ومن الشرق الصحراء والحدود العراقية، وتبلغ مساحتها 820 هكتاراً».

 

وتابع في وصف سكانها بقوله: «يتجاوز عدد سكان القرية العشرين ألف نسمة.

وسكانها من عدة قبائل وهذا ما جعلها نموذجاً للتعايش الجميل، والأغلب هم من قبيلة “الحسون” وقبيلة “المراشدة”، وفيها قليل من قبائل “المشاهدة” و”البوبدران” و”الدليم” و”البوخاطر” و”السفافنة”.

وقدمت القرية التضحيات في سبيل تحررها من الاحتلال البريطاني والفرنسي بمعارك كبيرة مشهورة، وتم أسر “فارس المحمد” خلالها، واستطاع المجاهدون من القرية تحريره بقوة السلاح والعزيمة.

ومنهم أول من رفع العلم السوري فوق الثكنة العسكرية فوق مدينة البوكمال وهو المختار “عبد الفارس المحمد” من “الحسون” بمشاركة مجاهدي المدينة، وهو ابن الشيخ “فارس المحمد”، الذي كان في سنة الجوع 1920م يقدم الطعام للقاصي والداني».

 اقرأ أيضاً : الرمادي (البكعان) – عيال الشايب

وعن سبب التسمية يقول : «يعود تسمية قرية “السوسة” لما تحويه من أشجار السوس الشهيرة.

فقد كانت مصدر رزق لأهل القرية بشكل كبير، وحتى اليوم يوجد عرق السوس بمناطق معينة من القرية.

 

عرق السوس في قرية السوسة

كما يوجد أيضاً عرق “الشوك الأحمر” القاتم الذي يقوم السكان بتجفيفه ومن ثم غليه بالماء ليصبح نوعاً من أنواع الأصباغ الثابتة التي تستعمل لصبغ المنسوجات والجلود.

وتعتبر من أجمل قرى محافظة دير الزور لقربها من نهر الفرات وخصوبة أراضيها.

فقد اشتهرت القرية بمحاصيلها الزراعية وبساتينها التي تثمر الفواكه بأنواعها.

أهمها بساتين الرمان التي انتشرت وتوسعت، وأصبح رمان السوسة علامة مميزة وصنفاً شهيراً في عالم الرمان بسبب شكله وطعمه المعروف وقد ذكره الأقدمون من حضارة ماري في معاملاتهم الزراعية والتجارية ورسوماتهم الجدارية».

قرية السوسة

طبيعتها:

ويقول أحد مزارعيها: «إن الجو الحار والتربة الطينية التي تتمتع بها قرية السوسة ساعد على زراعة أشجار الرمان.

وتنتج القرية ما يقارب 10 آلاف طن من الرمان سنوياً حيث تنتشر بساتين الرمان على مساحة تقدر بثلاثة آلاف دونم يزرع فيها حوالي150 ألف شجرة رمان.

وأضاف أن “رمان السوسة يتحمل الجفاف والعطش وطريقة الري هي بالغمر، ويفضل عدم الري الزائد خلال فترة النضج لأن ذلك يؤدي إلى تشقق الثمرة وتلفها.

يوجد أيضاً القمح والشعير والذرة والسمسم والقطن والشوندر السكري والفول وبعض الخضراوات اللازمة كالبصل والبقدونس والفجل والسبانخ.

ويقوم أيضاً أهل القرية بتربية الحيوانات ومنها الأبقار والأغنام التي يستفاد من صوفها ولحومها وحليبها.

كما يربي أهل القرية الطيور بأنواعها من دجاج وبط وإوز، ويمتلك أهالي القرية الخيول العربية الأصيلة “الصقلاوية” و”الكحيلة” و”الدهمي” “المعنقية”».

رمان السوسة

التقسيمات الإداية في السوسة:

وعن التقسيمات الإدارية قال أحد أبناء القرية: «تقسم قرية السوسة إلى خمس قرى إدارية وهي:

“مزرعة المراشدة”، و”موزان العالي” و”البوبدران” و”السوسة” و”الحي الغربي” و”الحي الشرقي”، وذلك وفق تقسيمات الإدارة المحلية عام 1990.

تتوافر في القرية كافة الخدمات الصحية والتعليمية والخدمية، فقد تأسس فيها العديد من المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية.

وفيها مستوصف صحي ومصلحة زراعية واتحاد عام نسائي وفيها بلدية وبريد وهاتف.

وقد ساعد قرب القرية من نهر الفرات ليكون مورد رزق لأهلها من خلال صيد الأسماك، حيث يتوافر العديد من الأنواع مثل “الشبوط” و”الكرب” و”أبو الزنير” و”أبو خاشوقة” و”الجرية” و”الشبربطة”.

في القرية الكثير من الحرف اليدوية كصناعة التنور الفراتي حيث توجد بعض النساء الخبيرات بهذه الصناعة ويتقنون عمله بأشكال جميلة وأحجام مختلفة.

هناك أيضاً صناعة النسيج حيث يتم صناعة البسط والسوح والمفارش وبيوت الشعر ومستلزماتها.

ويوجد معمل حديث لصناعة عصير الرمان ودبس الرمان اللذين يتميزان بنكهة مميزة وتبلغ نسبة الحموضة فيه 50 بالمئة ولونه هو نفس اللون الأصلي لحب الرمان أي الأحمر الوردي كما أن كثافته عالية وهو غير قابل للأكسدة».

بقلم رامي خطاط لموقع اي سيريا

شاهد أيضاً

“قهاوي” الدير.. لكل قهوة روّادها واختصاصها

تنتشر في “دير الزور” عدد من المقاهي الشعبية أخذت أسماء كثيرة مثل “الجرداق” و”غبيني” و”الحمام” …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *