أزياؤنا الشعبية هي جزء من تراثنا وهي مصدر تاريخي لنا، سواء ما بقي منها في الريف أم في البادية السورية.ومما يثير الانتباه أن هذه الأزياء لا تنتمي إلى فنان أو جيل بل هي من عمل الشعب كله. فهو الذي صمم وابتكر وصنع الأزياء الشعبية بما تتلائم مع البيئة والطبيعة والبنية الاجتماعية.إننا نلاحظ أن سكان المناطق الباردة يرتدون الألبسة السميكة فالمرأة ترتدي ثوباً مخملياً ودامرا طويلاً وسروالاً من الجوخ وتراعي أن تكون الألوان غامقة بحيث تمتص أشعة الشمس ولا تشعها . بينما في الصيف يلجأ الناس إلى ارتداء الألبسة القطنية الرقيقة الواسعة التفصيل ذات الألوان فاتحة لتعكس حرارة الشمس.
الثياب الريفية تمتاز ببساطتها ولكنها أحياناً لا تخلو من مطرزات بخيوط ذات ألوان بديعة تعكس ذوقاً رفيعاً وصنعة متقنة وهي أحيانا في اختلاف نوع القماش و التطريز ترمز إلى المنطقة والبيئة….
تتصف أزياؤنا الشعبية بأنها أولاً هي ثياب مريحة وذلك يتبين من خلال تفصيلها ومقاسها الفضفاض ، كما أنها ترضي غرور الشرقيين وكبريائهم إضافة أنها أخلاقية محتشمة ، فهي صحية أيضاً كما أنها كما أسلفنا جميلة فنية وغنية بزخرفتها . وما ينطبق على الزي النسائي ينطبق على زي الرجال ويكفي أن نشير أن الطقم العربي بكامل خرجه بخيوط الحرير على صدر الكلابية وأكمام الدامر فهذا الزي كلباس مع الكوفية و العقال على الرأس يمثل شموخ العربي في كل زمان وعلى أي ارض وجد عليه وهي موضة لا تتبدل أو تتغير على مر الزمان…
ولباس الرجال في أرياف المنطقة الشرقية الواسعة تعتبر خاصة نوعاً ما، ونسمّي بعض الألبسة التي نعرفها بتسمياتنا المحليّة المتوارثة في منطقتنا فللرجال:
الشاليّة: وهي من النوع الخفيف في نسجه والثقيل في قيمته وتلبس في الصيف.
“الفروة”: وتصنع من جلود الخراف وكلما كان جلد الخروف صغير في العمر كانت قيمة الفروة أكثر وتلبس للدفء والزينة وهناك نوع يسمى “كبّاشيّه” وهي من جلود الأغنام الكبيرة وتستخدم للمنام كغطاء.
“الدرّاعة”: وهي من القماش الثقيل المطرز وهي بمثابة السترة الحالية.
“الزبون”: وهو مفتوح من الأمام، ويربط مع بعضه بخيط وفي نهايته من عند الأكمام له شلاحيّات واسعة تربط مع بعضها وتوضع على الظهر وعلى الأغلب من الحرير وكانوا يطلقون عليه تسمية “زبون أبو رويشه”
أما لباس البدن للرجل “القصيرة” وتسمى أيضاً “القميص”.
“الصاية”: وهي ثوب مفتوح من الأمام له أكمام طويلة أو قصيرة وتلبس هذه الصاية فوق القصيرة، وظلت موجودة في ريف “دير الزور” حتى وقت قريب.
“المحزم”: وهو الذي يتزنر به الرجال ويكون إما من الصوف وله عدة ألوان، أو من “الساتان” أو “الشاش”.
“البدن”: وهو زبون أزرق طويل يتم ارتداؤه فوق الثياب ويكون فضفاضاً يمكن أن يحل محل “الجاكيت” أو العباءة.
“السروال”: وهو من الخاصة أو الخام له “تكة”.
“شروال”: يلبس فوق “الشروال” العادي، وفوق القميص بالشتاء وله جيوب من جانبيه.
“خرقة”: وهي جبة من “الساتان” أو الحرير ذات بطانة رقيقة تلبس في الصيف، ولها فتحات بدلاً من “الجيوب”.
“الدامر”: وهو القطعة التي تلبس فوق الثوب أو الزبون، وقد يكون من “الساتان” أو الجوخ، وله جيوب، يسمى في ريف “دير الزور” “قطش”.
“إبطية”: تشبه السترة أو الدامر ولكنها أوسع منها وذات أكمام قصيرة وقد تطرز بالقصب ويكون لها بطانة، وجيوب.
“المقطنية”: وهي معطف يلبس فوق الثياب ويلبسه الرجال والنساء على حد سواء.
ومن ألبسة التي يذكرها “الديريون” “البشت”، والذي عرفه الباحث التراثي “عبد القادر عياش”، وذكر لنا المصادر التي يأتي منها أنواعه المختلفة بالقول: «هو عباءة من الصوف الأبيض غسل ونسج “دير الزور” كان قصيراً وله أكمام يسمى “عفري” نسبة إلى بلد “عفر” العراقية وهو أول ما لبسه الرجل “الديري” من أنواع العباءات فوق ثيابه، لا يزال يصنع في البلد واسمه “بشت” اقتصر ارتداؤه على الحمالين وبعض القرويين، وكانت تأتينا من العراق عباءات حرير بيضاء وملونة يلبسها الرجال والنساء.
“البشت السلموني” كان يصنع من القطن والليف يأتينا من “حلب” يلبسه الحمالون والحطابون، وصارت تأتينا من العراق أنواع من العبي الصوفية “كالكسعدونية” و”اللومية”، وهي أنواع رديئة تصنع لتدفئة الخيل في الشتاء، وعباءات “كصاصة” و”قروانية” من “القريتين” و”حساوية” من “الحسا” وكانت تأتينا عباءات حرير سميكة غالية الثمن من لونين وعباءات “الوبر” و”النايل” السوداء والشقراء والبنية وتلبس في الشتاء وهي مع عباءات الجوخ أفخر أنواع العباءات ويحتفظ كثير من الرجال بعباءة “نايل” في بيته يلبسها عند اشتداد البرد فوق ثيابه».