الشاعر والأديب أحمد عبد الغفور الراوي.. لؤلؤة مكنونة

كثيرة هي الدرر المكنونة التي لم يتح لها أو لم تشأ أن تظهر على الساحة الشعرية أو المنصات التي ارتقى إليها الكثيرون.

ومر على بلدنا الحبيب دير الزور فرج الله عن أهلها، علماء وأدباء وشعراء ومفكرون ومؤرخون لم يحظوا بالاهتمام اللائق والتقدير اللازم والتوثيق الدقيق أذكر منهم الشاعر الأديب الذي يعتبر من كبار شعراء العربية وهو الشاعر: (أحمد عبد الغفور الراوي) رحمه الله

وقال ابن الشاعر المهندس الأديب الشاعر”ماجد الراوي”  عن والده «ولد الشاعرأحمد الروايفي محافظةدير الزورعام 1931م في أسرة معروفة بالدين والأدب.. والده الأستاذعبد الغفور الراويمن أوائل المعلمين فيدير الزوروقد تخرّجت على يديه أجيال عديدة من الطلاب.

 

كان لوالده الأستاذ “عبد الغفور” دور كبير في نشأته فقد كان شيخاً فقيهاً وأستاذاً قديراً وكان يقرض الشعر ويحفظ الكثير من أشعار العرب وآدابهم.

 

لوحظ على “أحمد الرواي” منذ طفولته تعلقه بالشعر والأدب وكان سريع الحافظة والبديهة ينصت إلى أي حديث أدبي أو ديني فيلتقط ويحفظ ما يسمع بسرعة.

كان الشاعر “أحمد الرواي” إنساناً رقيق القلب متواضعاً ميالاً للبساطة، وكان دقيق الملاحظة بشكل غريب، كما كان جاداً وحازماً ومتمسكاً بآرائه.

درس منذ الصغر الفقه والقرآن الكريم والسيرة النبوية والحديث الشريف وحفظ منها الكثير.

 

ويضيف ولده”ماجد”: «كتب الشاعر في شتى فنون الشعر من وصف وغزل وشعر قومي واجتماعي وديني وغيره دعي لتأدية الخدمة الإلزامية وبعد انتهاء الخدمة سافر إلى مدينة دمشق عام 1953م حيث عمل مدققاً لغوياً في مجلتي “الجندي العربي” و”العسكرية” ونشر قصائد ومقالات كان لها وقعها آنذاك، كما ألقى قصائده من إذاعة دمشق.

 

عاد إلى “دير الزور” ليعمل موظفاً في إذاعة بث “دير الزور” عام 1959م. كان وثيق الصلة بالشاعر محمد الفراتي وقد دعي عام 1964م هو والشاعر “محمد الفراتي” للاشتراك في مهرجان “ذكرى مرور ألف عام على وفاة الشاعر العباسي الشريف الرضي”.. أقيـم المهرجان في مدينة “اللاذقية”. وقد اشترك فيه عدد كبير من الشعراء العرب

حيث ألقى الشاعر “أحمد الرواي” في المهرجان قصيدة بلغت خمسين بيتاً تحدّث فيها عن “الشريف الرضي” ومكانته في الشعر العربي، كان مطلعها:

 

ألا هَلْ لِما جاءَ الخيالُ بهِ قَيْدُ      أم الشِّعرُ دُنيا ما لآفاقِها حَدُّ

 

ومما يحز في النفس أن الشاعر رحمه الله احرق شعره وأدبه أمام ناظريه وناظري أولاده ولم يبق منه إلا ماعلق في ذاكرة محبيه وأصحابه وماجمعه ولده وهو نزريسير بالنسبة لأدبه الثر الكثير كنت أحفظ أربعة أبيات له علقت في ذاكرتي منذ أربعين عاما ولهذه الأبيات مناسبة لطيفة فقد بنى شاعرنا بيتا متواضعا في منطقة أظنها (هرابش ) وكانت بعيدة عن مركز المدينة وكان يتعبه ويقلقه انتظار الباصات التي كانت قليلة في ذلك الوقت ، فرج الله عليه فامتلك دراجة هوائية( بسكليت) فسماها بالأدهم العادي (الحصان ) فقال :

أمستْ دياري بمنأى لا أغادِرُها

إلاّ لتقديم حاجاتٍ لأولادي

بيتٌ من الطينِ والأحجارِ أقطنهُ

على طريقةِ آبائي وأجدادي

ظلّ انتظاري َللباصاتِ يُقلقًني

حتى ملكت ُزمامَ الأدهم ِالعادي

يا من تذكّرتني يوماً ولم ترني

إنّي بوادٍ ودير الزور في واد

 

بقي بعيداً عن المنابر الأدبية معتزلاً حتى لاقى وجه ربه في العاشر من شباط عام 1992 رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه

شاهد أيضاً

دير الزور تودع أحد شعرائها .. نعوة وفاة

إنا لله وإنا إليه راجعون    البوحسن  الحنوش   ينعون إليكم بمزيد من الصبر والرضا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *