أسواق دير الزور القديمة

تعد الأسواق القديمة في مدينة دير الزور مركزاً تجارياً مهماً كونها تشكل نقطة التقاء بين الريف والمدينة وتعود نشأة الأسواق فيها إلى أواخر العهد العثماني عندما عين خليل بك ثاقب الأورفلي سنة 1282هجرية 1865 ميلادية قائمقاماً لدير الزور حيث أنشأ السرايا القديمة وباشر ببناء السوق الميري مستخدماً أشخاصاً من أورفة من أصحاب المهن والبساتين والكتابة حيث كان قد أصدر قانوناً لبناء الأسواق عام 1856م وأعيد تجديدها عام 1880م.

وتقع شبكة الأسواق القديمة ذات التخطيط الشطرنجي في الجهة الشرقية لدير العتيق وتشكل اليوم جزءاً مهماً من المركز التجاري للمدينة يحدها من الجهة الشرقية حي عبد العزيز ومن الجهة الشمالية السرايا القديمة ومن الجهة الغربية شارع الجسر الذي يؤدي إلى حي الحويقة عبر جسر البعث أما من الجهة الجنوبية فيحدها الشارع العام.

وتشغل الأسواق بالإضافة إلى الخانات مساحة 1125 متراً مربعاً تقريباً أي مايعادل 10 بالمئة من مساحة المركز التجاري الحالي لمدينة دير الزور وتعد الوحدة العمرانية للأسواق القديمة غاية في التكامل و الدقة والتنظيم حيث تتألف الوحدة العمرانية من أسواق نوعية وخانات وتمتد الأسواق باتجاه شرق غرب شمال جنوب تقريباً ويتألف كل سوق من الأسواق من محور وسطي لحركة الزبائن مسقوف بسقف نصف أسطواني ذي عقد مدبب سوق التجار الخشابين عكاظ وخلوف وهذا السقف المرتفع يعطي منظوراً معمارياً رائعاً للممر.

أما الأعصاب الإنشائية في السقف فتعطي قوة وهناك يرى تسقيف جملوني في سوق العطارين وسوق القصابين وسقف تم إحداثه لاحقاً القصابين سنة 1954م وهذا التسقيب ذو منظور مشوه من الناحية المعمارية وله كثير من المشاكل الإنشائية.

وتصطف المحلات التجارية إلى جانبي المدخل لتطل عليه بواجهة حجرية ذات قوس حجرية نصف دائرية وهذه الواجهة بسيطة تخلو من النحتية أو الزخرفة إلا أنها غاية في الجمال أما أسقف المحلات فهي استمرارية للقوس على قبو سريري نصف أسطواني وتتوضع ضمن الأسواق عدة خانات خان الترك والخشب وبراجيك أولاد الجوزة ولعل من أهمها وأبرزها وأكثرها تعبيراً عن مفهوم الخان هو خان براجيك الذي يتكون من طابقين تتوسطهما سماوية.

أما من الناحية الإنشائية فقد استخدم الحجر والطين في بناء الأسواق وتم تسقيف الممرات الوسطية بنفس المادة على شكل أقبية سريرية مستمرة ذات عقود مدببة مختلفة حسب أبعاد الممرات العرضية وقد استخدمت أسقف معدنية لتغطية بعض الأسواق كسوق العطارين والقصابين وجزء من سوق الحدادة أما المحلات التجارية ذات الواجهات الحجرية التي لا تتجاوز 3م فيكون السقف عبارة عن قبو نصف أسطواني يتجاوز عمقه ضعف الواجهة في معظم الأحيان أما الجدران فهي ذات سماكة موحدة في جميع الأسواق 40 سم ويتقدم الجدران في المحلات عضادات حجرية ذات مقطع أبعاده 40 ضرب 60 سم كما استخدم الخشب في تسقيف بعض المحلات كما في سوق الحدادة والحبال كما استخدم في هذين السوقين أسقف من الصفائح المتجاورة التوتياء.

وتتالف شبكة الأسواق القديمة في مدينة دير الزور من 11سوقاً يختص كل واحد منها في عمل معين وهي: – سوق التجار ويقع في وسط شبكة الأسواق القديمة ويمتد باتجاه شمال جنوب ينتهي شمالاً ببوابة عثمانية ذات طراز مميز ويختص هذا السوق ببيع الأقمشة لسكان الأرياف والبدو وكذلك الألبسة الجاهزة والأحذية والصوف والفرو.

– سوق الخشابين ويقع في الجزء الشمالي الغربي من السوق ويمتد باتجاه شرق غرب يطل على شارع الجسر في الجهة الغربية وينتهي بمحور سوق الحبوب العرصة الذي يشكل امتداداً له في الجهة الشرقية ويتصل بسوق القصابين بممر قصير ذي سقف خشبي مستو في الجهة الجنوبية الغربية للسوق ويلاصق ضلعه الشمالي السرايا القديمة.

وقد حافظ السوق على وضعه المعماري حيث لم تطرأ عليه سوى تبدلات طفيفة جداً ويختص هذا السوق بتصنيع المعدات الخشبية البسيطة اللازمة لأعمال الزراعة وبيوت الشعر وبعض الأثاث المنزلي والصندوق الخشبي المزركش لحفظ اللباس وكراسي الجلوس وقراءة القرآن والغرابيل والمخامر وبعض المحلات تختص بصياغة الفضة.

– سوق العطارين ويقع في الجهة الشرقية للأسواق ويمتد باتجاه شمال جنوب ويطل بواجهته الجنوبية على الشارع العام وينتهي في الجهة الشمالية بسوق الحبوب العرصة يتصل ممره بخان الترك كراج الخابور في الجهة الشرقية كما يتصل بسوق عكاظ في الجهة الغربية.

وقد أدخلت بعض التعديلات المعمارية والعمرانية على هذا السوق فقد استعمل البيتون المسلح في تسقيف بعض المحلات ولاسيما الجهة الشمالية في السوق ويستخدم السوق في بيع العطارة والأدوات المنزلية والحبوب والأقمشة والأحذية.

– سوق خلوف ويقع في الجزء الجنوبي الغربي من الأسواق ويمتد باتجاه شمال جنوب و ينفتح على الشارع العام جنوباً وعلى سوق الحبال شمالاً ويتصل بمحور ضيق يؤدي إلى الساحة العامة ويستمر السوق شرقاً ليتصل مع سوق الحدادين.

وقد حافظ هذا السوق بشكل رائع على وضعه المعماري ويختص ببيع الأقمشة بالإضافة لوجود محلات بيع الحبال في الجزء الشمالي منه بالإضافة لوجود بعض المحلات الأخرى.

– سوق عكاظ ويقع في منتصف شبكة الأسواق ويصل بين سوق العطارين وسوق التجار ويشكل الضلع الشمالي للسوق الجدار الشمالي لخان الخشبو يختص ببيع الأقمشة والألبسة الجاهزة.

– سوق الحبال ويقع في الجهة الغربية لشبكة الأسواق حيث يبدأ السوق من شارع الجسر وينتهي بسوق عكاظ ليتصل بسوق الحدادين وسوق القصابين في الجهة الشمالية كما يتصل بسوق خلوف من الجهتين الجنوبية والشرقية ويختص ببيع الحبال القطنية والبلاستيكية اللازمة لبيوت الشعر والاستخدامات الأخرى بالإضافة للسلاسل الحديدية وبيع منتجات محلات سوق الحدادة.

– سوق الحدادة يقع بين الجهة الغربية لشبكة الأسواق ويختص بصناعة أدوات الحصاد كالمناجل والفؤوس ولوازم بيت الشعر والسلاسل الحديدية بالإضافة للخزانات المستديرة القازانات والأقماع.

– سوق القصابين ويقع في الجهة الغربية للأسواق ويختص ببيع لحوم الأغنام والأبقار.

– خان براجيك اولاد الجوزة ويقع هذا الخان في الجهة الجنوبية لشبكة الأسواق وهو من طابقين الطابق الأول يستخدم كمخزن لبيع المواد الغذائية بالجملة أما الطابق الثاني فهو فندق مهجور.

– خان الترك كراج الخابور يقع كراج الخابور في الجهة الشرقية للأسواق وله شكل مربع وللكراج مدخلان يستخدم هذا الخان بشكل رئيسي كمرآب للسيارات الشاحنة القادمة من الريف أما المحلات في الخان فتخصص لبيع المواد المنزلية البلاستيكية والأواني والمعدات المعدنية التي تصنعها في هذه المحلات كخزانات المياه المنزلية والقازانات.

– خان الخشب يقع في الجهة الشمالية لشبكة الأسواق القديمة ويقع المدخل في الزاوية الشمالية الغربية للخان ومسقط الخان مربع تقريباً وطول ضلعه 40 م تقريباً والمساحة المشغولة من الخان لاتتجاوز 250متراً مربعاً وتشكل نسبة 18 بالمئة من مساحة الخان تقريباً يستخدم الخان لتخزين الأخشاب لتصنيع الأثاث المنزلي كغرف النوم والخزن لسكان الأرياف.

المصدر: مواقع التواصل الاجتماعي

شاهد أيضاً

“قهاوي” الدير.. لكل قهوة روّادها واختصاصها

تنتشر في “دير الزور” عدد من المقاهي الشعبية أخذت أسماء كثيرة مثل “الجرداق” و”غبيني” و”الحمام” …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *