حمام السوق في دير الزور

(( الحمامات العمومية بديرالزور ))

(( عبد الغني چلبي صاحب أول حمام عمومي بديرالزور ))

(( فرحان الفياض قام ببناء الحمام الثاني ))

————————————

يتميز أهالي ديرالزور بإهتمامهم الكبير بالنظافة بشكل يومي وتحدث الكثير من الباحثين التراثيين عن هذه الظاهرة كما هي وتحرّوا الدقة فيها، وكتب أحد الباحثين الذين زاروا ديرالزور (( أهل القرى يستحمون في النهر بعد الفجر وأقولها وقد عايشتهم في قراهم كما أنهم يقومون بتسخين المياه في قدور داخل بيوتهم ويستحمون بها في الشتاء ويستخدمون الصابون والليفة )) هذا وصف من باحث تراثي حول تقاليد أبناء الفرات ريفآ ومدينة بهذة الأمور .

تم بناء أول حمام عمومي بديرالزور لصاحبه ( عبد الغني چلبي ) من أهالي ماردين ، وكان قد جاء الى ديرالزور للعمل في الالتزامات من أعشار وغيرها ، وأصاب ربحآ، وهذا ما دفعه لبناء حمام عمومي بمحلة علي بيك مكان مقهى عبيد العكل حاليآ في الشارع العام ، على نظام حمامات الموصل . وجاء ببنائين من الموصل وبنوا الحمام وجر له المياه من الفرات بواسطة غراف وساقية ، وإستمر في العمل ثلاثين سنة حتى أخذ يتصدع فهجر ، وبقي مهجورآ وكان الأهالي يعتقدون أنه مسكون بالجن وفي عام ١٩٢٤ تم هدمه.

وبقيت ديرالزور بدون حمام عمومي حتى قام المرحوم (( فرحان الفياض )) بجلب مخطط من مدينة حلب في ذلك الوقت ، وقام ببناء حمام الى الشمال من الحمام القديم في محلة علي بك، كان هذا الحمام أكبر من حمامات حلب في المساحة وله عدة أبهاء أو قاعات تؤدي الى بعضها بممرات مثل كل الحمامات السورية ، ويزيد على الكثير منها تنظيمآ، ويقع الحمام حالياً خلف مشفى السيد للعيون وتعتبر المشفى جزءاً من الحمام القديم.

بناه بناء ديري هو (( محمد الحسن الجاسم )) من عشيرة الموالي ، تعلم البناء على يد المواصلة ولكنه فاقهم مهارة ، وبقي هذا الحمام الوحيد بديرالزور الذي يؤدي مهمته ، وكان يقوم بخدمته أشخاص من أهالي حلب إستأجروه من أصحابه بأجرة سنوية مقدارها ( ستة آلاف ليرة سورية ) وكان يوقد بالزبل والخرق ، وبعد فترة صار يوقد بالمازوت والكهرباء، والزيت المحروق.

وكانت النسوة في دير الزور تقمن بدعوة العروس وأهلها للحمام، وذلك قبل الاتفاق على المهر والأمور الأخرى، وذلك لفحص الفتاة إن كانت بها عاهة جسدية أو ماشابه، وذلك في اليوم المخصص للنساء، ويأخذن قطع السجاد لفرشها في الليواتات والجلوس عليها ، و”البقچ” التي يضعون فيها الثياب وكان للنفساء من النساء اهتمام كبير حيث تستعمل قبل الاستحمام ((الدلوج)) وهو مزيج من العسل والبيض أو من البيض ومسحوق ورق الزعتر تفرك به جسمها به وبعد نصف ساعة تستحم.

أما عن سبب إغلاق الحمام في دير الزور.. فقد ذكر لنا أحد سكان المنطقة أنه وفي مطلع السبعينات وتحديداً عام 1972، تم إغلاقه وذلك لأن القائمين عليه كانوا يستخدمون الزيت المحروق في تسخين المياه الخاصة به، فاشتكى الجيران أمر التلوث الناتج عن الحمام إلى البلدية، وألزمت البلدية القائمين عليه بأن يركبوا مدخنة بمعايير نظامية، ودفع وقتها أحد الأهالي الميسورين من الساكنين بجوار الحمام مبلغ 5000 ليرة سورية للقائمين على الحمام لكي ينفذوا تركيب مدخنة للحمام، ولكنهم سرقوا النقود وغادروا إلى حلب ولم يعودوا منذ ذلك الحين، وأضاف أن سمعة حمام السوق بدأت بالانحدار بسبب سوء أخلاق القائمين عليه وسمعتهم، ماجعل أهالي دير الزور يهجرونه شيئاً فشيئاً، إلى أن أغلق تماماً.

 

شاهد أيضاً

صورة لجامع السرايا بدير الزور تثير الجدل.. هل هي في العراق أم في سوريا؟َ!

أثارت صورة نشرها الفنان الديري ياسر محمود جدلاً حول موقع هذه الصورة وهل هي لجامع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *