صورة لجامع السرايا بدير الزور تثير الجدل.. هل هي في العراق أم في سوريا؟َ!

أثارت صورة نشرها الفنان الديري ياسر محمود جدلاً حول موقع هذه الصورة وهل هي لجامع السرايا أم لا؟!
وفي إطار الردود على هذا الجديد كتب الأستاذ سامر جودي حول هذا الموضوع قائلاً :
عندما نشر الأخ العزيز والفنان التشكيلي ياسر محمود  صورة قديمة لجامع في دير الزور بعد أن بث فيها الحياة وأعاد تلوينها، أثارت هذه الصورة العديد من الأسئلة حول الجامع: هل هو السرايا أم تكية الشيخ ويس؟، وهل الجامع في دير الزور أم العراق أم لا؟
أجبته يومها بأنه جامع السرايا بكل تأكيد وذلك بناء على سجلات المعهد الألماني للآثار، كما قمت بمشاركة الصفحة التي تتضمن الصورة الأصلية وإلى الأسفل منها عبارة Djame’ Saraja. ومن الجدير بالذكر أن ماكس فون أوبنهايم التقط هذه الصورة خلال رحلته من تل حلف إلى ماردين ذهاباً وإياباً مروراً بالدير في العام 1911 (الصورة 1).
وقد قام أوبنهايم بتوثيق مئات الأبنية والمواقع الأثرية في بلاد الشام وغيرها، وهو معروف بدقته في التوثيق، فلماذا الشك في ملاحظته التي تركها على الصورة والتي تؤكد أنه جامع السرايا؟
لكن الجدل لم يتوقف، حيث ما يزال بعضنا يشكك في موقع الصورة، وأعتقد أن السبب يعود إلى أشياء مختلفة، منها ندرة الصور في تلك الحقبة فلا يتوفر وللأسف ما يمكن المقارنة به، كما لا يوجد بيننا الآن من يعرف كيف كانت تبدو المنطقة في العام 1911، بالإضافة إلى ذلك تتشابه المآذن في الدير لأنها بنيت على نفس الطراز، وأخيراً طرأت تعديلات كبيرة على منطقة السوق والشارع المؤدي إلى المسجد، ناهيك عن التعديلات المتكررة على الجامع نفسه.
لكن المقارنة ينبغي أن تعتمد على ما هو ثابت…. لا على ما هو متغير… ولذلك أحب أن أشارككم هذا التحليل:
أولاً: جمعت كل ما توفر لدي من صور لجامع السرايا بحثاً عما يمكن أن تكشف عنه المقارنة بينها وبين الصورة التي نشرها الأخ ياسر محمود. وهنالك ملاحظة مهمة: جميع هذه الصورة مأخوذة من موقع يكاد يكون واحداً، على الرغم من أنها في أزمنة مختلفة، وقد يعود ذلك لأسباب جمالية بحتة أو نظراً لضيق الشارع وصعوبة الجمع بين المئذنة والقبة الرئيسية إلا من هذه البقعة (الصورة 2).
ثانياً: قمت بمقارنة المكونات المعمارية الثابتة في المئذنة بين الصور الخمسة، باعتبار هذه الصورة ملتقطة من موقع واحد أو مواقع متقاربة، وبالتالي إذا كانت صورة الأخ ياسر محمود هي جامع السرايا فلا بد أن تتطابق هذه المكونات مع الصور الأخرى.
والنتيجة:
تطابق تام بين موقع الباب في شرفة المئذنة والنافذة في بدن المئذنة، ولو كان هذا الجامع جامعاً آخر، لما كان هذا التطابق ممكناً، حيث جميع هذه الصورة ملتقطة من موقع واحد أو مواقع متقاربة جداً، وهي تتطابق من حيث المكونات المعمارية الثابتة في المئذنة…. (الصورة الثالثة).
هذا دليل آخر على أن الجامع هو السرايا، مع أنني أكتفي بالدليل الأصلي، وهو تصنيف الصورة والملاحظات المتوفرة عنها من المصور ماكس فون أوبنهايم.

شاهد أيضاً

الجسر المعلق الصغير.. ما لايعرفه أبناء دير الزور عن محافظتهم

نشرنا يوم أمس سؤالاً حول مايعرفه المتابعون من أبناء دير الزور عن جسور المحافظة بشكل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *