في الماضي والى وقت قريب كان الناس يجهزون مونة البرغل في بيوتهم ويذهبون الى سوق الحبوب ( العرصا ) ويشترون حبوب القمح النظيفة من الشعير والزوان والاحجار ومن النوع القاسي المناسب للبرغل وفي البيت يغسلون الحب ( تصويل ) وينشرونه على الاسطحة حتى يجف واذا احتاج للغربلة يغربلونه ويصبح جاهز للسلق .
وفي الخريف ( الصفري ) تشاهد في شوارع الدير القدور الكبيرة على نار الحطب والجوايز وماتوفر من وقود .
ويظل الحب يغلي على النار ويحرك حتى تستوي كل الحبوب .
وفي هذه الاثناء يقف الجوار للمساعدة او الفرجة واهم من ذلك تشاهد الاطفال وهم يحملون الصحون ليأخذوا ماتيسر من حبوب السليقة الناضجة حيث يستحب اكلها اما مباشرة او باضافة السكر اليها ويركض الاطفال فرحين بصحونهم الى بيوت اهاليهم .
وبعد نضوج الحب يرفع من القدر وينشر على مكان نظيف على الاسطحة ويظل يقلب حتى يجف تماما” .
ثم يعبأ باكياس ويأخذ للدنج لفصل القشور عن الحبة ويذرى بالهواء ثم يتم جرشه اما بالرحى كما كان يحصل بالماضي البعيد او بالجاروشة الآلية .
وبعد جرشه يغربل بالغرابيل وتفصل الحبوب الكبيرة عن المتوسطة عن الناعمة ولكل منها استخدامه الخاص .
الكبيرة لطبخ البرغل والوسط والصغيرة للكبة اما الناعم جدا فيسمى صريصرة وهذا يعمل منه افضل المخبوزات وهو العصب حيث يخلط البرغل مع الدهن والعصفر والملح ويشكل على شكل ارغفة ويخبز بالتنور .
بقلم : يونس سند
أكلة طيبة من التراث الشعبي, أظنها انقرضت الآن