لم يجدوا مكاناً أكثر رمزية لكرم محافظة دير الزور وأهلها سوى (الدلة)، واتخذوها مكاناً ينامون فيه غير مبالين بحر الصيف أو برد الشتاء.
- ما الذي يدفع أطفالاً لم يبلغوا الثانية عشرة من عمرهم كي يناموا هناك؟
يتساءل أحد أبناء دير الزور
- أين أهلهم وأين ذووهم؟.. تساءل آخر
الإجابة على تساؤل أبناء دير الزور بسيطة جداً ولكنّ الكثيرين لايستطيعون البوح.
- من يترك منزله كي ينام في دوار الدلة؟ ولماذا؟
- هل كان الأمر بإرادتهم؟
يجيب أحد أبناء دير الزور.. ” لو تركت الحرب لهم مأوى ماناموا هناك، ولو كانت هناك دوائر تهتم بكرامة الإنسان.. لم يبات فقير أو مشرد في الشارع أو على الرصيف.
ويرد آخر: ماتت الإنسانية.. وذلك ليس لأننا فقدنا المشاعر أو الإحساس.. بل فقدنا الدرة على العمل..
سؤالنا نحن: على عاتق من تقع مسؤولية من تشرّد في دير الزور على وجه الخصوص وفي سوريا على وجه العموم.
وهل ستبقى هذه الحالات ماثلة تلطم أعيننا لتعلن موت ما اتصفت به دير الزور على مرّ العصور.. ألا وهو الكرم والشهامة.