“بقچة الحمام”… طاسة ومشط و”محكاكة”

كانت “بقجة الحمام” موجودة في كل منزل في محافظة “دير الزور” وتجهز دائماً لحين الحاجة إليها، وقد كانت تحوي “طاسة الحمام” المصنوعة إما من النحاس الأصفر أو الأبيض، وهي مدورة لها قاعدة مقعرة، ومنها ما يكون عليه نقش مميز لكي لا تختلط مع غيرها وتضيع، كما تحوي “البقچة” مشطاً ناعماً من العظم، ومشط حناء من خشب أسنانه متتابعة، إضافة إلى كيس الحمام وليفة وصابون زيت غار، وهناك “المحكاكة” وهي نوعان قرميد أو من الحجر من بقايا بركانية، ومناشف تلف على الجسم

إضافة إلى ما تم ذكره تحوي “البقچة” أيضاً وفقاً لما شاهدته وأنا صغيرة عندما كانت تأخذنا والدتي معها إلى الحمام، بعض الأطعمة مثل البرتقال والليمون، ومنهم من كان يأتي باللحوم المشوية، كما أنهم يقومون بصنع الشاي في الحمام، وكان يوما الإثنين والخميس مخصصين للنساء، وفترة الحمام تبدأ من بداية النهار من الساعة الثامنة حتى أذان العشاء، وقبل وقت الانتهاء تأتي عاملات الحمام “يطنگرون بالطاسات” (أي يدقون عليها) لإعلام النسوة بانتهاء وقت الحمام»

 

بقچة الحمام” وطاسة الحمام وأحداث الحمام كانت عندما لم يكن في بيوت “دير الزور” حمامات، وكان الناس يذهبون إلى حمام البلد، وهناك وقت مخصص للرجال ووقت مخصص للنساء، وحتى بعد أن أصبح في البيوت حمامات إلا أن بعض العائلات ظلت تذهب إلى الحمام، وأجمل ما يميز الذهاب إلى الحمام هو “البقچة” التي يتم ترتيبها قبل يوم من الذهاب لكي لا ننسى شيئاً من الأدوات الضرورية، وقد كانت النساء يتباهين في ما بينهم بطريقة ترتيبهن لـ”البقچة” ونظافتها فلكل امرأة طريقتها بالترتيب وتعد “بقچة العروس” من “البقچ” المميزة التي كانت توضع مع جهاز العروس قديماً، وتكون مطرزة وهي من الساتان أو الحرير طلس، وتطريزها يدوي رائع توضع فيها حاجيات العروس وتصف على رف الخزانة وتعطي جمالاً للخزانة وهي مرصوفة، وهناك “بقچة” النساء المتزوجات الذين لديهم أطفال حيث تكون فيها إضافة إلى مستلزماتها مستلزمات أطفالها أيضاً من زيوت وليف ناعمة لا تؤذيهم أثناء عملية التنظيف، ولا ننسى “بقچة” من هم في سن الزواج التي تكون مرتبة بشكل ممتاز من حيث العطور والمناشف وربطات الشعر ما يدل على اهتمام الفتاة بنفسها، وهذا الأمر يلفت انتباه من يبحث عن عروس لابنه، وهناك “بقچة المرأة النفاس” حيث تذهب بعد الولادة بأيام إلى الحمام».

 

بقلم رامي خطاط

شاهد أيضاً

“لحّاسة” العيون بدير الزور

كانت تجلس في الساحة مقابل دكاكين فندق أمل وتبيع البهارات بمختلف أنواعها، وإلى جانب عملها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *