فنوش العبود – وحل النزاعات بديرالزور

 

نشأ وترعرع في كنف والده الشيخ “عبود الحسن” وهو صاحب أول ديوان في “دير العتيق”، تعلم من والده كل الصفات التي يتحلى بها العربي الأصيل من شجاعة وكرم، منح وسام الشرف والاستحقاق السوري من الدرجة الثانية تقديراً لمواقفه الشجاعة في حفظ الأمن وحل الخلافات بين العشائر.

 

إنه الشيخ “فنوش العبود” الذي كان له حضوره المتميز وتأثيره في حل الخلافات والنزاعات في كل مجلس

قيل فيه: «بعد أن ترك دار والده في “دير العتيق” نتيجة تطور الحياة وتوسعها، انتقل إلى حي “أبوعابد” وأشاد داراً كبيرة جداً تعتبر من أكبر بيوت المدينة مؤلفة من طابقين وتحتوي 15 غرفة وديواناً كبيراً للضيوف جعله مستقلاً في الطابق الثاني لراحة ضيوفه وزوّاره، إضافة إلى الأروقة والسراديب وبئر ماء وإسطبل للخيول، فكان ديوانه يغصُّ بأصحاب المظالم والحوائج صباحاً فيساعدهم ويرد لهم حقوقهم، وفي المساء يرتاده شيوخ العشائر ووجهاء المدينة وكبار موظفي الدولة، فكان يولم الولائم ويعدُّ الذبائح ويدعو كل محتاج، فديوانه مفتوح دائماً للجميع».

 

أما عن نسبه وحياته،: «هو الشيخ “فنوش العبود الحسن الجاسم العبيدي الحسيني”، والمكنى بأبي شفيق ولد في “دير الزور” سنة 1862م وتوفي فيها سنة 1930م، ينتمي إلى عشيرة السادة الأشراف، نشأ وترعرع في كنف والده الشيخ “عبود الحسن” كبير دير الزور وزعيمها آنذاك، وهو صاحب أول ديوان في دير العتيق، تعلم “فنوش” من والده كل الصفات التي يتحلى بها العربي الأصيل من شجاعة وكرم، ظهرت عليه علامات النجابة والذكاء في سن مبكرة، لذا كان له حضور متميز، وشخصية قوية لها تأثيرها في كل مجلس ومحفل يكون فيه».

 

وعن المناصب والأوسمة التي نالها “الفنوش”، وضح: «بسبب تأثيره القوي على أبناء مجتمعه وبلدته بشكل عام، وعلى أقاربه وعشيرته بشكل خاص أصدر السلطان “عبد الحميد الثاني” فرماناً بتعيينه عضواً في مجلس العشائر العثماني، وبعد فترة زمنية قصيرة تم اختياره رئيساً لدائرة التفتيش والإحصاء لعشائر وقبائل الفرات والجزيرة، وهذا المنصب لا يناله إلا من تثبت جدارته واحترام كل العشائر والقبائل من المنطقة، فصدرت فرمانات سلطانية تتضمن الشكر والتقدير والثناء على جهوده في خدمة مجتمعه، كما قلّدوه عدة أوسمة ونياشين ذهبية وفضية، وفي العام 1925م عُيّن بقرار من رئيس الحكومة السورية ممثلاً عن قبيلة البقارة في مجلس العشائر إضافة إلى الشيخ “أسعد البشير”، وفي عام 1927م منحه رئيس الدولة السورية الداماد “أحمد نامي” وسام الشرف والاستحقاق السوري من الدرجة الثانية تقديراً لمواقفه الشجاعة في حفظ الأمن وحل الخلافات بين العشائر».

 

وقيل أيضاً: «على الرغم من عدم حصوله على الشهادات كان عقلاً مفكراً واحتل مكانة مرموقة اجتماعياً وسياسياً، ويعتبر الشيخ “فنوش” وباتفاق ورضا الجميع أنه عارفاً وقاضياً في الخصومات والمنازعات العشائرية، وكان يحل أعقد المشكلات بين المتخاصمين ويعيد الحقوق لأصحابها، إضافة إلى شجاعته وفروسيته، فقد كان من أثرياء المدينة المعدودين إضافة للأراضي الزراعية التي تقدر بآلاف الدونمات من قرية حطلة إلى مراط وحوايج ذياب والطابية، وقد سميت باسم الفنوشية نسبة إليه بين حطلة ومراط إضافة إلى أنه تاجراً ناجحاً ويمتلك مجموعة كبيرة وجيدة من الخيول العربية الأصيلة التي لا تقدر بثمن وهو على معرفة عالية بأصولها وأنسابها».

 

يذكر: «في عام 1930م وتحديداً يوم الاثنين 15 أيلول لبّى نداء ربه وهو يستقبل ضيوفه في ديوانه إثر نوبة قلبية حادة لم تمهله سوى دقائق قليلة حيث أسلم روحه لبارئها بعد أن أدى واجباته تجاه وطنه وأمته، وقد شيعته المدينة بأسرها في موكب رسمي وشعبي مهيب حيث نشرت معظم الصحف السورية نبأ وفاته، وتكريماً لخدماته للدولة السورية فقد صدر مرسوم من دولة “حقي بك العظم” بمنحه براءة نوط الشرف السوري بتاريخ 24/4/1933م، كما كرمته بلدية “دير الزور” بناء على توجيهات الحكومة بإطلاق اسمه على الشارع الذي يقع فيه داره الواقع في حي أبي عابد».

 

 


بقلم : رامي خطاط

شاهد أيضاً

أعلام دير الزور في الطب البديل.. لقاء مع ابن الدير الدكتور أحمد شلاش

في رحلة بحثنا عن التميز والمتميزين الديريين.. رأينا نجماً يشع في عالم الطب البديل.. ولعل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *