حارة الرديسات.. لم ولن تمحى من ذاكرة الديريين

من الأحياء التي لم ولن يمحى اسمها من ذاكرة الديريين لما فيه من غرابة وندرة، ويتميز الحي عن غيره بعد مميزات ربما تتضح معكم من خلال ما قاله بعض المهتمين وأبناء الحي خلال لقاءات أجراها الاستاذ فاروق المضحي عام 2013

وكثيرة هي المواقع والشوارع القديمة التي تشكل ما يعرف بالدير العتيق في “دير الزور”، ومن أشهر هذه الحارات “حارة الرديسات” التي تقع بين سوق الجبيلة من جهة، وشارع سينما فؤاد من الجهة الأخرى وتعرف باسم “نزلة الرديسات” أو “طلعة الرديسات”.

 

الحاج “عبد المنعم حمود” قال عن الحي في لقاء معه بتاريخ 10/2/2013: «تعتبر “حارة الرديسات” جزءاً من حي الجبيلة الواقع في وسط المدينة، ويقال عنها نزلة أو طلعة وذلك بسبب وجود ارتفاع ملحوظ كلما اقتربت منها أو نزول ملحوظ إذا كنت قادماً من الجهة الأخرى، لذلك يسميها الأهالي كل حسب رؤيته فمنهم من يقول لها “طلعة الرديسات” أو “نزلة الرديسات”، وأنا أسكن هنا منذ أكثر من خمسين عاماً ولم اعرف لها تسمية أخرى غير هذه ولكن يقال إن هناك سبباً آخر للتسمية».

 

الأستاذ “محمد الناصر” من سكان حي الجبيلة قال: «من أجمل الحارات الموجودة في الحي هي “حارة الرديسات” واعتقد أن هذا يعود إلى كونها صلة الوصل بين حي الجبيلة وشارع سينما فؤاد، وعلى الرغم من التطور العمراني الحاصل إلا أن هناك الكثير من المنازل ما تزال على الطراز القديم فحين تمشي في الحارة تجدها ممزوجة بين الماضي والمستقبل، كما أنها لا تهدأ وخصوصاً في فصل الصيف فتجد الأهالي أمام المنازل طوال الليل يسهرون ويقضون أوقاتهم الجميلة».

 

ويتابع “الناصر”: «كثيرة هي حارات الدير العتيق ولكنني أرى ان أجملها هي حارات الرديسات، وبالنسبة لقاطني هذه الحارة فهم في الأغلب أولاد عمومة أو توجد بينهم صلة قربة وهم يقولون عن أنفسهم “إخوة ردسة” وهي نوع من المفخرة والتباهي بالرجولة والشجاعة بين أهالي الدير».

 

وقال “أحمد الصالح”: «تعد “حارة الرديسات” من المناطق التي كانت تشكل الدير القديمة وتعود هذه التسمية إلى عام 1920 تقريباً حيث كان “الرديسات” يشكلون الجزء الأكبر من بيوت هذه الحارة وما زالوا، والرديسات تمت تكنيتهم باسم فتاة اسمها “ردسة” وتشتهر كما يقال بصفات المرأة العربية الأصيلة وهي كانت مفخرة لهم، وفي ذلك الوقت كان المالكون لهذه البيوت الموجودة في الحارة كل من “حسين” و”محمد” و”رشيد الموسى” وهم أبناء أخت “ردسة” وقد تربوا في بيت أهلها أي عند بيت جدهم».

 

ويضيف “الصالح”: «وكانت إقامتهم عند خالتهم بسبب وفاة والدهم “عبد شيخ الموسى” وكانوا في وقتها أطفالاً، ومع مرور الأيام قاموا بشراء معظم بيوت هذه الحارة لتكون لهم ولأولادهم، وفي السنوات الأخيرة دخلت أسر غيرهم إلى الحارة، ولكنهم مازالوا محافظين على عادتهم أي ينتخون بخالتهم “ردسة” ويفتخرون بأنها خالتهم بين أبناء الدير، ولذا سميت باسم حارة الرديسات ولا تزال هذه التسمية هي المتعارف عليها في دير الزور».

 

 

 

شاهد أيضاً

“قهاوي” الدير.. لكل قهوة روّادها واختصاصها

تنتشر في “دير الزور” عدد من المقاهي الشعبية أخذت أسماء كثيرة مثل “الجرداق” و”غبيني” و”الحمام” …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *