“الجاون ” حكاية آلة

 

حين تبحر في تراث دير الزور تلملم منمنمات جميلة لاتجدها لدى الكثير من المدن السورية الأخرى فتلقى الآلات الحجرية أو الخشبية التي كانت تستخدم في قديم الزمان إلا أن الديريين ظلوا يستخدمونها ويعتبرونها رمز أصالة وعنوان حضارة.

اليوم نستعرض لكم إحدى هذه الآلات .. وهي “الجاون”

من خلال بحثنا عبر شبكة الأنترنت وجدنا أن الجاون موجود في منازل الأهالي على امتداد نهر الفرات في سوريا والعراق ووجدنا أن للجاون نوعان أحدهما من البازلت البركاني والآخر خشبي يصبع بواسطة حفر جدوع الأشجار.

وعن ذلك كتب الأستاذ يونس سند:

* الجاون : وهو جرن من الخشب بارتفاع نص متر وقطره ثلاثين سنتمتر ويصنع من جذع شجر الغرب يحفر من الداخل بالنار وينجر من الخارج بالفأس.

ويستعمل لدق القمح وتقشيره ويستعمل بالدق مهباش من الحجر البركاني ويسمى ( هفل ).

ويمكن ان يكون الجاون من الصفر ( النحاس مع القصدير ) .

 

++++

وكتب آخر على مواقع التواصل الاجتماعي :

– الچاون .. الجاون .

هو قطعة بازلتية على شكل مربع .. تعود ايضا للعصور الاولى ..

محفورة من وسطها الاعلى ، بشكل دائري اسطواني للداخل ..

و ملبسة من الخارج بالخشب ..

– ارتفاع الجاون من اﻷرض للاعلى حوالي 70سم ..

اما ارتفاع التجويف الداخلي ﻻيتجاوز 50 سم .. و هو مقعّر الشكل .

– يد الجاون تكون من الحجر البازلتي ايضا .. اسطوانية ثقيلة .. مدببة نوعاً ما من اﻷسفل .. لها موضع لمسكها من اﻷعلى ..

و من الوسط عريضة قليلا..

قطر يد الجاون حوالي 15 سم .. تزن حوالي 5كغ ….

و مهمة الجاون هي فصل قشر الحنطة عن الحب .

و ذلك بعد ترطيب حبوب الحنطة و رشها بذرات من الملح .. يبدأ التهشيل ..

– و الكمية التي يستوعبها الجاون، تعتبر قليلة و منزلية .. اي ﻻ تزيد عن 3 كغ حنطة..

والعملية تبدأ عندما ترفع المرأة ايد الجاون لمستوى رأسها .. و تُنزلها على الحب.. و تكرر العملية..

هنا ينفصل قشر الحنطة عن الحب.

 

– قديما .. يبدو ان هناك جاون خشبي ..

و بعض معلومات الكبار تقول . انهم كانوا يحفروا الخشبة الكبيرة. بالحفر او التحريق .. و يصنعوا منها جاون ..

– و الجاون هو للعمل المنزلي و الكميات الصغيرة ..

وفي النهاية نقول إن من شأن التطور اللامحدود الذي دخل حياة البشر أن يجعل من التغيير السمة السائدة في سلوكهم على مر السنين؛ فكانت السرعة المطلوبة في إنجاز الأعمال كفيلةً بالاستغناء عن معظم الأدوات القديمة لتصبح على المدى البعيد عبارة عن أشياءٍ يُحتفظُ بها كذكرى فقط، وها ما كان يحصل في بيوت دير الزور إذ يحتفظ هواة جميع واقتناء التحف آلات كانت في يوم من الأيام آلة لايخلو منها بيت أي إنسان على شط الفرات.

شاهد أيضاً

حرفة الحدادة (سوق الحدادة ) بدير الزور

بقلم: تركي الجمعة حرفة الحداده في (سوق الحداده ) بدير الزور التي عملت اجيرا منذ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *