(ألوان بلا عنوان).. حمام السوق بقلم سمير الحاج

قبل العيد بيوم أو يومين في فترة ما قبل السبعينات من القرن الماضي يتجهز الناس في مدينتي ديرالزور إلى #مايعرف_بغسيل_العيد_والذهاب_إلى_الحمام_العام_أو_حمام_السوق أو الحمّام الاستشفائي ، حيث كان يوم الخميس مخصص للنساء والأطفال ويوم الإثنين للعرسان ، ويوم الجمعة لأفراد الجيش والشرطة ، وباقي أيام الأسبوع للعموم .
#وغالباً_مايكون_دخول_الحمام_بديرالزور_ليس_للغسيل_وتنظيف_الجسم_فقط بل عبارة عن رحلة ترفيهية واستشفائية وإسترخاء يتناول بها الزائرون وجبة دسمة من اللحم بعجين أو المشحمية من #فرن_سعيد_المشهور ، أو وجبة من الكباب من #المعلم_محمود_الدعاوي بعدها يتم تناول الشاي المعتق والمخمر بجو خاص وألحان فريدة من العتابا يطلقها أحد المستحمين المستلقين على واحدة من تلك الرخامات الساخنة أو ذلك الذي ينتظر دوره للتدليك والفرك والمساج وخاصة من تعرق جسمه واسترخى وأصبح مستعداً لرمي جميع الأوساخ والشوائب والسموم بعد البخار والتلليين .
#للنساء_في_ديرالزور_تقاليد_خاصة_بدخول_حمام_السوق حيث يقمن بدعوة العروس وأهلها للحمام مرتين الأولى قبل الاتفاق على المهر وشروط الزواج ، وذلك لفحص الفتاة إن كان بها مرض أو عاهة بدنية ، جسدية كانت أم خَلقية ، وقبل الزواج لغسلها ونتفها وتعطيرها ووضع الحناء عليها ، وللعريس نصيب أيضاً وبوقت آخر من قبل أخوته وأصدقائه ومقربيه .
– وكان للنفساء من النساء اهتمام كبير في استعمال “الدلوج” وهو مزيج من العسل والبيض العربي أو من البيض ومسحوق ورق الزعتر والبيلون تدلك به جسمها وبعد نصف ساعة يقمن بغسلها المقربين وأخواتها والمحبين .
#تم_بناء_أول_حمام_عمومي_بديرالزور_عام_1870م من قبل الأخوين عبد الغني وعبدالعزيز الچلبي وهما من أهالي ماردين ، وقد تم بناءه بمحلة علي بيك خلف مقهى عبيد الإسماعيل العكل وسينما الزهراء حيث استقدم بنائين من الموصل وبنوا الحمام على طراز بلدهم ثم تم جر المياه له من نهر الفرات بواسطة غراف وساقية ، ومع الأيام أخذ يتصدع فهجره الناس ، لإعتقادهم أنه مسكون بالجن وفي العام 1924م تم هدمه وإزالته .
#بعدها_وفي_ثلاثينات_القرن_الماضي_قام_المرحوم_فرحان_الفياض_بجلب_مخطط_حمام_من_حلب ، وقام ببنائه في محلة علي بك والمعروفة اليوم بدربة الحمام وهي مابين مشفى السيد وديوان عبدالقادر ملا حويش رحمه الله وأخذت المشفى جزءاً من أرض الحمام .
#استلم_المخطط_ونفذه_محمد_الحسن_الجاسم_الذي_تعلم_البناء_على_يد_المواصلة ولكنه فاقهم مهارة وخبرة ، وبقي هذا الحمام الوحيد بديرالزور يوقد بالزبل والخرق وكل ماهو قابل للحرق .. وبعد فترة صار يوقد بالمازوت والزيت المحروق الذي كان سبباً في إغلاقه في العام 1972م بعدما اشتكى الكثير من الجيران على رائحته وكثافة الدخان الخانق الذي كان يصدر منه وبقيت ديرالزور حتى يومنا هذا بدون حمام بعدما أصبح الناس يبنون حماماتهم في بيوتهم ويستحمون بها .

شاهد أيضاً

أنواع دلال القهوة العربية ومواصفات أفضل دلة عربية

صناعة دلال القهوة صناعة عريقة لها تاريخ، وقد ظلت تلك الصناعة في تطور مستمر، حتى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *