هيشذ كنا  …. بالفصحى هكذا كنا.. بقلم الدكتور إياد ذياب

العائلة والاولاد مشكلة ،نريدهم ان يتسلوا ويلعبوا ويستمتعوا بحياتهم … الان في الوقت الراهن  نذهب لمراكز التسوق والالعاب الماجورة لكي يلعب الولد بالسيارات والقوارب والاحصنة والمناطيد والبوالين ونذهب للحدائق ونحاول تسليتمهم  بشتى الوسائل ….. ولكن ومع  كل ذلك لايعجبهم ويبحثون عن المزيد والمزيد   يريد  الولد سكوتر او  يريد دراجة كهربائية …..ساكلمكم  حبايبي الاطفال واليافعين وكذلك من هم في جيلي واكبر  عما كنا نفعله عندما كنا صغارا  وكنا سعداء جدا ونرى الكثير من الالعاب والسيارات التي بدأت تظهر …ولكننا لانهتم  فالعابنا الحلوة والجماعية هي الأفضل في الحارات الشعبية بدير الزور (الحزينة الان .هون الله عنها وازال الهم عن  اهلها بإذنه تعالى.).

كنا صغارا وفي بيئة شعبية تزخر  بالعادات والتراث الشعبي النقي وكنا نستغل البيئة المحيطة  لكي نلعب ونستمتع  ولانعكر صفو اهلنا ونحملهم مسؤولية لعبنا وتسليتنا أيضا .

لقد كنا نستغل ما في الحارة الشعبية ونلعب اهم شيء الكرة هذا اذا توفرت ولم يغضب احد من الجيران ويشقها لنا او اذا  طارت لأحد الاسطحة ولم يسمحوا لنا ان نحضرها او السطح ليس له درج (تحصل في ذاك الوقت)

في الشتا تترطب التربة بمياه المطر ونلعب لعبة اسمها (نبتة) نرسم ارضين على أرض طينية مسطحة ورطبة  وليست زلقة ويبدأ اللعب  وكل  يحاول ان يحتل أرض الاخر باقتطاعها

البنات يلعبوا المستراح بالنط بمربعات يرقمونها ويقترحوا طريقة اللعب حسب ما يريدون  ولهم العاب أخرى فيجلسوا بمكان بارد في الصيف ويلعبوا السقلق او لعبة حركية (الأميرة الأميرة)

من الالعاب الأخرى غلص  سكين( جين  بالديرية )

الطمازون…اعلنا الحرب…وعندما يأتي وقت المغامرة ونريد أن نستمتع بسيارات من صنعنا نصنع (الزحافة) تبدأ بالحصول على 4رولمانات او بيليات  مع خشبات مسطحة او صندوق فواكه فارغ   ووضعها بشكل العربة والطفل الذي يقودها يتحكم بالتوجيه.

او لعبة رياضية  خارقة ( الجعيعة) بالنط فوق ظهر الطرف الاخر.

المهم يا احبائي

الحياة السالفة افضل  (طبعا هذا امر مختلف عليه )ولكن في ذاك الزمان لم يكن  يشعر الأطفال بأي فوارق بينهم لم يكن هناك مسابح للأطفال ولكن كان هناك نهر لكل الناس يلعبوا اطفال وكبار بدون الحاجة لعمال   ومصاريف وإقناع للأطفال بأن هذا يحتاج حجز او انتظار او  يكون هناك استغلال من قبل الباعة والطفل اصلا وطبيعته   يحب اللعب الجماعي بالفطرة  وكذا كانت الحياة جماعية وبسيطة .

ارجو ان تكون وصلت الفكرة لأطفالنا ويفهموا كيفية العيش والاستمتاع بدون ازعاج وبدون تكاليف ودون تمايز ….  لكم محبتي اهلنا الطيبين

ولكم ايضا لمن أراد الاطلاع على الالعاب التراثية والاهازيج الشعبية للأطفال الاطلاع على كتب الاستاذ محمد عياش فله كتب وثقت التراث … اتمنى لكم حياة سعيدة وعيشا رغيدا برؤيا مختلفة فيها ابداع و غير استهلاكية من اجل البناء السليم واتمنى لأطفالنا مستقبل افضل مما كنا عليه وعسى ان يكتب الله لهم السعادة والتوفيق من عنده.

  • الدكتور اياد ذياب

شاهد أيضاً

الديريون و ((هذاك المرض)) .. قصة كره أزلية

#هذاك_المرض بقلم: أحمد العطرة بين الديريين ومرض السرطان قصة كراهية غير طبيعية لدرجة أنهم ألغوا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *