العواصف الثلجية التي ضربت دير الزور قديماً.. بقلم سامي إسماعيل

هناك الكثير من العواصف الثلجية التي ضربت دير الزور قديماً ..لكن اغلبها لم يوثق او يؤرشف بشكل تاريخي … قديما سمعت …عن عاصفة ثلجية ضربت الدير (التاريخ قديم وقد يكون بالقرن التاسع عشر )
يقال ان شدة البرد يومها جعلت من دمع العين اذا نزل يتجمد ولدرجة ان الشخص اذا رشق الماء من الكأس يصبح جليد قبل ان يسقط على الارض
إستمر الثلج ايام عديدة متوالية وصار الثلج طبقات حتى تحولت الارض كما يقال مثل ارض القطب الشمالي بيضاء على امتداد البصر
انقطع سير القوافل ..وقلت المؤن وغلت الاسعار واصبح الناس تشعل الابواب وجوائز الاسقف للتدفئة ..ماتت الحيوانات والكلاب والغنم والطيور
تجمد اغلب نهر الفرات وصار الناس ياكلون جيف الحيوانات …حتى الحجارة الكلسية التي كانت تبنى بها اعمدة وجسور الابواب تكسرت …ماتت أشجار البرتقال والرمان والتين التي كانت مزروعة بكثافة ببساتين الدير
صارت الدير كما يقال خرابة
درجة التجمد وصلت كما يقال .. ان رجلا عنده منقل وكان المنقل يحيط به الصقيع بكل جوانبه فاوقد به نار حتى ان قطع الجليد باسفل المنقل لم تؤثر بها النار وتذيبها من شدة البرد الخارجي
ويقال ان احد التجار القادمين من بغداد قال انهم غطوا عربتهم بالسجاد وغطى الخيول بالسجاد ايضا وكان معنا موقد قاز لولاه لهلكنا وهلكت خيولنا …ويقول شاهدنا بيوت الشعر على طول الطريق منغمسة بالثلج
يقول نزلت من العربة وقصدت احد هذه البيوت لأستأنس بأهله واستطلع احوالهم فوصلت اليه ورفعت طرف الخباء …فأصابني الفزع ..رأيت كلبا وأربعة أوادم مطروحين على الارض جثث هامدة بلا روح متجمدين ذرات الثلج و الصقيع بوجوههم وايديهم وثيابهم فعدت عنهم مسرعا ارتجف من هول المشهد
الطرق الى الدير صارت مليئة بالمئات من جيف الاغنام والحيوانات
وكما يقال أن أحد التجار اليهود قال أن الوحوش هاجمت البشر وبدات تفترسهم …وان التجار صاروا يرمون صناديق الفواكه والتفاح على الطرق ..البشر صارت تبحث الخلاص لها ولخيولها فقط
استمر الثلج كما يقال لمدة شهر ثم انقطع
أعتقد ان الدير تعرضت الى الكثير من العواصف الثلجية والمحن والدمار قديما والتي أثرت على تركيبة سكانها وطبيعتهم وطرق معيشتهم وشعورهم بالعزلة واعطتهم صفة التكتل والتعاون والتعاضد مع بعض كعائلة واحدة .. بسبب انها مدينة محاطة بالصحراء والغموض في زمن لم يكن هناك تواصل الا عن طريق الدواب والجمال والخيول

شاهد أيضاً

(ألوان بلا عنوان).. حمام السوق بقلم سمير الحاج

قبل العيد بيوم أو يومين في فترة ما قبل السبعينات من القرن الماضي يتجهز الناس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *