وليد عواد.. عندما كان اللاعب يلعب من أجل القميص لا من أجل المال

واحد من الجيل الذهبي لكرة “الفتوة” ومن صانعي أمجاده، اللاعب الخلوق “وليد عواد”، الذي ستظل جماهير الكرة السورية تذكره طويلا لما يمتلك من صفات يندر أن تجتمع في رياضي، فهو مدافع صلب وحاجز منيع في وجه المهاجمين وصمام الأمان لدفاع الفريق، إضافة إلى أنه صاحب أهداف حاسمة في كثير من المباريات، والأهم أخلاقه الرياضية العالية جدا، والتي تجعله قريبا من قلوب جماهير الأندية الأخرى، فرغم حساسية مركزه الذي يتطلب منه المخالفة الفنية، إلا أنه لم يعرف في تاريخه البطاقات الملونة، وهو صديق للجميع ويحب كل من عرفه أو عاصره أو شاهده في الملعب.

لاعب الفتوة السابق “وليد عواد”

أجري اللقاء معه بتاريخ 10 حزيران 2009 وقال:

«بدأت اللعب 1968 ضمن فريق مدرسة “طارق بن زياد” ووقتها أحرزنا بطولة مدارس “دير الزور”، ثم تم انتقائي من ضمن منتخب “دير الزور” للمرحلة الابتدائية، وبعدها شاركت في العام 1969مع فريق إعدادية “المتنبي” حتى عام 1973، لانتسب بعدها إلى نادي “الفتوة” الرياضي، وشاركت معه بأول دوري للناشئين عام 1975وكان الدوري على شكل مجموعتين ضمن الشمالية فرق “الفتوة، الحرية، الاتحاد، اليرموك، الجزيرة”، والفرق الجنوبية تضم “الكرامة، المجد، الوحدة، النضال”.

 

* ماهي الفرق التي لعبت لها خلال مسيرتك الرياضية؟

 

** لعب مع نادي “الفتوة” الرياضي، “شبيبة”، “عمال”، “طلبة دير الزور”، و”معلمي دير الزور”، زنادي “الشرطة”، و”الجيش”، ومنتخب “سورية”، منتخب “سورية” للأبطال ومنتخب “سورية” للمتقاعدين.

 

*أصعب المباريات التي لعبتها؟

 

** أصعب مباراة كانت مع ناديي “الفتوة” في موسم 1987مع فريق “جبلة”، وكانت المباراة منقولة اتحادياً من “دير الزور” إلى “إدلب” لعقوبة على النادي، وحرمان (5) لاعبين أساسين، وقد تهرب بعض اللاعبين حينها خوفاً من أن نخسر بنتيجة ثقيلة تكون عار عليه مفضلا عدم المشاركة بها، وحتى لاعبي “جبلة” استهتروا بلاعبين الذين شاركوا معنا ضمن منهم أن المباراة سهلة لهم، ومازحونا قائلا (كان يجب عليكم أن لا تقطعوا هذه المسافة لتخسروا بنتيجة ثقيلة، وكان الأفضل لكم أن تعتذروا عن هذا اللقاء)، ولكن وبهمة اللاعبين ولعبهم وإخلاص لاسم ناديهم والقميص الذين يرتدونه فزنا بنهاية المباراة بنتيجة 2 /صفر، وكان نجم المباراة الحارس “ماهر الفرج”، وبصراحة لم نصدق يومها بأننا فزنا، حيث اعتبرنا المباراة صعبة بسب العقوبة التي وقعت على نادينا، بنقل ثلاث مباريات مع “جبلة” “بإدلب” ومع “المجد” “بحمص” ومع “الحرية” “بدمشق”، وعقوبة (5) لاعبين مميزين في الفريق، ومع هذا ولم نخسر أي مباراة.

 

* الإنجازات التي حققها “وليد عواد” كلاعب؟

 

** حصلت على الميدالية الذهبية بدورة “الفاتح” مع نادي “الشرطة” 1979، وعلى الميدالية البرونزية في بطولة العالم العسكرية الثلاثين، والتي أقيمت “بالدوحة”1981، وهو أفضل مركز تحققه سورية خلال مشاركتها في هذه البطولة، حتى عندما استضفتها “سورية”، لم تحقق وقتها أي مركز.

 

بطل المجموعة الثانية 1979 مع منتخب “سورية” للرجال، والتأهل إلى نهائيات كأس “آسيا” 1980 والتي أقيمت “بالدوحة”، بطولة الدوري مع “الفتوة” في أعوام (1988، 1989،1990)، وكأس الجمهورية لأربعة مرات مع “الفتوة” أيضا في أعوام (1978، 1988، 1989، 1990)، وكأس السوبر “السوري”، كأس الكؤوس.

 

* ماهو الشيء الذي لم تنسه؟

 

** بعد كل مباراة قامت في المحافظة أو خارجها كان أهالي “دير الزور” يستقبلونا عند مدخل المحافظة في ساعات متأخرة من الليل، ليعبروا عن فرحهم واعتزازهم بالنادي.

 

* حادثة طريفة حصلت معك؟

 

** أذكر خلال لقائنا مع نادي “تشرين” بـ”ديرالزور”، وكنا متقدمين بهدف، وقبل نهاية المباراة بدقيقتين أمسك حارسنا الطائر “نبيل خلوف” الكرة، وقام لاعب “تشرين عبد الله مندو” بدفعه بيده فأوقعه أرضاً، وأشار الحكم بضربة حرة مباشرة، وطلبت من “نبيل” تقديم الكرة بعد خط المرمى ب 4-5 م، حتى أستطيع أن أسدد الكرة، فقال لي “نبيل” الحكم أعطاني الإيعاز بالتسريع وأخاف أن ينذرني بداعي تأخير اللعب، وأشار لي الحكم “يوسف شيخو” باللعب فرجعت إلى داخل المرمى حتى الشبك لعدم وجود مسافة كافية للعودة إلى الخلف، وأثناء همي لقذف الكرة تعلقت قدمي بالشبك، بسبب ارتدائي بوط رياضي من نوع براغي (حديد)، فوقعت أرضا وضحك كل من في الملعب حتى الحكم ولاعبي “تشرين”، ولكن لم يهمنا ذلك، فالمهم أن “الفتوة” فاز.

 

* حدثنا عن مشاركات الخارجية؟

 

** لقد كان لي العديد من المشاركات الخارجية سواء مع المنتخب الوطني أو الفتوة أذكر منها في 1978 مع منتخب “سورية” للشباب بدورة معرض “طرابلس بليبيا”، 1979 مع منتخب “سورية” لتصفيات كأس “آسيا بأبوظبي”، وفي العام1980 شاركت في تصفيات بطولة العالم العسكرية مع فريق “الجيش”، وفي نفس العام بدورة “الفاتح بليبيا” مع نادي “الشرطة”، وفي العام 1981 في نهائيات بطولة العالم العسكرية “بقطر”.

 

كما شاركت في العام1982 بالدورة الإسلامية “بإيران” مع نادي “الجيش”، وفي عام

 

1986 بالدورة الإسلامية “يإيران” مع نادي “الفتوة”، وفي عام 1988 ببطولة تصفيات الأندية العربية “بقطر” مع نادي “الفتوة”، وفي نهائيات الأندية العربية بالسعودية عام 1989.

 

 

الكابتن وليد يتسلم كأس الجمهورية 1990

التي شاركت فيها ؟

 

**محلياً كان مع نادي “الفتوة” ضد “الكرامة” في مباراة نصف النهائي الإياب، وفزنا 1/0 ، أما عربياً فمع المنتخب الوطني ضد منتخب “الجزائر” في المباراة التي أقيمت “بحلب” وتعادلنا يومها 1/1 … سجلت أنا هدف التعادل.

 

أما عالمياً فمع المنتخب العسكري ضد منتخب “فرنسا” العسكري، وفزنا فيها2/0 صفر، وقد أقيمت المباراة حينها “بقطر”.

 

*هل كنت تخاف في السابق على الفتوة من الهبوط ؟

 

**لا وألف لا والدليل على ذلك عندما يوجد الوفاء والإخلاص والانتماء واللعب والعمل بتضحية للغايات عندها لا نخاف على “الفتوة”.

 

* من هم أفضل المدربين الذين أفادوك كلاعب؟

 

** “وليم بيل” الانكليزي الجنسية، و”موسى شماس” اللذان كانا يدربان رجال “الجيش” في العام1980، و”بسام شقير” و”نائل برغل” مع منتخب “شباب سورية” في العام 1977، و”حورست زوكول” مع منتخب “سورية” الوطني للرجال في العام /1980/ والأستاذ “عبد الفتاح فراس” مع “الفتوة”.

 

* من هم أفضل الإداريين الذين عاصرتهم؟

 

** المرحوم “ناجي مطر”، المرحوم الدكتور “وليد السراج”، الدكتور”أحمد جبان”، الأستاذ “أحمد عاروض”، “رياض مخصيدة”، و”ماهر الفرج”، و”بسام النوري”.

 

*ماهي الإنجازات التي حققتها كمدرب؟

 

** المركز الثالث في بطولة طلائع القطر 1986، الأول مكرر في بطولة الدوري مع أشبال “الفتوة” 1999، والمركز الأول في الدوري أيضا مع أشبال “الفتوة” عام 2000، والمركز الرابع مع ناشئين “الفتوة” 2001، المركز الثالث مع أشبال “الفتوة” عام 2005.

 

* ماهي الشهادات التي حصلت عليها والدورات التي اتبعتها؟

 

**اتبعت دورات للمدربين العرب في “الأردن” في العام 1996، وأخرى في “سورية”، دورة بعلم التدريب دولية للمدرب “تيري كيسي” 1998 في “دمشق”، ودورة في الطب الرياضي بـ”دمشق” 2002، ودورة أخرى في الطب الرياضي بـ”دير الزور”2002، كما حصلت على شهادة التدريب “الآسيوية” (C) في عام 2000 من “دمشق”، الدورة “الآسيوية” (B) في العام 2004من “حلب”، بالإضافة إلى عدة دورات محلية خاصة بالفئات العمرية.

 

* كلمة أخيرة تضيفها حول واقع الرياضة و”الفتوة” في هذه الأيام؟

 

** كنا نلعب كرة القدم حباً لنادينا وللدفاع عن اسمه، وليبقى شامخاً وعالياً اسمه بين الأندية، والنزاهة والرجولة هو شعارنا، ودون مساومة منا ودون شروط، ودون مقابل، ولنشبع رغبتنا باللعب، ونمتع الجمهور الحاشد الذي نحبه ونعتز به، والآن أعمل في تدريب الأشبال، وهي أصغر وأصعب وأهم فئة بالنادي منذ سنوات والبعض يتهرب منها لكثرة العمل بها، فنحن الذين نكشف المواهب والخامات ونصنعها (للنادي).

 

أما بالنسبة لنادي “الفتوة” فلا خوف عليه بوجود المخلصين والأوفياء.

 

بطاقة شخصية

 

الاسم: وليد عواد

 

العمر: 63 سنة (2021)

 

المهنة: م.م لمادة التربية الرياضية

 

مزاولة اللعب: عام 1973 ضمن المنتخب المدرسي “بدير الزور”

 

 منقول من إي سيريا

شاهد أيضاً

عيسى شريدة.. نجوم الفتوة التي لا تغيب

نشأ في كنف أسرة رياضية تعشق لعبة كرة القدم، وبرزت موهبته في التهديف بشكل واضح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *