لم يكن ديرياً.. تعرّف على أول معلم بديرالزور

ولد المربي الفاضل محمد صلاح الدين أوزدمير عام 1893بديرالزور، ودرس المرحلة الابتدائية فيها مع عدد قليل من أبناء جيله آنذاك، والذين لم يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد الواحدة، ثم تابع دراسته الإعدادية وأهلية التعليم الابتدائي في المدرسة السلطانية بحلب والتي تم إنشاؤها قبل ولادته بعام واحد عام1892 وهي لا تزال موجودة و يطلق عليها حالياً ثانوية المأمون.

 

بعد أن تخرج وحاز أهلية التعليم الابتدائي، تم تعيينه في مدرسة دير الزور، ثم مديراً لمدرسة الرشيد الابتدائية الوحيدة في محافظة الرقة آنذاك، ومديراً للآثار فيها، على اعتبار أن دائرة الآثار كانت تتبع لوزارة المعارف في حينه، والتي يطلق عليها حالياً تسمية: وزارة التربية، ولم يكن يوجد في المدرسة التي تم تعيينه فيها مديراً سوى معلمين اثنين، وهما كامل ملاك المدرسة.

 

وقد عانى المربي أوزدمير ما عاناه دون كلل أو ملل، ولم يثنه برد الشتاء ولا قيظ الصيف عن متابعة عطائه لتلاميذه، حيث كان يذهب إلى الرقة بواسطة عربات تجرها الخيول «الحناتير» لعدم وجود وسائط نقل آنذاك، إضافة إلى عبور نهر الفرات بواسطة قارب لعدم وجود أي جسر على النهر.

 

وبقي يعمل في مدرسة الرقة لمدة عامين تقريباً، إلى أن بدأت الحرب العالمية الأولى تدق طبولها، حيث سيق إلى الخدمة العسكرية برتبة ملازم ثان، رغم أنه وحيد الأبوين، بعد أن اتبع دورة عسكرية في استانبول، وقد شارك في الحرب وأصيب بشظية في ساقه، مما استوجب عودته إلى مسقط رأسه في محلة علي بك قرب مدرسة هنانو.

 

توفي محمد صلاح الدين أوزدميرعن عمر ناهز السبعين عاماً ، مخلفاً خمسة أولاد هم: القاضي المرحوم سعيد، والمفتش القضائي المرحوم علاء الدين، والمدرس المتقاعد برهان الدين، والسيد بهاء الدين الذي تقاعد بعد أن شغل منصب مدير بريد البوكمال، والعميد المهندس المتقاعد جمال الدين.

 

 

بقلم محمد حيجي لموقع اي سيريا

شاهد أيضاً

“عالمشنوق بفرنكين”.. ذكريات العيد في دير الزور قبل 50 عاماً

ذكريات طفل في يوم عيد قبل أكثر من خمسين سنة في دير الزور بقلم : …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *