هجين شرق دير الزور .. على لسان أبنائها

يحيط بها نهر الفرات من ثلاث جهات، حيث تنتشر مزارعها وبيوتها الحديثة على سهل فيضي ذي تربة لحقية، والتي امتاز سكانها منذ القدم بتربية الإبل سريعة العدو والتي تسمى الهجن ذلك الاسم الذي اطلق عليها كناية بها.

 

إنها بلدة “هجين” التي تقع على الضفة اليسرى من نهر الفرات، وقال عنها أحد أبنائها: «يعود تاريخ إعمار المدينة إلى ما يقارب (250) عام تقريباً، حيث كانت المنطقة التي تقوم عليها المدينة أراضي خالية من السكان وتكثر فيها قطعان الغزلان والأرانب والحيوانات البرية ونظراً لوفرة المياه وكثرة الأشجار وخاصة شجر الحور والغرب والطرفة ما دفع أهالي المنطقة إلى الاستقرار وبناء منازلهم فيها».

 

يتابع: «ترتفع المدينة (172) متراً عن سطح البحر وتبعد مسافة (110 ) كم عن محافظة “دير الزور” شرقاً، وعن مدينة “البوكمال” (35) كم، ويبلغ عدد سكانها أكثر (40000) نسمة، وتعود تسمية المدينة إلى سكانها الذين كانوا يمتازون بتربية الإبل سريعة العدو والتي تسمى الهجن، لذلك أطلق عليهم اسم أهل الهجن ومنها جاءت التسمية، يعمل معظم أهالي المدينة بالزراعة وخاصة زراعة القطن والقمح والشوندر السكري وتربية المواشي».

 

بينما قالت أخرى: «تحتوي المدينة على العديد من المنشآت الحضارية والاقتصادية، حيث أنشئت فيها ثلاث محطات لتنقية المياه ومعملاً للسجاد اليدوي ومخبزاً نصف آلي، كما يوجد فيها العديد من المطاعم وتفتقر المدينة للفنادق نتيجة انتشار عادة الضيافة لدى سكان المدينة، وهناك أيضاً ناد رياضي وحيد وله نشاط كبير وخصوصاً في لعبة كرة الطائرة».

 

تضيف: «كما يوجد مركز ثقافي يضم مجموعة من الكتب القيمة ويرتاده أبناء المدينة وتقام فيه الندوات والمحاضرات والأمسيات الشعرية وتضم مجمعاً تربوياً إدارياً يشرف على العديد من المدارس».

 

أحد الأساتذة قال: «يوجد في المدينة ثلاث مستوصفات صحية تقدم الإسعافات الأولية، كما يوجد مشفى حديث مجهز بأحدث الأجهزة الطبية، وهي مخدمة بشكل يعتبر جيداً فهناك العديد من المدارس منها ثلاث ثانويات مهنية وأخرى للذكور وواحدة للإناث، وهناك ستة مدارس المرحلة الإعدادية موزعة بالتساوي بين الذكور والإناث، أما مدارس المرحلة الابتدائية فيبلغ عددها خمس عشرة مدرسة ابتدائية.

 

وقد شهدت المدينة في الأعوام الأخيرة تطوراً كبيراً في كل مناحي الحياة سواء عمرانياً أو علمياً، وتسعى المدينة إلى الوصول للاكتفاء الذاتي من حيث المدرسين والمدرسات».

 

يتابع: «كما يوجد في المدينة مجلس مدينة ومقر للنفوس العامة وشعبة تجنيد ومركز للهاتف يخدم كافة أرجاء البلدة إضافة إلى الكهرباء والماء، وهناك مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية التي يعتمد عليها الأهالي في عملهم، كما أن جميع الطرق فيها تقريباً معبدة إضافة إلى الانتهاء من تركيب شبكة الصرف الصحي.

 

وقد خرّجت القرية العديد من الكتاب والمفكرين ولعل أبرزهم الكاتب والشاعر “إبراهيم عبد الحميد الأسود” عضو اتحاد الكتاب العرب، والمرحوم الملا “عثمان الناصيف”، والعلامة المرحوم “عبد الحميد الأسود” الذين كان لهم الدور الأكبر في تعليم القرآن الكريم».

 

 

بقلم: فاروق المضحي لموقع إي سيريا

شاهد أيضاً

“قهاوي” الدير.. لكل قهوة روّادها واختصاصها

تنتشر في “دير الزور” عدد من المقاهي الشعبية أخذت أسماء كثيرة مثل “الجرداق” و”غبيني” و”الحمام” …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *