عبد الصمد الفتيح – أحد رجالات دير الزور الوطنية

ولد في “دير الزور” سنة 1910م، ودرس في مدارسها، نشأ المرحوم “عبد الصمد الفتيح” وترعرع في بيت والده الذي كان يعج دائماً برجال الحركة الوطنية.

عبد الصمد الفتيح
عبد الصمد الفتيح

وفي بداية حياته وريعان شبابه استهوته كرة القدم فلعبها، ثم قام هو وشقيقه المرحوم “عبد الرحمن” بإنشاء نادٍ رياضي عام 1930، لكن ذلك النادي كانت الغاية والهدف الأساسي منه وطنية بحتة للاجتماع فيه ومقاومة الاستعمار الفرنسي، وكان مقره مقابل تكية “الراوي” حالياً، فالمباريات التي تقام آنذاك بينهم وبين الفرنسيين كانت عرساً وطنياً تشارك فيه المدينة بأسرها.

 

ثم انخرط في العمل مع جماعة “القمصان الحديدية” و”الكتلة الوطنية”، والتي كان رئيسها والده “محمد نوري الفتيح”، وذلك أثناء دراسته في ثانوية “الفرات”. كان من الناشطين الذين يقودون المظاهرات الطلابية التي تنطلق من هناك ويشجعهم آنذاك الأستاذ المرحوم “أحمد الفتيح” ابن أخ “محمد نوري” والذي كان مديراً لثانوية “الفرات”، وبعد أن أنهى دراسته الثانوية أرسله والده إلى فرنسا لاستكمال دراسته وتلقي التعليم العالي. وبعد عودته بدأ العمل العام وراح والده يهيئه ويجهزه ليكون خلفاً له بالعمل الوطني والسياسي، عمل كمدير للميرة (دائرة الحبوب) في “الجزيرة والفرات”. ثم أصبح قائم مقام منطقة “الميادين” حيث بقي 3 سنوات ثم استقال ليمارس العمل السياسي في سنة 1953 ترشح ضد قائمة “حركة التحرير”، حيث أجبرت القائمة “عبد الصمد” على سحبها فأعلن مقاطعة الانتخابات، وفي عام 1954 وبعد سقوط “الشيشكلي” ترشح لينجح في ذلك العام وأصبح وزيراً للزراعة، ومن ثم نائباً لرئيس المجلس النيابي. وأصبح في ذلك الحين رئيساً لكتلة العشائر البرلمانية وعددها 17 وانحلّ المجلس إثر إعلان الوحدة بين “سورية ” و”مصر” ليصبح رئيساً للاتحاد القومي في محافظتي” دير الزور” و”الرقة” حيث كانت محافظة واحدة.

عبد الصمد الفتيح
عبد الصمد الفتيح

وحين زار الرئيس “جمال عبد الناصر” “دير الزور” ألقى “عبد الصمد” كلمة رحب من خلالها بالرئيس بصفته رئيساً للاتحاد القومي آنذاك من على سطح البريد القديم. أما في “مصر” فقد أصبح عضواً في مجلس الأمة الاتحادي، وكان نائباً لرئيس المجلس حيث كان رئيس المجلس حينها “أنور السادات”، بعد الانفصال وفي تاريخ 29 أيلول أي بعد يوم واحد من إعلان الانفصال، أعلن مع أربعة آخرين منهم المرحومون “نهاد القاسم”- “علي بوظو”- “راتب الحسامي” إنشاء ما سمي آنذاك بالناصريين الخمسة وأعلنوا في ذلك البيان شجبهم للانفصال ومعاداتهم له وتمسكهم بالوحدة بين “مصر” و”سورية” برئاسة “جمال عبد الناصر”، وانقلبت بعدها لتسمى الجبهة العربية المتحدة وخاض الانتخابات كقائد ناصري في الانفصال حيث نجح مع قائمة “دير الزور” وليذهب “للقاهرة” ويقابل الرئيس “عبد الناصر” في منزله في “منشية البكري”، انتهت حياته السياسية حيث انتقل إلى رحمة الله في 1 شباط 1974 وشيعته المدينة بأسرها، حيث ضاق الجامع “الحميدي” بالمصلين عليه رغم سعته ونقل جثمانه على الأكتاف إلى الملعب البلدي “المتحف حالياً” وبسابقة غير مسبوقة حيث أعلن الحداد عليه وأغلقت المدينة كاملة ذلك اليوم.

 

كان يتمتع بثقافة سياسية واجتماعية وأدبية عالية، كما كان فصيحاً طلق اللسان، وشجاعاً لا يهاب، مشهود له بالكرم الحاتمي حيث باع أملاك والده في حياته ليغذي الحركة الوطنية.

 

ذو شخصية مرموقة ورغم ذلك كان بسيطاً يحب الفقراء وبابه مفتوح دائماً للجميع. لقد تردد اسم “عبد الصمد الفتيح” في معظم الوقائع والأحداث التي جرت على ساحة مدينة “دير الزور” و”سوريا” و”مصر” أيضا، فأحياناً يأتي ذكره مع الجماعات الوطنية وأحياناً أخرى يأتي منفرداً بما قام به من عمل أو ما تقلده من مناصب، لقد تجسد في عائلة من عائلات “دير الزور” معروفة من الجميع بما قدمته وقامت به من أعمال سياسية واجتماعية ووطنية. فاللاحقون من أبنائها أكملوا وساروا على خطا السابقين من آبائهم وأجدادهم وكأنهم رضعوا السياسة وتوارثوا الوطنية.

 

 

بقلم لمياء رداوي لموقع إي سيريا 

شاهد أيضاً

أعلام دير الزور في الطب البديل.. لقاء مع ابن الدير الدكتور أحمد شلاش

في رحلة بحثنا عن التميز والمتميزين الديريين.. رأينا نجماً يشع في عالم الطب البديل.. ولعل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *