سنين العدل.. القاضي حسين الطلاع أحد رموز القضاء بدير الزور

 

رجل عشق العدل والعدالة وجسدهما في أقواله وأفعاله، وشهد له بذلك كل من عرفه وعاصره فأحبوه واتخذوا منه قدوة لهم. إنه القاضي” حسين الطلاع.

 السيد “عبد القادر طلاع” حفيد القاضي قال عنه: «ولد القاضي “حسين الطلاع” في “دير الزور” سنة /1882/م وتوفي فيها سنة/1971/م.

 

أنهى دراسته في “دير الزور”، ظهرت عليه علامات الحزم والأمانة مما لفت نظر الباشا آنذاك فاستدعاه إلى “استنبول”، وعمل عنده كاتباً من عام/1914/ حتى عام/ 1918/ ثم عاد إلى “حلب” وتم تعيينه في “عفرين” حاكم صلح.

 

وانتقل بعدها إلى مدينة “الرقة” ومنها إلى منطقة “الميادين” حتى عام /1936/، وبعد ذلك نقل إلى “دير الزور” وعين رئيساً لمحكمة البداية وبقي فيها حوالي /5/ سنوات ثم أصبح رئيساً لمحكمة الجنايات وبقي في منصبه هذا /17/ سنة، كان خلالها مثالاً للعدل والإنصاف لا تأخذه في الله لومة لائم، حيث طبق أحكام الشريعة الإسلامية والقانون.

 

ويقولون إنه كان الشخص الوحيد الذي نفذ حكم الإعدام في ذلك الوقت وكان تنفيذ الأحكام يتم في الساحة العامة أو أمام السجن القديم أو عند مقهى “عصمان بك”.

 

وبقي في القضاء مدة /40/ عاماً أحيل بعدها للتقاعد، وبعد شهرين صدر مرسوم جمهوري بتعيينه حاكماً “للميرة”- دائرة الحبوب حالياً- لكنه استنكف بعد أسبوع.

 

في بداية تأسيس القضاء “بدير الزور” تشكلت المحكمة من:

 

“عبد القادر ملا حويش” (قاضي شرع) – “حسين الطلاع” (رئيس محكمة الجنايات) – “منير سلطان” (قاضي البداية).

 

كان “حسين الطلاع” يمنع المحامين من الدخول إلى قاعة المحاكمات إلا باللباس الرسمي لباس القضاة /العباءة/.

 

ومن بعض مواقفه في الحزم والعدل أن توسط عدد من أشراف المدينة وكبارها لديه بجريمة قتل، إلا أنه اعتذر منهم وقال قولته المشهورة: (ماذا لو كان ولدكم هو المقتول).

 

أيضاً تشاجر ابنه “إبراهيم” مع شخص وشجّ رأسه فسجنه والده مدة شهر واضطرت والدته لبيع مقاديرها الذهبية لدفع كفالته وفكه من السجن.

 

وحين كان في “عفرين” اشتكى إليه أحد الفلاحين من ظلم “الآغا” وهو أحد كبار رجالات الجبل، فلم يتوانى القاضي “حسين” عن حبسه فسجنه وأمر ببناء /قاووش/ في السجن على حسابه ككفالة للإفراج عنه وفعلاً تم بناء القاووش.

 

وما تزال اللوحة موجودة على باب السجن مكتوب عليها (تم تنفيذ ذلك في عهد القاضي “حسين الطلاع”).

 

إضافة لذلك كان “حسين الطلاع” يوقّع عن السادة الأشراف في عهد حكومة الحاج “فاضل” كونه أحد أكابر السادة الحسينية هو و”عبد الكريم الأشرم”.

 

له أقوال خالدة تستحق أن تكتب بماء الذهب منها:

 

(نعرف جميعاً أن الثأر لا يمكن أن يزول طالما أن المواطن لا يشعر بعدالة العدالة وبقدرتها على حماية الناس وأموالهم).

 

القاضي “حسين الطلاع” ترك بصمات خالدة في صفحات القضاء والعدل، لأن القاضي ظل الله في أرضه، وإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، فنحن جميعاً أمانة في رقابهم.

 

بقلم : لمياء الرداوي لموقع إي سيريا

شاهد أيضاً

أعلام دير الزور في الطب البديل.. لقاء مع ابن الدير الدكتور أحمد شلاش

في رحلة بحثنا عن التميز والمتميزين الديريين.. رأينا نجماً يشع في عالم الطب البديل.. ولعل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *