المقرئ الحاج ياسين الفيصل العمر

 

ولد الحاج ياسين الفيصل عام 1932 بمدينة دير الزور ودرس في مدارسها، وحصل على إجازة في التمريض من وزارة الصحة بدمشق، وعمل في الثانوية الزراعية مشرفا على مستوصفها عندما كانت بموقع كلية الزراعة قرب الجسر المعلق.

 

منذ صغره التحق بشيوخ الكتاتيب لتعلم تلاوة القرآن وحفظه واشرف على تدريسه سيد جابر الرباح ، وكان يمتلك صوتا جميلا وهذا اهله للالتحاق بالأزهر الشريف بمصر  ليمنح من شيوخها إجازة بتلاوة القرآن بالقراءات السبع .

أدى فريضة الحج وكان عمره عشرون عاما وسافر الى مصر أكثر من سبع مرات أيام الوحدة ، وكان المقرئ الأول لكل المناسبات التي كانت تفتتح بالقرآن الكريم ، ونقل له قراءة للقرآن على إذاعة دمشق بشكل مباشر عندما زار الدير رئيس الحكومة عبد الحميد السراج .

اعتلى صوته بالأذان على غالبية مآذن دير الزور القديمة عندما كان يصعد من يرفع الاذان على اعلى المأذنة .

تتلمذ على يد الشيخ محمد سعيد العرفي برفقة الشيخ مهيدي الاشرم وبعض من طلاب العلم آنذاك .

أسس الفرقة الأولى بدير الزور للإنشاد الديني مع الشيخ علي الفيتوري  وكانت هذه الفرقة تقيم كافة المناسبات بمدينة ديرالزور( قبل ان تظهر الفرق الدينية)  سواء للأفراح او الاحزان من خلال سرد قصة المولد النبوي الشريف مع بعضا من القصائد  بمدح الرسوم محمد صلى الله عليه وسلم .

وكان غالبية أهالي ديرالزور يستمتعون بسماع صوته الجميل سواء بقراءة القرآن او انشاد الموشحات الدينية.

زار بعضا من الدول العربية منها لبنان والأردن والسعودية والعراق ومصر والكويت وله تسجيل لقراءة القرآن بالإذاعة الكويتية وبث فيها ولمرات عديدة.

كما كان يقيم السهرات الدينية في مدينة الرقة والحسكة وكانت عائلة عبد السلام العجيلي في الرقة لاتخلو مناسبة لها الا وتدعوه لاحيائها . 

طلب منه قراء الشام الاستقرار في دمشق ليأخذ حقه بالظهور كون الدير مدينة منسية  ، الا أنه رفض وفضًل البقاء بين اهله وأبناء بلده  .

كان احد المؤسسين ومن أعضاء لجنة بناء جامع عثمان بن عفان بحي المطار القديم بالدير ، وبعد الانتهاء من بنائه اصبح يؤم المصلين ولسنوات .

وعند ظهور تنظيم القاعدة ومحاولة بعض الحاقدين للسيطرة على المسجد كتب فيه تقريرا بانتمائه لتـ.ـنظيم القـ.ـاعدة، وطُلب للأمن العسكري بديرالزور واستمر يراجعهم لعدة أيام حتى ثبتت براءته من هذه التهمة، وعلى اثر ذلك أصيب بجلطة دماغية جعلته يرقد في الفراش لفترة من الزمن حتى وافاه الاجل بعام 2008 .

ومن الحوادث  المهمة التي مرت بحياته  الحادثة الأولى حيث كان هناك في جامع السرايا بديرالزور مؤذن وكان له صوت مزعج، وكان هناك رهبان في مشفى الفرات بديرالزور، وكان هؤلاء الرهبان ينزعجون من صوت ذلك المؤذن عند اذان الفجر ، وتقدموا بشكوى الى الشيخ محمد سعيد العرفي والذي كان مديرا للأوقاف بالدير طالبين بتبديله ، وبحكم قرب الحاج ياسين منه ومعرفته به وبصوته الجميل  طلب مه ان يقيم التمجيد والاذان عند وقت الفجر وهذا أدى الى انبهار الرهبان بجمال الصوت وطلبوا من الشيخ سعيد  ان يرسل اليهم ذلك الشخص الذي يؤذن  وطلب منه الشيخ سعيد الذهاب اليهم بمشفى الفرات  وعند حضوره طلب منه الرهبان قراءة سورة مريم وقرأها  لهم وانبهروا فيها ، وطلبوا منه الحضور مره في كل  اسبوع للاستماع الى القرآن بصوته ، واستمر ذلك الى ان رحل هؤلاء الرهبان .  

أما الحادثة الثانية فتتلخص بأن في إحدى سفراته الى مصر على الباخرة من مدينة اللاذقية وكان برفقته الدكتور المرحوم وهبة الزحيلي عندما كان طالبا ازهريا ، وكان طريق الباخرة يمر في جزيرة قبرص والتي كانت مقسومة الى حيين  حي تركي وحي يوناني ،وكان الاتفاق بين الحيين ألا يرفع الاذان واجراس الكنائس عاليا . وعندما وصلت الباخرة الى قبرص نزل الركاب الى الجزيرة ومنهم الحاج ياسين والدكتور وهبه الزحيلي وكان الوقت ظهرا  وذهبا الى المسجد الذي فيها لأداء صلاة الظهر ، وهناك طلب الحاج ياسين من مسؤولي المسجد ان يرفع الاذان بصوته ، وسمحوا له واشترطوا ألا يعلو صوته  ، الا انه وعندما رفع الاذان كان بصوته المعتاد العالي ، وعلى اثر ذلك تجمهر السكان اليونان قرب المسجد  وحدثت ضجه وخاف الاتراك من ردات الفعل  الا انه بعد لحظات يكتشف الجميع ان هؤلاء اليونان كانوا يقولون  لو بقي هذا الشخص يرفع الاذان وبأعلى صوته فإننا لا نمانع لدينا من ذلك.

شاهد أيضاً

أعلام دير الزور في الطب البديل.. لقاء مع ابن الدير الدكتور أحمد شلاش

في رحلة بحثنا عن التميز والمتميزين الديريين.. رأينا نجماً يشع في عالم الطب البديل.. ولعل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *