“ضياء الدين دهموش” من أقدم تجار الأقمشة في “الدير”

ستون عاماً وما يزال في السوق، حيث كان يقتاده والده الحاج “عبد الوهاب” إلى محله الواقع ضمن أسواق “دير الزور” القديمة الذي آل حاليا إليه، ولم يتوقف العمل في المحل أيام والده على الأقمشة فحسب، بل كان يتاجر بالسمن البلدي والمتعارف عليه لدى أبناء المحافظة (بالسمن العربي) الذي يحضرها له أبناء الريف لما كانوا يجدون فيه من صدق في العمل ومحبة، فهو مثال التاجر الأمين على أرزاقهم.

ويقول الحاج “ضياء دهموش” (70عاما) خلال لقائه بمحمد الحيجي بتاريخ16/7/2008:

«إن تاريخ السوق يعود إلى أيام الدولة العثماني، وكانت الأقمشة آنذاك مميزة ورخيصة إذا ما قورنت بأقمشة هذه الأيام، ولم يكن الزبائن من نسوة الريف سابقا يعرفون الألبسة الجاهزة، بل كانوا يقصون الأقمشة ويتوجهون إلى خياطة “جهاز العرائس”، ويفضل زبائن هذا السوق الأقمشة المزركشة والمطرزة، حيث كان يتألف لباس النسوة الريفيات من “الزبون” وهو أنواع من القماش مثل (المخمل والجوخ والحرير والثوب) وكذلك “الهبرية” (وهي غطاء يوضع على الرأس يستعاض به عن الملفح) و”الجرغل” وهناك “القطش” وهو من الجوخ الخالص، ويضيف”الحاج ضياء” كانت الخياطات سابقا تقوم بالتفنن بالتطريز والتخريج لتكون القطعة لوحة فنية فريدة من نوعها وهذا بالنسبة للألبسة الشتوية، أما بالنسبة للأقمشة الصيفية والتي تتشابه إلى حد ما مع الأقمشة الشتوية، والتي لها أنواع كثيرة من (الحرير والجورجيت والكودري والموسلين) والذي يدل على أصالة التراث، حيث ما زالت النسوة الريفيات إلى هذا اليوم يحافظن عليه، إلا أن الأمر الغريب الذي لاحظناه ونحن نحاور الحاج “ضياء” أن النسوة الريفيات اللواتي تواجدن في المحل حينها يسمون جميع أنواع الأقمشة (بالخام) وهذا ما أكده لنا أيضا الحاج “ضياء”

 

ويروي الحاج “ضياء” أن تاريخ هذا السوق يعود إلى /125/عاما خلت، وقام ببنائه شخص يدعى (حسو)، وأضاف: «لم أكن واعيا تاريخ بناء محلي هذا، وكل ما أعرفه أن جدي “دهموش” قام بشرائه منذ ما يقارب /90/عاما تقريبا وبقي فيه حيث ورثه لوالدي “عبد الوهاب” وهو بدوره ورثه لشقيقي “محمد سعيد”، وفي عام 1970 قمت بشراء المحل الحالي والمجاور لمحل شقيقي، ولا زال في نفس المحل والذي يعود بتاريخه إلى مالكه الأصلي المدعو(حاج رشيد العزاوي)

 

 اقرأ أيضاً: “فلورة”.. قصة امرأة تعرفها الدير

 

وعن حركة الأسواق يقول الحاج “ضياء”: «هناك فارق في تجارة الأقمشة بين الحاضر والماضي، حيث تقوم المرأة حاليا بشراء ثوب وزبون واحد في العام كله، وذلك لظروف المعيشية الصعبة، أما سابقا فأذكر أن سعر ذراع قماش المخمل المطرز/ليرتان/ والذي كان يسمى (أبو المدفع) وهو الأكثر شهرة بين الأقمشة، ثم بدأ ارتفاع أسعار الأقمشة شيئا فشيئا، ليصل سعر الذراع عام 1970 إلى أربع ليرات، أما حاليا فسعر المخمل الثقيل وصل إلى /500/ليرة للذراع، وهناك مخمل عادي سعره/200/ليرة».

 

ويتابع الحاج “ضياء” يقوم حاليا ولدي “رمضان” بالإشراف على المحل والذي لا يزال على عهد والدي وجدي.

ملاحظة: أجريت هذه المقابلة معه بتاريخ16/7/2008

بقلم : محمد الحيجي لموقع إي سيريا 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *