تداعيات الذاكرة.. لأحد أبناء مدينة الميادين

 

ولدت في هذا المكان ( زاوية شارع الجيش) ومراحل العمر كلها عشت تفاصيلها في هذا المكان حتى جاء الوقت الذي أصبحنا نعيش في غربة قاسية لانعرف متى العودة ؟؟!!!

 

عندما شاهدت الصورة بملف ذكريات الأخ والصديق والجار الاستاذ محمود الشعيبي ابو كرم. فرحت كثيرا وطلبت منه أن احتفظ بالصورة ولم يمانع لأنه يعرف حق المعرفة أن هذا المكان رئة حياتنا الذي كنا نتنفس منه.

 

لكن الذاكرة عادت بي إلى الوراء لعدة عقود من الزمن حيث الطفولة وذاكرتي لذلك المكان حيث البساطة والمحبة بين الجيران وأهل المدينة

 

ومن معالم تلك الذكريات للمكان في ذاكرتي عندما يحين موعد العيد جميع الجوار يعايدون على بعضهم بمحبة وسرور .

 

أما عندما نذهب مع ابناء الجيران الى مكان العيد بذلك الوقت ؟؟؟

 

أسير من زاوية هذا المكان باتجاه الشارع الذي يصل إلى الجرداق .

 

وسأشرح بالتفصيل حسب ذاكرتي البسيطة في ذلك الوقت،

 

من بداية رأس الزاوية على اليمين : 

أشاهد بيت أحمد الحميدي، وفي الزاوية المقابل له، بيت شاهر الفريح، وفي الصورة المرفقة الآن أصبحت هذه البيوت يكسوها الأسمنت وكثرة المحلات التجارية التي غيرت معلم ذاك الزمن.

ثم أسير إلى الأمام وعلى يميني محل لبيع الأقمشة صاحبه المرحوم عبدالمجيد الفريح، وعلى يساري بيت جميل الرشيد ثم أتقدم بخطوات قليلة أشاهد على يميني باب بيت رمضان العليوي وبجانبه محل لبيع الألبسة الرجالية صاحبه أحمد الصالح ،ويأتي بعده محل حلاقة يعمل فيه الجار فواز الطعان وبجواره محل فاروق نزهان الراوي رحمه الله .

 

وبعده يأتي محل أشاهد فيه أبناء المرحوم شفيق الزنيبط جيران أعزاء ثم يأتي باب منزل يعود ذالك المنزل في القديم مسكن للعصمان البيرم الذي أصبح فيما بعد عيادة الدكتور معاوية الجيجان لفترة زمنية . وأيضا أشاهد في الجهة اليسرى مقابل تلك المحلات بيت محمد الحميدي ابو فوزي رحمهم الله.

 

وعلى يميني أشاهد أيضا محل حسين العكل، وبعد محل حسين العكل يوجد باب عيادة الدكتور إبراهيم الحمش لكن هذا المنزل فيما بعد عرفت مالكه المرحوم أحمد الحريب ابو جودت.

 

وبعد باب العيادة أيضا يأتي محل المرحوم ملا ياسين رحمة الله عليه وله قصص مضحكة معنا عندما كنا نأتي لنشتري منه، كان النص فرنك بذلك الوقت له قيمة شرائية أما حين أوقفت الدولة التعامل به ؟؟!!

 نذهب إليه بعض الأحيان ونحمل معنا نص الفرنك نعطيه القطعة النقدية يحملها بيده ثم يقول لنا هذه النقود يجب عليك ان تذهب بها إلى الحديقة، ومن ثم تزرعها وبالمستقبل تصبح شجرة وتقطف من الشجرة الكثير من النقود.

على اليسار:

أيضا أشاهد بيت واسع ويوجد له باب خشبي يسكن فيه شنان النايف المشوح ابو فيصل رحمه الله وهذا المنزل ملك لأبناء خلوف النايف عرفت ذلك في ما بعد.

 ويأتي بعد ذلك البيت محل يطل على الشارع، والذي كان مصدر طاقه إيجابية لكل من سمع صوت ذلك الرجل أنه طويل القامة المرحوم حمادي المسعود وما أجمل صوته عندما كان يرفع الآذان بصوته من جامع الحريب.

 

أيضا على اليمين يأتي منزل بيت ابو غروب السيد

وعلى اليسار مدخل وبنهاية المدخل بيت حسين الوكاع الحسين وبعده يأتي جدار من الحجر حتى رأس الزاوية

من بداية مكان هذا الجدار حتى الزاوية التي تليه، يتجمهر الأطفال بمكان العيد للاحتفال. وتلك الزاوية كانت حفرة كبيرة بجوار مدرسة زبيدة الابتدائية قديما

وأيضا على يميني أشاهد شارع يفصل بين جامع الحريب وبيت ابو غروب وهناك شارع مقابل له في جهة اليسار طبعا هو مكان العيد ويمتد الشارع حتى ثانوية البحتري التي أصبح مكانها الآن مدرسة زبيدة الابتدائية.

 

بعد ذلك الشارع الفرعي على اليمين خان ابو غروب

 ويوجد برأس الزاوية محل لبيع الأقمشة بالمكان، وصاحب هذا المحل أطل الله بعمره إن شاء الله الحاج صبحي الحريب ابو اسماعيل، ثم يأتي بعد محل بيع الأقمشة باب خشبي مدخل لخان ابو غروب ، ويأتي محل بعده محل لبيع الطحين والقمح للمرحوم عبود العليان ابو خالد ( الحيوان) ، ويأتي بعده محل المرحوم خلف الغناش أيضا لبيع الطحين والقمح ويأتي بعده محل المرحوم خلف السماره لبيع الشعير، وبعده محل المرحوم زكي المحمد السعران ، كان يبيع فقط الطحين.

 

وبعد تلك المحلات جدار مبني من الحجر حتى يأتي بعده شارع فرعي .

أما بجهة اليسار مقابل زاوية خان ابو غروب كما اسلفت هناك توجد حفرة كبير برأس الزاوية، ثم يأتي بعد تلك الحفرة محلات والبناء من الأسمنت اول محل بعد تلك الحفرة كان لبيع الألبسة الرجالية للمرحوم حمود الصالح، و بجواره محلات أصبحت فيما بعد مؤسسة استهلاكية لفترة من الزمن،

 

ويأتي بعد تلك المحلات شارع فرعي يمتد حتى نهاية بناء ثانوية البحتري من الخلف.

 

من جهة اليمين أيضا يأتي مباشرة بعد الشارع الفرعي طاحونة الدسم لبيع الثلج ويوجد باب واسع لمدخل تلك الطاحونه وجدار مبني من الحجر على امتداد طويل .

 

في الجهة اليسرى مقابل الطاحونة طبعا يوجد عدة محلات مبنية من الأسمنت اول محل للأرمني نسأل الله يغفر له.

 

والذي يليه المرحوم عبيد السخني الذي يليه المرحوم عبدالحميد العوجان الذي يليه محل حلاقة للمرحوم حسن عبدالرحمن وكان يعمل معه بهاء الذيب اتذكر لأني كنت من الزبائن عندهم من أجل حلاقة شعر الرأس.

 

يأتي بعده محل البسة رجالية للمرحوم شكور العلاوي واسم المحل معرض الانصاف.

 

ثم يأتي بعد جدار مرتفع من الطين ويتوج ذلك الكان قوس من الحديد مرتفع يصل بين ضفتي الشارع من الأعلى.

 

أما عندما اريد السير عكس الاتجاه إلى بداية السوق المقبي.

 

على يميني رأس الزاوية محل المرحوم أبو محمد الحلبي رجل ذو عينان واسعتان ويتمتع بكرش كبير يكلل جسده ويلبس شرواك اسود اللون، و يضع شماغ على رأسه هو من مدينة حلب.

 

ويأتي بعده محل بيع المرطبات للمرحوم حسن النزهان.

 

وتأتي بعده مكتبة المقداد لصاحبها العم المرحوم طه اعبيدي السعران.

 

ثم بعد ذلك يوجد فسحى كبيرة مسقوفة بأغصان الشجر مقهى شاطي المخلف الصيفية.

 

وبعدها أشاهد محل لبيع اللحوم، للمرحوم عبدالله الحويش أبو نجم.

ثم أشاهد أكوام من الجبس والبطيخ الأصفر مباشرة بجانب الملحمة وهو محل المرحوم عباس العوجان ويتواجد دائما أمام المحل.

 

ثم يأتي محل رأس الزاوية لبيع المشاوي اللذيده ثم أصبح فيما بعد محل بيع للفواكه صاحبة حسان المرشد العلايا .

 

أما من الجهة اليسرى من بداية رأس الزاوية أشاهد محل المرحوم كمال المشوح لبيع المرطبات والذي كان يدير حركة البيع داخل المحل خالد أحميد الوكاع .

 

و تأتي بعده صيدلية فاروق المشوح ثم بعده مكتبة ابوقاسم عبدالرحمن العاني و محل ابو نايف (ابو خرفش) بعدها أشاهد مقهى العم عابد الدلهوث، وياسن يدير تلك المقهى . رحمهم الله جميعا.

 

ثم بعدها يأتي كراج الميادين إلى ديرالزور وتقف السيارات داخل هذا الكراج وأمامه بانتظام وبدون عشوائية.

 

صحاب هذا الكراج المرحوم عبدالرزاق الشعيبي ابو عرب.

 

ثم أشاهد بعد الكراج محل المرحوم نجم المرير والمشهور ببيع الساعات من جمع انواع الماركات العالمية بذاك الوقت .

 

ثم أشاهد محل تأجير وتصليح الدراجات الهوائية ومن ثم بعد ذالك اختص بتصليح الدراجات النارية لصاحبه مالك الفريح .

 

ويأتي مدخل السوق المقبي من بعد ذلك

 

اه لتلك المعالم في أهم مكان من تراث بلدي تغيرت على مدى اربع عقود من الزمن ونيف.

 

والتي كانت بتلك الفترة عدد المحلات التجارية بهذه البقعة الجغرافية لاتزيد عن 30 محل فقط !!!

 

اما اليوم كل تلك المعالم أصبحت من الذاكرة لأن كل شيء تغير على أرض الواقع لأن البناء تغير والمحلات التجارية مكتظة بالمكان.

 

تحية طيبة لكل أبناء بلدي الحبيب واترك لكم إحصاء عدد المحلات التجارية في هذا الشارع الممتد من بدايته حتى النهاية في ذلك الوقت.

 

تداعيات الذاكرة.. بقلم: بشار أبو الحسن

 

شاهد أيضاً

(ألوان بلا عنوان).. حمام السوق بقلم سمير الحاج

قبل العيد بيوم أو يومين في فترة ما قبل السبعينات من القرن الماضي يتجهز الناس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *