صاغة دير الزور الأوائل.. بقلم: د.طارق الشيخ

بقلم : د. طارق الشيخ

 

 

في أوائل القرن العشرين 1910م، لم يكن يوجد (صائغ ) واحد في مدينة ديرالزور، وكان يأتي إلى المدينة بين الحين والآخر تجار من الهند وإيران يبيعون الأحجار الكريمة والحلي الذهبية وليرات الذهب العسملية والإنجليزية ، ولم يكن الدولار معروفاً…

وبعد سنوات عديدة جاء إلى المدينة ( صاغة ) يهود واستاجروا محلات في جادة النهر ، بين مزاد الخرقية ( من خروق ) وساحة الحدادة وعملوا في بيع وشراء الذهب وفي صياغة الحلي الذهبية وهم : حازقين – وإسحاق – وكرجي — ويعقوب – وعزرا، واستاجروا منازل لسكن عائلاتهم أغلبها في درية الحمام، وبعد سنوات قليلة رحلوا.

 

وكان قد تعلم فن الصياغة  منهم كل من عبدالجبار الحاضري (المصلاوي ) وجاسم الجعفر وهما من عائلات كريمة في الموصل ، سكن أجدادهم ديرالزور في النصف الثاني من القرن التاسع عشر .. وعمل عبدالجبار في صياغة الفضة اما جاسم الجعفر فعمل في صياغة الذهب وكان فنانا” بارعا” في عمله وصادقا” وموثوقا” في مهنته.

وفي تلك الفترة ثلاثينات القرن العشرين جاء إلى ديرالزور من مدينتي ماردين وحلب كل من الصاغة : شفيق وكريم حنتي – وجورج بوغوص – واليأس عمجة – وصبري أرسلان، وكانوا بارعين في عملهم وصادقين في تعاملهم ..ومع تكاثر عدد الصاغة افتتح عدد منهم محلاتهم بحي ابو عابد فيما يعرف سوق شموس الخليف، بالاضافة الى شارع النهر.

ابدع الرواد الأوائل هؤلاء في فن الصياغة واصبح الحلق الديري ( تراجي ) والمقدار الديري ( اسوارة ) واللبة الديرية (طوق الرقبة ) ماركة خاصة بديرالزور ، لاتصاغ الا بالدير

شاهد أيضاً

(ألوان بلا عنوان).. حمام السوق بقلم سمير الحاج

قبل العيد بيوم أو يومين في فترة ما قبل السبعينات من القرن الماضي يتجهز الناس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *