صفحات مشبوهة تحاول تشويه حقائق تاريخية بدير الزور.. و “هنا دير الزور” تفنّد

 

 

تحاول بعض الصفحات والمواقع على الأنترنت تشويه الحقائق وتزوير التاريخ وذلك لأغراض غير معروفة إلا أن الواضح أن القائمين عليها يعانون من أحقاد ربما تكون لها أبعاد تمتد إلى جذورهم الخبيثة وفق معظم المتابعين.

صفحة ما يسمى بـ “دخلك بتعرف التاريخ؟” التي تعرف عن نفسها بأنها “صفحة مختصة بالقصص والحوادث التاريخية” وتتم متابعتها بواسطة ‏١٨٢٬٠٨٩‏ شخصاً، نشرت مؤخراً صورة تاريخية من محافظة دير الزور، خلال الاحتفال بجلاء الفرنسيين، وأرفقت الصورة بمنشور هدفه تشويه هذا الاحتفال والسخرية من أهالي دير الزور وإظهارهم “أميين” ويحرقون الكتب التي تركها الجنود الفرنسيين بعد هزيمتهم فيدير الزور.


صفحة هنا دير الزور عملت على تفنيد ادعاءات هذه الصفحة وتواصلت مع أحد أبناء دير الزور المهتمين بالبحث والوثائق التاريخية الأستاذ عبد العزيز الأحمد بك، الذي ردّ بدوره بالقول:

ذكرت وثائق الاستخبارية العسكرية الفرنسية، أن القوات الفرنسية واجهت مقاومة عنيفة من أبناء لواء دير الزور ((ويشمل اللواء وقتها المنطقة الشرقية في سوريا اليوم مع البادية))

 

وأن المعارك الدموية استمرت منذ أواخر عام ١٩٢٠ حتى أوائل عام ١٩٢١ م، لنحو أربع أشهر أو يزيد..

 

وأن السلطات الفرنسية فكرت جدياً بالانسحاب من لواء دير الزور إلى ولاية حلب، في الربع الأول من عام ١٩٢١ م، وترك حكم اللواء لأبنائه من عشائر عربية.. لشدة ما قاسته من خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد

 

و لكن الفرنسيين استفادوا من أخطاء أسلافهم ((البريطانيين)) الذين احتلوا اللواء عام ١٩١٩ م ، و انسحبوا منه مرغمين بعد كفاح أبناء الفرات لطردهم عنه بثورة عارمة بتلك السنة..

 

وذلك أن البريطانيين اصطدموا بأبناء اللواء قاطبة.. أما الفرنسيين فقد لجؤوا إلى مكيدة التحريض العشائري وخلق الصراع بين مكونات لواء دير الزور، لتسهيل بقائهم فيه، وهذا هو العامل الذي أنجح استمراريتهم في دير الزور..

 

ومع ذلك فلم يهنأ الفرنسيون بالمقام في لواء دير الزور الذي قسموه عام ١٩٣٠ م، إلى لوائي ((الفرات و الجزيرة))، بعد أن قلّصوا من مساحته، وذلك طيلة وجودهم فيه على مدار ربع قرن

 

وكما أن سوريا أول بلد عربي ينال الجلاء عام ١٩٤٦ م ، فإن دير الزور (( محافظة الفرات وقتها )) أول محافظة تنال الجلاء في سوريا منذ أواخر عام ١٩٤٥ م ، وقد ذكرت الوثائق الاستخبارية الفرنسية بأن أول نقطة نالت الجلاء في سوريا هي مدينة البو كمال و باديتها ، ثم سائر محافظة الفرات (( دير الزور )) ؛؛ تباعاً..

 

و هذه الصورة – المرفقة – في حارات منطقة الباشورة (( في أقصى شرقي حي دير العتيق )) ،، بالقرب من الجامع العمري اليوم ، حيث أحرق المتظاهرون العلم الفرنسي ابتهاجاً بالجلاء ، ويلاحظ وقتها رفع العلم اللبناني إلى جانب العلم الوطني السوري ، حيث كانت مشاعر الوحدة العربية هي المسيطرة على الوعي المحلي بذلك الوقت.

 

وبدورنا استطلعنا ردود المتابعين على المنشور في هذه الصفحة وإليكم بعض هذه التعليقات:

Mohamad Deeb قال: للآسف فيه ناس بتترحم عأيام الاستعمار أو بالقليلة بتوصف هاد الفعل بأنه خاطئ

ما دام الصورة بالـ 46 فهاد بيعني بفترة جلاء المحتل يعني ممكن هاد الفعل نوع من رفض بقاء المستعمر

هاد المستعمر اللي قسم البلد و فرط بأراضيها و حاول يلعب عالوتر الطائفي لينشئ دويلات و كانتونات و يشق الصف الوطني

قاتل شعبها الرافض لوجوده و أعدم العديد من الوجوه الوطنية و اللي ما عدمه .. حاكمه و نفاه أو سجنه

هاد المستعمر قصف الشام و نهب محلاتها

كل هاد و أكتر و بدكن الناس بهديك الفترة تتقبل شي منه !!

طيب الكتب راحت .. بينجاب غيرها ، مانها ثروة علمية و ثقافية لا يمكن تعويضها !!

 

مصطفى الحديدي قال:  الادمن الفهمان الواضح بل صورة علم سوريا وعلم لبنان والمحروق هو علم فرنسا امام مبنى السرايا الحكومية (مبنى البلدية ) والصورة موجودة بمجلة ناشونال جيوغرافيك

وما حرقوا كتب

بس كأنوا الادمن عندو مشكلة شخصية مع اهل ديرالزور والعشائر العربية بل منطقة الشرقية

او بل فعل الادمن جاهل ومو عرفان حقيقة الصورة

 

Nosiba Kt قالت: وبن الكتب الي عم تنحرق بعدين حتى لو بحرقوها عادي كمان اسلوب لرفض الاحتلال وبرغم اني بشجع على القرأة مع ذلك انا معهم لانو فرنسا كانت بتعلم الناس غصب الفرنسية ….. بعدين ليش ما حكو انو هي مظاهرة احتفال بالاستقلال

 

Jamal Al Dimashqi  قال: غالب الشريحة الموجودة في الصفحة هم من الشريحة التي لاتعرف التاريخ! ولا تقرأ !

لذلك كمل كذب ومنشورات مخزية، فمثل هذا الجيل مصيره الزوال دون أن يذكر عنه شيء!

 

Ahmed Kanaan دخلك بتعرف إنه هاي احتفال بالاستقلال و حرق علم فرنسا و لا شكلك ما بتعرف على كل حال باطلة و محولة الساعة يلي استقلينا فيها و كنا جزء من هذا الوطن

 

رياض العزاوي قال:  مسمين الصفحة دخلك بتعرف التاريخ

روح راجع مصادرك والقط المعلومة صح يا زمال

اضيف لمعلوماتك الجان ينحرق علم فرنسي

شاهد أيضاً

دير الزور.. لمعة في تاريخها ((مقال عن مدينة دير الزور قبل نحو 114 سنة ))

بقلم الأديب عبد الكريم نوري أستاذ اللغة الفرنسية سابقاً بلواء دير الزور.. تحرير و تدقيق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *