غزل ونسج الليف.. مهنة نسائية بامتياز

 

ثمة مهن كثيرة تشعر للوهلة الأولى أنها تتوافق وطبيعة المرأة أكثر من توافقها مع طبيعة الرجل, ورغم ذلك استطاع الرجل أن ينافس المرأة ليجعل أشهر الطهاة في العالم رجال، وكذلك أشهر مصممي الأزياء ومصففي الشعر رجال, إلا أن هنالك مهن تظل حكراً على النساء في “دير الزور” مثل مهنة نسج الليف

كلنا يستخدمها وخاصة أبناء ” دير الزور ” أدوات الاستحمام استعملنا هذه القطعة الصغيرة المنسوجة يدوياً وقد يخطر في بال أحدنا أن يفكر بالمراحل التي مرت بها هذه الليفة قبل أن تصل إلى يديه.

 

مراحل العمل

المرحلة الأولى : شراء ” الليف ” ” القنب ” من المحلات أو من المزارعون ثم تنظيفه وتنقيته من الشوائب والأعشاب العالقة بعدها جعل هذا الليف على شكل خيوط باستخدام “الدوك” وجعله على شكل كرات صغيرة الحجم ثم الانتقال إلى المرحلة الثانية : وهي نسج الليف عن طريق المخرز الخشبي وهو شبيه المخرز العادي إلا أنه من الخشب

وعن وقت أنجازها هناك ثلاثة أحجام لليفة, الصغيرة منها تحتاج نصف ساعة تقريباً, أما الكبيرة فتحتاج أكثر من ساعة والنساجة النشيطة قد تنجز من 4-6 ليف في اليوم الواحد

أما المرحلة الأخيرة : تنتهي عند أصحاب المحلات تقوم الفراتية بيعها له جملة

عدا أن بعض العوائل الفراتية تشتريها بشكل مباشر من صانعتها ويقوم بتوصيتها على الليف

أما عن صناعتها : بحرفية عالية وإتقان تغزل المرأة الديرية “الليف” الخام لتحوله إلى قطع مختلفة الأشكال والأحجام من ليف الاستحمام، فهي من المهن التي تكاد تندثر، لكن بعض النسوة مازلن يعملن بها رغم انتشار الآلات التي تغزل “الليف ” بأشكال وأحجام وألوان مختلفة.

أما أشهر النساء الذين أمتهن هذه المهنة في دير الزور

 

، وأول من جلب هذه المهنه لـ”دير الزور” سيدة من السخنة” كانت تقطن في شارع “السخاني” اسمها “موظي” أم فياض في حي “الجبيلة”، وهي متوفاة سنة 2000، وحرفة غزل “الليف” من الحرف النسائية حيث لم يكن يخلو منزل من سنارة خشبية لغزله، والهدف هو تمضية الوقت والتسلية، حيث لم يكن في ما مضى من وسائل ترفيهية غير بعض الحرف المنزلية كـ”النقش بالنمنم، والتطريز، والخراجة، وغزل الليف”، وجميع هذه المهن يعد العمل بها فناً لأنها تحتاج للخبرة، أما في وقتنا الراهن فقلة من النساء من يعملن بهذه المهنة؛ ويعود ذلك لانتشار ليف الاستحمام التي يتم غزلها بماكينات خاصة قادرة على غزل أشكال وأحجام وألوان مختلفة ورخيصة الثمن بالنسبة لتلك التي يتم صنعها يدوياً

 

الجدير بالذكر، أن “الليف أو اللوف”: هو نبات بقل زراعي من فصيلة اللوفيات وهو أيضاً نبات معرّش، أي إن ساقه تمتد إلى مسافات طويلة كالعنب، وعندما تكون شتلة اللوف صغيرة يكون نموها بطيئاً، ولكن حالما تستقر جذروها في التربة تتبدل سرعة نموها بشكل خرافي، بعد حوالي ثلاثة أشهر

 

 

بقلم: خالد عبد الجبار الفرج

شاهد أيضاً

صناعة البسط بدير الزور

تدر صناعة البسط والمفارش أرباحاً كبيرة على من يعملون بها، وقد تحولت من مفروشات إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *