العلامة الشيخ محمد أمين شاكر الجمعة.. نابغة الرياضيات

 

هو الشيخ العلامة الشيخ محمد أمين شاكر الجمعة . ولد في مدينة ديرالزور عام ١٩٢٥ م في عائلة كريمة محافظة .

تعلم القراءة والكتابة في الكتاتيب ولازم علماء المدينة منذ صغره فنهل من علومهم وأدبهم ودرس علوم الفقه والتفسير واللغة العربية والعقيدة وغيرها على المشايخ أمثال الشيخ حسين الرمضان الخالدي والشيخ سعيد المفتي والشيخ جعفر الرحبي ولازمهم سنوات طويلة فكان من النجباء والنشطين في جميع المجالات .وشارك آلام بلاده ومقارعتها ضد الاستعمار وهو في مقتبل العمر .

وكان من أقرانه في طلبه العلم أمثال الشيخ أحمد السراج والشيخ مهيدي الأشرم والشيخ عبد الرزاق الخالدي والشيخ د خليل ملاخاطر وغيرهم ..

اختص في دراسة الرياضيات في فترة عقيمة بالمختصين في هذا العلم .فنبغ وكان من المتفوقين البارعين إضافة إلى تبحره بعلوم الشريعة .

فعمل بتدريسها سنوات طويلة وقام بوضع المناهج التي تطلبها وزارة التعليم واعتمادها .هاجر عام ١٩٦٦ الى المملكة العربية السعودية ثم عاد الى بلده عام ١٩٧٢ م .

في عام ١٩٧٩ م أوفد مرة ثانية إلى المملكة العربية السعودية للعمل كمدرس لهذه المادة فأقام فيها يعلم في المدارس حتى ذاع صيته وأصبح مرجعا يقصده أهل الاختصاص وأهل العلم والفضل ولمع نجمه وذاع صيته .وقد قام باختراع طرق لتعلم العمليات الحسابية والتي نالت القبول والإعجاب فتم اعتمادها من وزارة المعارف لتكون مناهج دراسية لمراحل الابتدائي والاعدادي والثانوي في المملكة فطبع منها للمرحلة الأولى مليون ومائة وعشرون ألفا ليتم توزيعها على المدارس .

عرف بالأخلاق العالية وطيب المعشر حتى أحبه الناس وقصدوه من كل مكان وكان مجلسه مجلس العلماء وأهل الاختصاص لا يخرج منه أحد بلافائدة .

بقي في مهجره في الرياض إلى أن توفاه الله تعالى فيها عام ٢٠٠٩ م ثم نقل ودفن في مقبرة سيد الشهداء سيدنا الحمزة رضي الله عنه. في المدينة المنورة .

رحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وعوض الأمة أمثالهم …

 

كتب عنه أحد العارفين بعلماء الرياضيات في العالم العربي حين سمع بوفاته

 

كنت في زيارة للدكتور عماد، وهو من دير الزور، فأخبرني بوفاة الرجل العلامة وأستاذ الرياضيات النابغة أمين شاكر.

وأنا أعرف الرجل من كثب، وسبحان الباقي، فقد عانى قبل أن يرجع إلى ربه، فلحق بزوجتي القديسة ليلى سعيد، ومثل هؤلاء الناس يحزن عليهم المرء ويبكي ويرثي، بل تبكيهم طيور السماء ودواب الأرض، وحيتان البحر، لأنهم من الجهابذة العلماء والأتقياء الفضلاء.

وفي القرآن أن الظالمين تركوا جنات وعيون ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكيهن كذلك وأورثناها قوما آخرين فمابكت عليهم السماء والأرض، لأن الأرض والسموات والعباد والبلاد والشجر والدواب تستريح منهم. كما جاء في الحديث أما العالم النحرير والتقي النقي مثل ذلك الرجل العظيم أمين شاكر فهو مقابل موت أمة، وفي الحديث أن نهاية العلم تكون ليس بذهابه هكذا، بل بموت العلماء، فلا يبق إلا جهال يسألون فيفتون فيضلون ويضلون الناس.. وفي الإنجيل يبثون ويبحثون السهول والجبال ليجعلوا جديدا من أتباعهم إلى جهنم مضاعفا ..

وما أسهل الطريق وأعرضه الذي يقود إلى الهلاك، والكثيرون يسلكونه، وسيصرف الله عن آياته الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق. كان تعرفي على هذا النابغة، والعقل الأريب، والابتسامة المرحة بلثغة محببة، والخلق الدمث، وحب نصرة الدين، ورفعة الأمة، شيء كبير،

ومازلت أذكره بالطربوش الأحمر الذي كان يعتلي رأسه، وهو برفقة الفاضل العالم التقي حسن هويدي وكأنهما ظلان لروح عظيمة. فلا تراهما إلا سويا، وكان شرف تعرفي على كلا الرجلين مع اختلافي معهما وكنت شابا صغيرا أمرا مثيرا. وكل التقسيمات خرافة، فالعائلات تتناثر على ضفتي الفرات مثل العانيين وساهم،

ولكن السياسة قسمت، ونحن ما شاء الله حافظنا بصرامة وحرص، على مافعله بنا البريطانيون والفرنساويون، فكانت الحدود خطوطا، فحولناها إلى خراسانات مسلحة بأسوار عالية.. وأنا رجل من مدينة القامشلي، على بعد أكثر من 200 كم عن دير الزور فنمر بها في كل مقصد إلى حلب الشمال أو دمشق الجنوب، وخالي يونس طياوي من عشيرة طيء، وجدي تزوج فأكثر، فكنت أنا من طرف جدة تركية وأب من ماردين، وكان بيننا وبين دير الزور في تلك الأيام أمكنة في الطريق يعمنا الغبار، في منطقة غير مسفلتة، أسمها أربع وأربعين وهي ليست الحشرة ذات الأرجل، بل مسافة تمشي فيها السيارات على أرض مفتوحة للسباق، فترى السيارات متحاذية تتسابق والغبار يعلو السماء.

ذهبت لدير الزور ورأيت رجالا أفاضل، ولم أر مثل خشوع الدكتور حسن هويدي في صلاة، وعليك فقط أن تتأمله وهو يركع ويسجد، حتى تعرف أنه مستغرق في العبادة. وأما الأستاذ أمين شاكر فلا تغادر شفتيه الابتسامة، ودماغه الفكرة، وروحه من الأمل، وقد خرج من تحت يده جيل كامل درسهم مادة الرياضيات ففتح عقولهم مرتين بالعلم والإيمان. وكان الرجل ممن يشترك في كتابة كتب الرياضيات، التي تدرس في المدارس الثانوية، وأنا غبطت من كان له الحظ أن يتعلم من هذا الجيل الرائع،

أما أنا في القامشلي في أقصى الزاوية الشمالية الشرقية من سوريا؛ فكانت منفى للأساتذة، وفي الثانوية جاءنا أستاذ كان لنا كارثة، مقابل أولاد دير الزور وهم من أمين شاكر يتعلمون، وهكذا ضاعت مني في امتحان البكالوريا ثلث علامات الرياضيات.

ومع هذا فكنت الأول في محافظة الحسكة أتسابق أنا وحنا عيسى .. لقد كنت أعلم نفسي ومن حولي، هذه المادة الصعبة حتى المرحلة المتوسطة، وللأستاذ فنصة الحلبي الشيوعي فضل قدح زنادي، فتفوقت وودعته فتدينت، ولكن بدءاً من المرحلة الثانوية وهي تتقدم إلى نهايتها، كنت أشعر أنه لابد من أستاذ للمادة، مثل الهندسة الفراغية والمثلثات واللوغارتم وماشابه..

عليك أطيب الرحمة يا أستاذ أمين شاكر شكر الله سعيك ورضي عنك، ولك أعظم الذكر، أيها المعلم الفذ لجيل كامل، ولك مني هذه الهدية في ذكراك، من كلمات متواضعة، في مقالة بسيطة، تذكرة للغافلين وموعظة للجاهلين.

 

وكتبت عنه معظم صفحات دير الزور على مواقع التواصل الاجتماعي

ووردت بين ثنايا ما كتب عنه أنه علم من أعلام محافظة دير الزور ، المدرس الأول تشهد له ثانويات دير الزور، وقبلها تشهد له الجامعة السورية عندما كان طالبا جامعيا، حيث عرف ببديهته السريعة وذكائه الخارق، فقد روي عنه في أحد الامتحانات أنه رفع يده وقال للمراقبين في قاعة الاختبار أن خطأ في أحد الأسئلة، فسخر منه ذلك المراقب وقال له: أنت تكشف خطأ أستاذ جامعي؟ أكمل وإلا أخرجتك من القاعة. ولكنه أصرّ على موقفه، فكثر اللغط في القاعة وحضر الدكتور، ومن ثم أوقف الامتحان وخرج الطلاب. وفعلا ثبت أن أحد الأسئلة فيه خطأ، وألغي الاختبار، وانتشر الخبر أن طالبا اكتشف خطأ في إحدى مسائل الرياضيات، وقالوا: إنه من دير الزور. فهتف الطلاب – وفيهم طلاب غير سوريين- تعيش دير الزور، تعيش دير الزور.

إنه عالم الرياضيات الذي ترك بصمات واضحة في المحافظة وتخرج على يده الكثير من أهل الاختصاص، مثل الأستاذ هاشم شعبان رحمهما الله تعالى

 

كما ذكّر به أبناء دير الزور على صفحاتهم الشخصية وقال عنه أحدهم :

( محمد أمين الشاكر ) نابغة الرياضيات وجهبذها ” المربي الفاضل المشهود له ممن خالطه وعاشره بالعلم والتقوى ” كلفته المملكة العربية السعودية ثقة ًبعلمه بوضع مناهج الرياضيات رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه

شاهد أيضاً

أعلام دير الزور في الطب البديل.. لقاء مع ابن الدير الدكتور أحمد شلاش

في رحلة بحثنا عن التميز والمتميزين الديريين.. رأينا نجماً يشع في عالم الطب البديل.. ولعل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *