الحممچي.. في دير الزور

تربية الحمام ثقافة ضاربة في القدم، والوله بهذا الطائر الجميل توارثته الأجيال ليومنا هذا لكن للحمام وتربيته في دير الزور قصة اخرى فالحممچي  في المجتمع شخص غير مرغوب وسمعته سيئة وقيل حتى شهادته في المحكمة لا يؤخذ بها ! لا أعرف السبب لكني أرى انه إجحاف واتهام لا مبرر له بحق هذا الإنسان الذي اختار هواية تبدو لي نبيلة فحين تتعامل مع مخلوق آخر وتقدم له الماء والغذاء والرعاية فهذه صفة إنسانية راقية .

 

للحمام أنواع وأسماء كثيرة أتذكر منها : الچرچخلي والبايملي والأورفلي وأبيض ذنب وأسود ذنب وغيره … هذا ماكنت أسمعه ، وللحمم چ ية مقهى خاص بهم واسمه / مقهى الحممچية/ ويقع جانب شركة الكهرباء القديمة ، يرتاده ويتجمع به الكثيرون ممن يهتمون بهذه الطيور … لا يتكلمون سوى عن الحمام ويسهبون في وصفه وحين تسمع أحدهم وهو يوصف حمامته تحس انه يتغنى بامرأة فائقة الجمال يموت بها عشقا .

 

لم أدخل يوماً في حياتي إلى هذه المقهى لكني كنت أمر من أمامه يومياً بحكم قربه حيث كنت أسكن وأشاهدهم على الرصيف ومنهم من يدلل الحمامة ويلبسها طوق من خرز أزرق خوفاً عليها من العين أو يلبسها الحجول في أقدامها .

 

يربى الحمام عادة على أسطح المنازل حيث يقضي الحممچي جل وقته على السطح برفقة حماماته فساعة يطعمها وساعة يطلقها لتطير فوق القن على شكل كشة وعلى شكل دائري وينزلها متى شاء بواسطة حمامة تسمى / الفرفوحة / والطريف هو أن الحمام يعرف ويميز صفير صاحبه ويفهم عندما يسمع الصفير يجب أن يحلق عالياً قدر المستطاع وعند نزوله يكافئه بحفنة ذرى يرشها أمامه . نسيت أن أذكر شيئاً وهو أنه في بعض الأحيان يقع أحد الطيور أسيراً لدى حممچي آخر ومن أجل إنقاذه يجب على صاحب الطير الأصلي ان يدفع الجزية لاستعادة طيره .

 

بقلم جودت سلمان

شاهد أيضاً

صناعة البسط بدير الزور

تدر صناعة البسط والمفارش أرباحاً كبيرة على من يعملون بها، وقد تحولت من مفروشات إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *