كيف اطمأن أهل الدير للمشي على الجسر المعلق ؟!

 

لا أريد أن أتحدث عن تاريخ الجسر المعلق وكيفية بنائه ” فقد تحدث آخرون عنه في منشورات سابقة وإنما سأذكر قصة طريفة وقعت في بداية استخدامه.

 

كان أهالي دير الزور يخافون ويهابون المشي عليه لكثرة اهتزازه تحت أقدام المشاة وخاصة عندما تمشي عليه السيارات مما دفع المهندس الفرنسي ( مسيو فيفو ) المشرف على بناء الجسر إلى المغامرة ليثبت لأهالي دير الزور سلامة الجسر فقام هو وعائلته بالركوب في قارب والوقوف تحت الجسر تمامًا وطلب أن تسير ثماني سيارات دفعة واحدة فوق الجسر المعلق والأهالي ينظرون ” فمرت السيارات بسلام و أمان وتيقن أهالي الدير أن الجسر آمن.

 

للجسر المعلق مكانة مرموقة وخصوصية مميزة عند أهالي دير الزور ولطالما ذكر في قصائد شعرائهم وتغنى به مغنوهم ولطالما كان لأهالي المدينة ذكريات محببة محفورة في قلوبهم منقوشة في ذاكرتهم فلا يكاد يخلو منزل في دير الزور من صور لمحبيه إما أثناء قفزهم منه باتجاه النهر للسباحة فيه، وإما في جلسة عائلية (لمّة) أو صورة ذكرى لمتزوجين حديثاً، وإما مجرد لقاء عابر لأصدقاء، بل إنه كان من عادة أهل دير الزور حين تزف عروس إلى زوجها أن يأخذوها لتسير فوق الجسر أو تمر بالقرب منه أثناء الزفة.

كما يحكى أن الاحتلال الفرنسي أراد قبل انسحابه في عام ستة وأربعين نسف الجسر قبل مغادرته، لكن أحد أبناء المدينة قام بتفكيك عبوات التفجير التي زرعها الفرنسيون وهو المرحوم الحاج (عبد الله النايف من عشيرة البو علي الحسين.) (ولسنا متأكدين من هذه المعلومة )

 

كان الجسر المعبر الوحيد الذي يصل بين الريف والمدينة، حتى أنشأت الحكومة جسراً موازياً له سمي بجسر السياسية وهو يبعد عن الجسر المعلق مسافة قصيرة جداً.

 

إلى وقت قريب كان الجسر المعلق يهتز جذلاً وينتشي طربا ًتحت أقدام محبيه العابرين حتى انهار يوم الخميس 2 أيار 2013 بتفجير مروع بعد مرور ما يقارب تسعين عاماً على بنائه ليعانق نهر الفرات ويتناثر حطامه فوق مياهه.

 

بقلم : قاسم ميثاق الحسين

شاهد أيضاً

دير الزور.. لمعة في تاريخها ((مقال عن مدينة دير الزور قبل نحو 114 سنة ))

بقلم الأديب عبد الكريم نوري أستاذ اللغة الفرنسية سابقاً بلواء دير الزور.. تحرير و تدقيق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *