المرحوم رشيد العبد السلامة العلي .. قصة مربٍّ

رجل ترك بصمة كبيرة في مدينة ديرالزور وبالأخص في المجال التربوي والسلك التعليمي وله في هذا الباب باع طويل ، وقد تخرج عدد كبير من الطلبة على يده ويد أمثاله من مدرسينا القديرين أنه الأستاذ القدير والمربي الفاضل ومعلم الأجيال المرحوم رشيد العبدالسلامة العلي أبو يأت رحمه الله ، ولد رحمه الله عام 1947 م في مدينة ديرالزور ، درس المرحلة الابتدائية في مدرسة طارق بن زياد في حي المطار القديم سابقاً حي حطين حديثاً ، ودرس المرحلة الأعدادية والثانوية في ثانوية آمية أو الفرات ، بعد المرحلة الثانوية البكلوريا درس في دار المعلمين بديرالزور ثم عمل مدرس في قرية المريعية في ريف ديرالزور الشرقي وتبعد عن مركز المدينة مسافة 10 كيلومتر من عام 1968 م إلى عام 1970 م ، ثم التحق بالخدمة العسكرية (الجيش) وكان في نفس الوقت منتسب إلى جامعة بيروت العربية قسم الجغرافيا عام 1970 م وتخرج منها عام 1974 م ، درس مادة الجغرافية في قرية هجين في ريف ديرالزور الشرقي في مدرسة أبي الحسن الريفية شرق هجين وذلك عام 1974 م مع رفيق دربه لأكثر من أربعين عام الأستاذ القدير ومدرس اللغة العربية الشهير محمد رشيد الغدير أبو حذيفة وكان مدير المدرسة ، وبعدها درس مادة الجغرافيا في أعدادية الشهيد تركي شلاش في عام 1976 م ، ثم درس في ثانوية التجارة بديرالزور ، ثم درس في ثانوية الفرات العريقة ، ثم درس في المعهد الصحي بديرالزور ، درس في ثانوية الشهيد غسان عبود ، وتزوج عام 1980 م ولديه بنتان الكبيرة آيات خريجة كلية تربية من جامعة الفرات بديرالزور ، والصغيرة ألاء خريجة كلية التربية من جامعة الفرات بديرالزور ، يحمل رحمه الله أخلاق عالية وحميدة ، وكان رجل ملتزم ومن رواد المساجد وصلاة الجماعة ، توفي رحمه الله عام 2001/11/11 م ولما بلغني خبر وفاته المبكر تأثرت كثيراً ولما أبلغت الأهل بالخبر زعلوا كثيراً والوالد حزن عليه لما بينهم من علاقة وطيدة ومتبادلة من الأحترام والتقدير وصلة الرحم فهو ابن عم للوالد ، وكان رحمه الله رجل أجتماعي إلى أبعد حد يشارك جيرانه وأقاربه وأصدقائه وأبناء بلده جميع مناسباتهم من فرح وحزن ، وكان رحمه الله كلما التقيت به في أحد شوارع المدينة أو مكان ما ينزل من دراجته الهوائية ويسلم علي سلام حار ويعانقني ويبلغني سلام حار للأهل ويسألني إذا كنت أحتاج أي خدمة ، رحم الله تلك الروح الطيبة والطاهرة والنقية التي لاتفارق البسمة محياه ، فعلى الرغم من مرور ثمانية عشر عاما ً على رحيله لكنه مازال يذكر بالخير وتثني الناس عليه كلما ذكر اسمه.

علاقة أخوة ومحبة: كان رحمه الله تربطه علاقة أخوة شديدة ومتينة بالأستاذ العزيز محمد غدير أستاذ اللغة العربية المعروف فهما كأنا أصدقاء الطفولة والشباب والشيخوخة ولم يفترقا يوماً ما لمدة أكثر من أربعين عاماً أن سافر هو أودع أسرته عند الأستاذ محمد والعكس صحيح ، أفترقا فقد عند سفر الأستاذ محمد للحج وسمع بخبر وفاته في مكة المكرمة وقام بأداء العمرة عن روحه الزكية ، ومما ينقله عنه الأستاذ محمد الغدير أنه رحمه الله عندما كان يدرس معه في قرية هجين عام 1974 م وكان يشغل منصب مدير المدرسة ويبقى أيام الدراسة في المدرسة وينام هناك وينزل إلى أهله يومي الخميس والجمعة ، مدرس ما جلب معه زجاجة بيرة حطمها بيديه وطرده من المدرسة شر طردة وقال له: يجب أن تكون قدوة لهولاء الطلبة ، كان رحمه الله صانع أجيال متسلحة بالعلم ومزودة بالمعرفة ويحملون الفضيلة والأخلاق العالية ، هكذا هم المربون الأفاضل الأتقياء ، جعل الله ماقدم من عمل صالح في ميزان حسناته ، والله يرحمه برحمته الواسعة ويدخله فسيح جناته برفقة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. والله يرحم معه والديه الكريمين وأخويه المرحوم تركي والمرحوم أنور أبو مهند والله يرزقهم قصور في جنات النعيم برفقة سيد الخلق عليه الصلاة والسلام ، والله يحفظ ويحمي باقي أخوته الكرام أبناء العم الأفاضل.

 

والد المرحوم رشيد العبد السلامة العلي

بقلم : عادل العلي

شاهد أيضاً

أعلام دير الزور في الطب البديل.. لقاء مع ابن الدير الدكتور أحمد شلاش

في رحلة بحثنا عن التميز والمتميزين الديريين.. رأينا نجماً يشع في عالم الطب البديل.. ولعل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *