نوامير دير الزور – وصناعة الجص

هي مهنة قديمة جدا، عمل فيها كثير من رجال وشباب الدير، في الزمان القديم، وبقيت إلى أواخر الزمن القريب الراحل.

تُعتبر مهنة تكسير صخور الجبال الكلسية، من الاعمال اليدوية الشاقة و المتعبة جدا، و تنال المرتبة الأولى بين الأعمال التي تحتاج المجهود العضلي، وهي المهنة الأصعب بين الأعمال الحرة  في دير الزور.

النوامير لغةً جمع مفردها نامورة، والنامورة هي معمل متكامل لصناعة الجص الأبيض، وتتألف النامورة الواحدة من عدة اقسام مهنية، و مجموعة ادوات عملية.

الأقسام:

– القُبَّة . ( غرفة الفَخِر المستديرة ) .

– المستودع . ( خاص بالجص المنتج )

– طاحونة الحجر ( جاروشة الحجر ) .

– غرفة أو أكثر للعمال.

الأدوات:

– قزمات و كريكات

– موخل كبير ( غربال )

– مِزرِبَّات متوسطة، و كبيرة .

– خزان وقود كبير ( مازوت ) و تمديدات بواري .

– رأس طباخ كبير 

– تركتور مع تريلة .

– شنابل ( اكياس خيش بيضا ، بحجم الشوال الخام ) .

– زنابيل مطاطية ..( لوضع الحجر المكسر فيها ، و حمله ) .

– بالزمن القديم و قبل المازوت .. كان الوقود .. إما حطب ناشف فقط .. او تبن ناشف .. او روث الحيوانات الناشف .. يتم اشعالها في ارضية القبة الصخرية . لفخر الحجر .. بدون ديزل او طباخات .

طريقة العمل

بعد ان يصل حِمل الحجر بالتريلا الى منطقة النامورة، (نقلة او تقلتين) يجمع هذا الحجر بجانب القُبة، و يبدأ العمال بالمرحلة الثانية، و هي تكسير هذه الصخور الى أحجام اصغر بحجم البيضة وأصغر وليس أكبر.

– طريقة تكسير الاحجار..

يضع العامل الصخرة التي تقارب حجم كرة القدم ، بين قدمه و هو واقف .. لكي لا تفلت الصخرة من صواب المِزربة .. و لكي تتكسر بسرعة.

و يبدأ بتكسيرها واحدة تلو الاخرى و يكون هناك مجموعة من العمال .. يكسرون بنفس الطريقة. و يتباعدون عن بعضهم مسافة مترين تقريبا ..

الى ان يجعلوا الاحجار كلها صغيرة جدا ..

– الحجرة التي تكون بحجم البيضة .. تسمى چِحِف باللهجة الديرية . و مجموعها اِچحوف، و الچِحف هو مقياس بحجم راحة الكف .. بشكل مسطح او بيضوي، و كلما كسروا كمية من هذا الصخر .. تتم تعبئته بالزنبيل .. ويتم توزيعه فوق سطح القبة و على جوانب سطحها، إلى ان يمتلئ سطح القبة بأكمله.

تتم غربلة الأحجار قبل صفها، وتوضع الحجارة الصغيرة كطبقة ثانية فوق طبقة الچحوف الأولى، وذلك كي تتماسك الاحجار اكثر .. اثناء الفَخِر ،وأهم مرحلة في عمل الحَجَّارة، هي رصف الاحجار فوق القبة .

بعد ذلك تشعل النار تحتها و يبدأ “التعچيل” وهو انطلاق الدخان الكثيف من الصخور باتجاه الهواء، ويكون دخان بلون ابيض، و كأن الصخور في حالة طبخ و طهي على النار، وتسمى هذه المرحلة بعملية الفَخَر، و يرى هذه الدخنة السكان القريبون من منطقة الجبل، و فعليا هي عملية طبخ الصخر.

يراقب أصحاب النامورة العمل بعد إشعال النار وذلك من خشية حدوث خلل ما يؤدي لإطفاء النار، ما يؤدي لتعطل عملية الفخر، التي تستمر يومين.

ما الغاية من الفخر؟
– فرز الاتربة الصحراوية والشوائب عن الصخر

– تجعل قوام الصخر هشاً، كي يستطيع الإنسان التعامل معه اثناء البناء

– إخراج رطوبة الارض منه بشكل كامل

بعد أن تنتهي عملية فخر الصخر الكلسي الأبيض تطفأ النار، وتترك الأحجار فوق القبة لمدة يوم كامل كي تبرد، ومن ثم يجمع ويوضع بالزنابيل، ويؤخذ لطاحونة الحجر، فينزل بشكل مطحون مباشرة من مزريب الطاحونة، إلى المستودع . بعد ذلك يعبأ بالشنابل، ويباع لأصحاب المهنة.

أما أهم مناطق تواجد مقاطع الحجر الكلسي الابيض ..

– من عند وادي الجورة .

– من جانب دوار الدلة

– جنب مشفى الچولا

– خلف مقبرة الشهداء

– قبر ابن حفوظ قديما .

– خلف شريف السعيد ( الانطلاق الجديد ) يوجد مقاطع كلسية ايضا .

وقد تجد حجرة كبيرة جدا ( جال ) بحجم غرفة احيانا و اكبر من ذلك فيصعب تكسيرها بالمِزربات، فيوم العمال بتفجرها بواسطة “الديناميت”.

يوجد في دير الزور نحو ١٢ إلى ١٣ نامورة ومنها نوامير ( “محمد الفنوش” و”سلامة الدراخ” و”سلوم الحاج” و”علاوي العويش”، حج حُمدي_ وِلد جمول الدغيم – فريم البورزان – وِلد رحوم الدندل – اكليل و أولاده- وِلد صبور الشلالة – وِلد رسلي ) و كل نامورة تبعد عن الأخرى مسافة مئة متر تقريباً.

 

 

 

 

المقال منقول من صفحة تاريخ دير الزور بتصرف

شاهد أيضاً

صناعة البسط بدير الزور

تدر صناعة البسط والمفارش أرباحاً كبيرة على من يعملون بها، وقد تحولت من مفروشات إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *