يوميات العم أبو سامي .. (6)

يوميات العم أبو سامي (6)

بقلم الأستاذ عبد المجيد إسماعيل 

أول سيارة دخلت دير الزور (مروراً بها)

كان دخول أول سيارة لمدينة دير الزور بشتاء عام 1908 يعتبرحدث كبير وغريب بحيث إجتمع أغلب سكان الدير لمشاهدة هذه العربانة الحديدية التي تتحرك بدون خيول وعلى اربع دواليب ….يومها جاء شخص من اسكوتلندا بسيارته من نوع الاولدزمبيل قادما من ميناء اسكندرونة مروراَ بحلب وقطع بها الطريق الصحراوي الوعر لتكون دير الزور محطته التي تم تخزين الوقود للسيارة في احد خانات المدينة وكان برفقته ميكانيكي من حلب وأحد البدو الذين يعمل معه كدليل بالطريق ..وكانت السيارة قد تعرضت للكثير من العطل والتوقف نتيجة دخول رمال الصحراء للوقود وانسداد المصفاية التي قام الميكانيكي بتنظيفها أكثرمن مرة ومتابعة الرحلة …ايضا تم تحميل السيارة خزانات وقود اضافية حيث انه في تلك الفترة لم يكن الوقود متوفر بل كان يوضع بشكل مسبق على محطات التوقف والمسار للرحلة …

وكانت دير الزور احد المحطات التي وضع بها الوقود بشكل مسبق وكما قلت تجمع اهل الدير بحشود كبيرة حيث احتاج صاحب السيارة الى التدخل وبمساعدة الشرطة لابعاد الناس ومتابعة الرحلة …. في هذه الفترة كانت الحكومة الالمانية وحليفتها الدولة العثمانية نتيجة سيطرة انكلترا وفرنسا وهولندا على الممرات البحرية جعل الحكومة الألمانية تفكر بانشاء سكك حديد تمر من برلين وتركيا الى العراق والحجاز ..ووعليه قامت الحكومة العثمانية باختيار شباب من كل منطقة لتعليمهم الميكانيك وعلم المحركات بمساعدة خبراء ألمان ومن ضمن من وقع عليهم الاختيار اسطة عبد الله الاسماعيل ..وقد تم تاهيلهم بشكل علمي وجيد وتم تأهليهم بكفاءة مهندسين ميكانيك بذاك التاريخ..لكن اندلاع الحرب العالمية الاولى ..وخسارة المانيا الحرب قضى على المشروع … عندما شاهد الناس السيارة الاغلب اعتقد انها الشمندفر (القطار) الذين سمعوا عنه ..لذلك قام المأمور بايصال رسالة بالتلغراف الى بغداد ان الشمندفر قد وصل …

أما عن أول شخص من محافظة دير الزور امتلك سيارة فتخونني الذاكرة ولا أستطيع أن أجزم من هو بالضبط ولكن كان هنالك شخص اسمه سيد طيب من المياذين استملك سيارة، كما كان لدى ابن حلوم والأوسطة صالح سيارات … ولكن من الأول أو الأقدم فلا أستطيع التذكر.

شاهد أيضاً

(ألوان بلا عنوان).. حمام السوق بقلم سمير الحاج

قبل العيد بيوم أو يومين في فترة ما قبل السبعينات من القرن الماضي يتجهز الناس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *