الدكتور الراحل آصف صائب في سطور

لعلّ دير الزور في العشرينات كانت بأمس الحاجة لطبيب يداوي جروحها ويساعد على شفاء مرضاها في ظل الفقر والظروف السياسية والإنسانية التي كانت تمر بها محافظة دير الزور.

ولكنّ أبناءها لم يتوقفوا عن طلب العلم والتزود به رغم الصعوبة التي كان يلاقيها طلاب العلم في تلك الحقبة التاريخية التي رافقت ولادة و ترعرع ضيف الشرف في موقع هنا دير الزور، وهو الدكتور آصف صائب.

 

يعد الدكتور آصف صائب من الأطباء الرواد في ديرالزور والمنطقة الشرقية الذين امتهنوا الطب وقد افتتح أول عيادة طبية رسمية في دير الزور

عيادة الدكتور آصف صائب في الشارع العام أمام مطعم (حج رزوق) الشتوي وذلك في الطابق الثاني من مبنى المحامي توفيق الفنوش.

الدكتور آصف صائب مواليد 1903 توفي عام 1984 عن عمر ناهز 85 عاماً افتتح عيادته في عام 1929 بعد أن تخرج من كلية الطب من الجامعة الاميركية بيروت ,مارس مهنة الطب على مدى أكثر من خمسين عاماً . 

كان رائداً في مجاله.. فهو أول طبيب بالمنطقة الشرقية بسوريا وبعده بعدة سنوات قدم للدير من دمشق الطبيب معين العظم ثم بعدهما الطبيب علي الحافظ ، ، ، ، ، 

أقيمت له بعد وفاته حفل تأبين في نقابة الأطباء بدير الزور أشاد فيها المشاركون بأخلاقه الحميدة وبوطنيته أيام الاحتلال الفرنسي بسوريا ، ،والدكتور آصف هو ابن العالم اللغوي علي صائب مؤلف معجم الصائب الذي ما يزال مخطوطه حتى الآن وأخوه الأكبر المحامي راغب صائب من أوائل المحامين بدير الزور ولاننسى أخاه الأديب والباحث سعد صائب والمحامي ضياء صائب.

يشهد أهالي الفرات له، ويشيد به كل من عرفه وتناقل ذكره لليوم عن أخلاقه الرفيعة وفكره وعلمه وهو الذي إن قيل عنه (سبق عصره وزمانه) حقاً وليس كلاماً.

ففي زمانه حيث كان التعليم البسيط جدا ومراحله بسيطة وخصوصا بدير الزور درس وتلقى شهادة الطب من أهم جامعات بيروت.. 

وأتقن عدة لغات بطلاقة ومنها (الفرنسية والانكليزية والالمانية والتركية والفارسية ) .. 

كان حافظاً للقرآن الكريم…. وكرس حياته للطب الذي لاتخلو عائلة بدير الزور ريفا ومدينة إلا وكان هو طبيبها.. وقد سماه أطباء دمشق وحلب ولقبوه برائد الطب… حيث كانوا يستعينون بحكمته وخبرته… 

طلب الراحل آصف صائب العلم حتى آخر ساعات في حياته فقبل وفاته بساعات كان عائداً من دمشق بعد أخذ فيزا للسفر إلى سويسرا لحضور مؤتمر طبي هناك، وتوفي في نفس الليلة التي وصل فيها إلى دير الزور سنة 1985.

تميز وانفرد بالطب ولم يكتفِ بتحصيله الجامعي فحسب بل كان متابعاً ومشاركاً في المؤتمرات الطبية في أهم عواصم العالم وذلك لتحرك عجلة التطور بالطب في تلك المرحلة… 

لم يسعَ لمنصب حكومي أو برلمان أو غيره مع أنه لو أراد لكانت له الصدارة كونه طبيب المنطقة الشرقية والدير ريفاً ومدينة ومحبوباً من الناس كلها… مثاليته وأدبه كانت وعلمه كانت الأسمى لديه …

كانت داره المطلة على النهر من البيوت الفراتية الشهيرة لها طراز خاص، فقد التقى بالمهندس الذي شيد قصر أم كلثوم وباشوات مصر في ذلك الزمان وأتى بمخططها وأنشأ بيته الذي كان يستضيف فيه الشخصيات العريقة والبسيطة التي كانت تقصده من كل حدب وصوب.

وقد نشرنا في صفحتنا “هنا دير الزور” صورة تنشر للمرة الأولى لمنزله التقطت في ستينات القرن الماضي.

المصدر فريق التحرير + صفحة حوريات الفرات

شاهد أيضاً

أعلام دير الزور في الطب البديل.. لقاء مع ابن الدير الدكتور أحمد شلاش

في رحلة بحثنا عن التميز والمتميزين الديريين.. رأينا نجماً يشع في عالم الطب البديل.. ولعل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *