حسام سفّان.. سفير الدير في محافل الأدب

الأستاذ حسام سفان أحد أعلام مدينة دير الزور الذين رفعوا اسمهم ومن خلاله اسم مدينتهم في سماء كثير من الملتقيات الأدبية من خلال فكره وما أبدعه من صنعة أدبية 

يسر موقع هنا دير الزور اللقاء به والحوار معه لننهل من نور أحد نجوم الإبداع العربي والسوري و”الديري” إن صحَّ التعبير

* الهوية الشخصية.  

حسام رشاد الأحمد السَّفَّان

من مواليد دير الزور1976

متزوج وله ثلاثة أبناء: شطآن، وفرات، ونخيل.

يحمل شهادة الدكتوراه في الأدب الحديث والنقد الأدبي

له تسعة كتب في الأدب والنقد

مؤسس فرقة الفرات المسرحية، وجماعة الإبداع الأدبي في أبوظبي، ومن الأعضاء المؤسسين لمسرح الجلسة في الشارقة.

عمل أستاذاً للغة العربية في أبوظبي منذ عام 2004 حتى قدم استقالته عام 2018 .

*  متى بدأت الكتابة وبأي فن من الفنون الأدبية بدأت؟

 أقدم نص أحتفظ به يعود تأريخه إلى شتاء عام 1987 أي حين كنت في العاشرة من عمري، لكني أذكر أن ثمة ما هو أقدم منه، فالأطفال عادة تستهويهم الألوان والرسوم وفي عائلتنا تستهوينا الكلمات برسمها ومعانيها وإيقاعاتها، فما إن نتعلم كيفية إمساك القلم تملأ الخرابيش الدفائر وأغلفة الكتب والمناديل والجدران..     

 أما عن أول فن أدبي فهو الشعر – أو ما يشبه الشعر- إذ ليس غريباً أن أبدأ الدرب بالشعر فأنا ابن دير الزور التي حملت اسم دير الشعار ردحاً من الزمن لأن الديريين يولدون على فطرة الشعر، لكن الغريب هو تلك المصادفة التي جعلتني أنظم أولى قصائدي وأنا منتشٍ – للمرة الأولى- بقيادة دراجتي الهوائية فارداً ذراعي كجناحين، وربما هذه هو السبب الذي جعلني لا أرى في الشعر جنساً أدبياً بل شكلاً من أشكال الطيران.. 

 

       * ما هي أول نتاجاتك التي تفتخر بأنها بقلم حسام سفان؟

الكاتب عاشق من نوع خاص والكتابة مثل الوقوع في الحب كل فعل، وكلمة، ونأمة، وخطوة لها طعم القبلة الأولى حتى تلك الحماقات التي يرتكبها باسم الكتابة؛ لذا فكل ما ينتجه الأديب يشعره بنشوة العشق، لكن هذه النشوة لا تدوم طويلاً بل إنها دائماً ترافق نتاجه الذي لم يكتمل.. لذا فأكثر ما أفتخر به الآن هو رواية تدور أحداثها في “الدير” إبان الحصار سنة 2015 وهي بعنوان “مئتا ثانية فقط”. 

    

* للأسرة والوسط الاجتماعي أثر لما أنت عليه اليوم . ماذا قدمت أسرتك لك وممن نهلت اكثر؟

نشأت في عائلة عرفت بالشعر والمسرح فبدءاً من أستاذي وعمي فاضل السفان – أمد الله في عمره – مروراً بأبناء العمومة هشام وعلي إلى أخوتي درغام وضرام وبسام الذين شكلوا نسغاً ثقافياً تشبعت به فسرى في دمي وكأنه عامل جيني، فكان لا بد للشعر والمسرح فأشكال الأدب الأخرى أن تبرز في شخصيتي ولو بعد حين..  

إضافة إلى ذلك النسغ الثقافي فإنني تغذيت على مكتبة أخي الأكبر درغام والتي ضاق بها بيته في دمشق فأرسلها لنا إلى الدير لتفتح لنا العالم فقرأت منذ سن الطفولة آلاف الكتب في مواضيع جمة في اللغة والنحو والشعر والمسرح والرواية والنقد والفلسفة وعلم النفس والفلك والتاريخ بل وفي الثقافة الجنسية أيضاً، واطلعت على مجلات ودوريات وازنة كالوحدة، والمورد، الآداب الاجنبية، والدوحة، والعربي، والهلال، والمعرفة، وعالم المسرح، وعالم المعرفة، وعالم الفكر، وغيرها.. 

لا أدعي أنني في تلك الفترة كنت أفهم كل ما أقرأه ، لكن ذلك الزخم القرائي حول القراءة لدي إلى هاجس وإدمان، وبالتالي لا يمكنني أن أعرف بالضبط من أثر في كتاباتي، بل لا يوجد شخص ما، بل كل من قرأت لهم وكل ما قرأت أثر في كتاباتي، بل شكَّل كتابتي، فنتاج الفرد هو حاصل نتاج ثقافة أو ثقافات عديدة سبقته.  

* محطتك الأولى بعد مغادرة سوريا أين كانت؟ وماذا أضافت الهجرة لأدبك؟

محطتي الأولى كانت في الإمارات حيث وضعت الرحال بها أربعة عشر عاماً، قبل أن اختار غربتي الثانية في إسطنبول.. 

أما ما اضافته الإمارات إلى أدبي فقد كان الكثير، فقد وفرت لي الإمارات من خلال ازدحام الجنسيات والأعراق والثقافات المتعددة فيها عوالم متعددة وثقافات جمة جعلتني أعيش حيوات كثيرة في حياة واحدة. أي تماماً ما أراده أبو تمام في قوله “اغترب تتجدد”، إذ انعكس هذا التجدد في أسلوبي الأدبي بشكل جلي من خلال الجرأة والتجريب في الطرح والأساليب.

 

* الجوائز التي حصدتها خلال سنوات الكتابة؟

     حصدت عشرات الاستحقاقات والجوائز في الأدب والنقد ؛ من أهمها:

– جائزة الشيخ خالد بن محمد آل نهيان 2018.

– جائزة كتارا 2016 .

جائزة الأدب الإسلامي 2016.

جائزة وزارة الثقافة الإماراتية 2015.

جائزة الشارقة للإبداع الثقافي 2015.

وصلت روايتي “فصول من سيرة صاحب الكرامة” إلى القائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد للكتاب 2015.

جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي 2014.

جائزة دبي الثقافية.

جائزة الشارقة للإبداع العربي 2011.

  وغيرها..

   * ماذا عن دير الزور كمدينة والفرات كمعلم في أدب حسام سفان؟

دير الزور ليست مدينة أقمت بها إنها مدينة تقيم فيَّ.. تتجذر فيّ مثل نخل الحويقة..  معلَّق بها أنا مثل جسر.. الدير كونتني بكينونتها فصبغتني شمسها وسرى في الشرايين فراتها.. فعلى الأرض الممتدة ما بين نهر ومقبرة يمتد قلبي ديراً؛ لذا فكل الأماكن التي كتبت عنها تحن إلى الدير.. تفوح منها رائحة الشيح والغرب، عطر الورد الجوري، وكل الحكايات والقصائد والذكريات خرجت من بساتين الحويقة وحواري الحميدية..  

 

* كلمة من القلب للدير وأهلها.

للدير وأهلها أقول ما قاله قيس بن الملوح؛ فللدير أقول شوقاً: 

“لقد خفت أن يلقاني الموت بغتة    وفي النفس حاجات إليكِ كما هي”

ولأهلي/أهلها أملاً أقول:

“وقد يجمع الله الشتيتين بعدما      يظنان كلَّ الظن أن لا تلاقيا”

شاهد أيضاً

لقاء متفوقة.. الطالبة كاذي أيهم الرداوي

الاسم والشهرة كاذي أيهم الرداوي   المواليد 2007   المدرسة ثانوية المتفوقين   لمن تهدين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *