الموسيقا والغناء في التراث الفراتي – يحيى عبد الجبار

الموسيقا والغناء في التراث الفراتي السوري

الموسيقار: يحيى عبد الجبار

… الدولاب ..هو نغمة موسيقية موزونة أي يرافقها الإيقاع تعزف على نفس المقام الذي يكون عليه الموال إن وجد ومن بعده الدخول الى الاغنيه . والدولاب هو تركيز النغمة والتحضير للتقسيمة ويكون متفق عليه من كافة الجوقة الموسيقية او الفرقه ويعاد عدة مرات من اجل السلطنة في المقام وتحديد مواقع علاماته وللتحضير للتقسيمة ويقفل عادة أو ينتهي ببطء أيضا موزون والدولاب هو لحن موسيقي قد لا يعرف من الفه ومنه ما هو معروف .. مقطع او لازمة من اغنية بل وهناك من ألف عدة دواليب موسيقية ومسميات على اسمه كالسماعيات مثلا ..

التقسيمة.. بعد نهاية الدولاب الموسيقي يبدأ احد المهرة الموسيقيين بالتقسيمه أي العزف المتفرد وعلى نفس المقام حيث يظهر براعته ومهارته وخصوبة خياله واحاسيسه

..إن من أخطر ما يواجه التراث لآن هي التقسيمة الضعيفة الخاطئة نتيجة جهل بعض العازفين بشكلها ونوعها وطريقة العزف والأداء ..مثال ..يريد المطرب أن يقول (موال عتابا فراقي او هواوي) وغالبا ما تكون في تراثنا على مقام البيات وهذا ليس شرطا ..أيابا او آه او اووف .. وهذا لب تراثنا وأصالته في الموال نجد بعض العازفين يقسم من المدرسة المصرية وكان عبد الحليم حافظ أو محمد عبد الوهاب سيغني وووو والامثله كثيره وهذه جناية كبيرة على طريقة التقسيمة في تراثنا الاصيل ومثال آخر السويحلي وله طريقة ولونا في التقسيمة ولا يجوز تجاوزها أو الخروج عن قالبها الأساسي كونها لونا موسيقيا ارتبط بطريقة عزفه في التراث ومثله أيضا في بقية المقامات ..إن موال السويحلي او النايل عادة يأتي بعد العتابة للتمهيد في دخول الاغنيه وهو ليس مقاما موسيقا بل لونا شعريا يكتب بطريقته الخاصة له وزنه وتفعيلاته الشعريه الشعبيه ولكن جرت العادة في تراثنا ان يغني على مقام البيات والنايل على مقام الصبا..

ولأننا اصبحنا لا نسمع هذا اللون بحقيقته المعهودة بل هناك الكثير من التشويه في طريقة التقسيمة وطريقة غنائه ..تراثنا جميل وغني وراقي ومن الواجب المحافظة عليه وحفظه من الضياع

قد يتساءل البعض هل يمكن تدوين التقسيمة؟.. اقول كل الموسيقا تدون ولكن ستفقد التقسيمة مهارة العازف وإبداعه ويصبح مقيدا دون ما تترجمه أحاسيسه ..

من الواجب الحفاظ على تراثنا وقوالبه الموسيقية .. 

 

في أصول الغناء والتراث

 

الموال أيضا لون من ألوان الغناء ومنه من يرافقه رتم ايقاعي ومنه بلا إيقاع وكل صوت له نغمة لحن يعتبر غناء ..حيث لكل صوت درجته الصوتية في السلم الموسيقي وإذا كانت منخفضة تسمى قرار ولها أيضا درجة مرتفعة تسمى جواب ولكن يختلف الصوت بطبيعته بحسب الزمان والمكان أما في الزمن الماضي فقد كان المطرب يعتمد على الملكه الصوتية الحادة والقوية والمرتفعة وذلك ليسمع اكبر عدد من الحضور كونه لا توجد سابقا اجهزة صوت ..وبالمناسبة هناك فرق ويجب عدم الخلط بين الصوت القوي الحاد والصوت ذو الدرجة الموسيقية المرتفعة او العالي ..جواب ..فهناك أصوات تغني على درجة موسيقية منخفضة وتراها تسمع الكثير وكذلك العكس فمنهم من يغني على درجة مرتفعة ويكاد لايسمع من حوله وهنا تعتمد على قوة الصوت وليس على ارتفاع او انخفاض الدرجه وهناك أكثر من ستين نوعا للصوت وأذكر منها ..العريض ..اللحن ..الطرب ..الجهر ..القوي ..المخنوق ..العالي.. المنخفض ..الاخن ..الاغن ..العذب ..الحاد …الخ

كان سابقا يدوزن عازف الربابة وتر البابة الوحيد على درجة صوت المطرب كونه وترا وحيدا وصاحب المزمار او الشبابه او الشاخوله او المجوز يختار الآلة التي تناسب الدرجة الصوتية للمطرب الى ان دخلت الآلات الحديثة واستقرت الأصوات بحسب التون الموسيقي العالمي

 

عادة يبدأ الموال بـ أيابا او اووف او آه أو ويلاه ..وذلك من أجل الإشباع والاستقرار على العلامة الصحيحة والسلطنة وايضا يبدأ بالمنخفض لترويض حنجرته وتجنب الاصابة المفاجئة ثم يرافقه العازف بتقسيمة تزيده سلطنة على سلطنة ليهيئ صوته للانتقال.. يغني المطرب تقريبا نصف الموال وبمرافقة الموسيقا الذي يضفي على صوته جمالا وركازة واستقرار ثم يرتاح المطرب في منتصف الموال ويبدأ العازف بالتقسيم ونقله الى الجزء الثاني لإتمام الموال وهذا ينطبق على كافة انواع الموال ..العتابا الابوذيه الشعر الفصيح الممول السويحلي النايل اللكاحي او التطويح او الليالي ياليل ياعين التي تكاد معدومة في تراثنا ..

ملاحظة..يختلف الغناء بحسب المكان أو المنطقة فغناء الجبل يختلف عن غناء السهل أو المناطق المنخفضة فكلما ارتفعنا انخفض الضغط الجوي وازداد المدى الصوتي و كلما انخفضنا ارتفع الضغط الجوي ويقل المدى وهذا له تاثير ايضا على التون الموسيقي

شاهد أيضاً

(ألوان بلا عنوان).. حمام السوق بقلم سمير الحاج

قبل العيد بيوم أو يومين في فترة ما قبل السبعينات من القرن الماضي يتجهز الناس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *