المرحوم نواف حديدي “مسبع الكارات”

[مسبع الكارات ]

بقلم :الدكتور غاندي حديدي
الفنان د. نواف حديدي في سطور:
■ ولد عام ١٩٤٥ في حي الحميدية قلب مدينة دير الزور لأسرة بسيطة، وتوفي والده وهو بعمر ٧ سنوات، لتقوم والدته بتربيته هو وشقيقه نايف الذي يزغره ب ٣ سنوات.


■ درس الابتدائية والإعدادية في مدارس دير الزور، ثم انتقل بعدها إلى الحسكة ليدرس في دار المعلمين ، إلا أنه عاد بعدها ليدرس مادة الرسم في مدارس دير الزور حيث كان محبوباً جداً من طلابه وزملائه بسبب خفة دمه وحضوره الآسر.
وتحتضن مدارس الدير عدد كبير من لوحاته الجدارية الضخمة.
في هذه الأثناء حصل على الشهادة الثانوية ليقوم بدراسة الفلسفة وعلم النفس في جامعة بيروت العربية ، حيث اضطرته ظروف الحرب هناك للسفر لمتابعة قسم من دراسته في الإسكندرية ليعود بعدها ويتخرج من جامعة بيروت ب (ليسانس الفلسفة وعلم النفس) ، و فيما بعد الماجستير والدكتوراة من جامعة دمشق في نفس الاختصاص.
● عمل في قيادة الطلائع ثم مديراً للثقافة وظل يشغل هذا المنصب حتى سفره إلى الرياض عام ١٩٨٥ حيث أقام فيها حتى توفاه الرحمن ليلة الجمعة ٤/٦/٢٠١٥
عن عمر ٧٠ عاماً تزخر بالإنجازات العظيمة وتاركاً سجلاً حافلاً من الفن والأدب والعلم يخلد في تاريخ الفرات والوطن العربي.
● د. نواف حديدي أو (مسبع الكارات ) كما كان يحلو لمعاصريه تسميته ، بدأت مسيرته الفنية والأدبية والعلمية في عمر مبكرة، حيث استرعت موهبته في الرسم انتباه أساتذته وزملائه الذين شجعوه في هذا المجال ، وتعلم عزف الناي بعمر ٧ سنوات وعزف العود بعمر ١٥ سنة ،بينما شارك بأول عمل مسرحي في عمر ١٠ سنوات،


تعددت اتجاهات المرحوم الفكرية والفنية بين عدة مجالات سنذكرها على سبيل المثال لا الحصر على أن نفصل كلاً منها لاحقاً:
■ – الرسم والفن التشكيلي: عضو نقابة الفنون الجميلة بدمشق، عضو اتحاد الفنانين التشكيليين العرب ، مؤسس نقابة الفنون التشكيلية بدير الزور، أقام اول معرض له بالحسكة ١٩٦١، أقام ١٠ معارض إفرادية منها : رومانيا ١٩٧٦ ، الجزائر ١٩٧٧ ، معرضين في باريس ( سان جاك) ١٩٧٧ و ١٩٧٨ ، ألمانيا ١٩٨٤ ، الجائزة الأولى بمعرض الشباب العربي بالمغرب ١٩٧٨، كما شارك بمعارض القطر منذ عام ١٩٨٢.

■ – التأليف المسرحي والتلفزيوني: كتب أكثر من ١٢ مسرحية منها: للصمت وجه آخر، قوافل طينية ، حفنة من تراب، يتخايلك ، الرعد ،ونال جائزة الكاتب الأول بمهرجان الهواة على مستوى القطر عام ١٩٨٤.


ألف عدد كبير جداً من المسلسلات والبرامج التلفزيونية مثل مسلسلات :العائلة ، عندما ينقشع الضباب، زمن المجد، كتاب المشاهد، العبر عند العرب،ليالي السامرين، الصقر الجريح ،الوفاء ، الفارس والعروس، العرفان، العمود ، للزمن عودة ، ساعة لكل الناس ، الحب الأسمى ، وغيرها كثير من الأعمال وشارك فيها من الممثلين والمخرجين :
من مصر الأساتذة : عبد الله غيث،حمدي غيث ،أمينة رزق، حسن حسني ، محمود الجندي، علاء ولي الدين ،محمد هنيدي، حسين الشربيني ،احمد السقا، فاروق نجيب ، محمد الصاوي ، صلاح عبد الله ، سعيد الرشيدي
ومن سوريا الأساتذة : بسام الملا ، أسعد فضة ، فيلدا سمور، خليل عبد الله ، فاديا خطاب ، جيانا عيد ، سوزان نجم الدين ، سلاف فواخرجي ، مؤمن الملا ،سحر فوزي ،زيناتي قدسيا، وفيق الزعيم، أنطوانيت نجيب ، إسكندر عزيز ، قمر الخلف ، ثراء دبسي، هشام كفارنة ، هدى شعراوي ، تولاي هارون ، سلوى حنا
ومن السعودية الأساتذة : عبد الله السناني ، بشير غنيم ، فايز المالكي ، مشعل النفيعي ، عبد الله عسيري ، فهد الحيان ، عبد العزيز البواردي ، جبران الجبران ،،هاني الناظر ، يوسف الجراح ،حمد المزينة ، فيصل الشمري ، عبد الرحمن الخريجي ، علي الشهابي ، عوض عبد الله ، عبد الله الفايز ، محمد الحجي ، ناصر غرار ، علي السبع ، رشيد المقصور ، سعيد قريش ،وغيرهم
ونقدم اعتذارنا مع كامل التقدير والاحترام للأساتذة الفنانين الذين لم يسعفنا الحظ بذكر أسمائهم .

■ -التأليف الغنائي وتأليف المونولوجات والتلحين الموسيقي : ألف الدكتور نواف ولحن أكثر من ١٠٠ أغنية منها: ياريتك ، بي آه ، هايم ، وغيرها من الأغاني التي طبعت في ذاكرة أبناء الفرات وأصبحت جزءاً من موروثهم الغنائي، والتي تغنى بها كل مطربو الفرات ، كما غنى له الفنان فواز البكري والفنانة أمل عرفة بعضاً من أغانيه.
و٥٠ مونولوجاً منها: السالفة وما بيها ( عام ١٩٦٣) طرق طراق، العالم وصلت للقمر، الطرطيرات، البالات، شعل الضو ، لمن ملعت الخنجر .. وغيرها
وعدد من الاوبيريتات الغنائية مثل: أوبيريت المجنون الذي عرض في مهرجان بصرى.

■ -الإخراج : قام بإخراج ١٢ من الاعمال المسرحية مثل : دائرة الطباشير القوقازية ، وبعل لبريخت، وزيارة السيدة العجوز لدورنمارت و الجرة لبيرانديلو ، وحاز جائزة المخرج الأول في مهرجان العمال سنة ١٩٧٧.
وأخرج العديد من البرامج التلفزيونية مثل : درهم وقاية ، سلامة أطفالنا ، قضية وحوار،
كما قام بتأسيس النادي السينمائي بدير الزور.

■ – التمثيل : د. نواف رحمه الله عضو في نقابة الفنانين ( ممثل) وهو مؤسس النادي السينمائي بدير الزور ونادي الفنون الذي حصل على جوائز متعددة في مجال التمثيل والإخراج ، وقد تميز بأدائه التمثيلي الراقي والملتزم في كل الأدوار التي قدمها والتي تنوعت بين التراجيديا مثل : الفارس والعروس.. والكوميديا : مثل ساعة لكل الناس..
والبدوي : مثل عذراء الرمال..
والغنائي : مثل بير زعنون..
والتاريخي : مثل زهير بن أبي سلمى..
والمسرحي : مثل حذاء الطنبوري والفيل يا ملك الزمان ..
وقد قال عنه الكاتب والناقد مصطفى عبد القادر: “لو قُيّض له العيش في الوسط الفني بدمشق لأضحى النجم الكوميدي الأول عربياً”

■ – الشعر والقصة : للفقيد العديد من المجموعات القصصية وأكثر من ١٠٠ قصيدة باللغة الفصحى واللهجة الديرية والبدوية والسعودية

■ – الموسيقى والغناء : كان رحمه الله يجيد العزف على آلات : الناي والعود والإيقاع وعلى دراية واسعة بعلوم الموسيقى والمقامات كما تمتع بصوت شجي وأحيا الكثير من الأمسيات الغنائية في مدينة دير الزور التي عشقت فنه .

■ – النقد والتأليف الأدبي : كتب د. نواف العديد من المقالات النقدية التي نشرت في الصحف السورية والسعودية والتي تناولت شتى مجالات الفن والأدب
كما ألف العديد من الكتب القيمة مثل :
•مفاتيح المعرفة : والذي تناول شتى مجالات وعلوم الحياة.
•من هو محمد : وهو مناقشة منطقية لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم من خلال الإنجيل والتوراة.
•إعرف إسلامك : الذي ترجم لعدة لغات.
• دلالات الألوان : دراسة تحليلية حول الألوان.

⊙ رحمه الله كم كان طيباً بغير ضعف قوياً بغير قسوة ، متواضعاً بغير خنوع شامخاً بغير غرور، جريئاً ، شجاعاً ،اصيلاً ، كريماً إلى ما بعد الطائية،
وكان شعاره في حياته أن يتمثل أخلاق الفارس ، والله يعلم أنه كذلك.
كان طيب المعشر إلى درجة أنه لا يسعك أن تشبع من أحاديثه الشيقة التي تشدك بفكاهتها وفائدتها.
⊙ نواف حديدي معادلة لن يستطيع أحد أن يحلها ويفهم سر عظمتها إلا خالقها عز وجل.
قال أحد أصدقائه عندما سمع خبر وفاته: “الآن انهار جسر دير الزور المعلق”
وأنا أكمل ما قال: إن إرث د. نواف حديدي الحضاري سيبقى معلقاً كمنارة في قلوب وعقول كل من عرفه ونهل من فنه وعلمه ، وسيظل جسراً يوصلنا إلى عوالم الإبداع والفن والمعرفة لنكمل مسيرته ورسالته نحو الأبدية.

شاهد أيضاً

أحمد الحسين – أحد أضلاع مسرح دير الزور

بقلم: لؤي بدور من دمشق وفيجتها شرب وعاد لديرالزور ليرتوي من فراتها. من الذهب العتيق، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *