الراحل أمجد غازي.. ريشة ديرية خالدة

 

بتاريخ 2017-05-22 خسرت مدينة دير الزور واحداً من مبدعيها الذين كان لريشتهم أثر على مستوى سوريا والوطن العربي، وكانت لوحاته تعرض على معظم صفحات المجلات المختصة بالأطفال إذ كان ميله لرسم الشخصيات الكرتونية أكبر من ميله إلى ما سواه، وتشهد على أعماله مجلة ماجد وأسامة والعربي الصغير، ومجلات وصحف أخرى نشرت له ما كان يعجز عنه آخرون.

برحيل أمجد غابت صفحة مضيئة من صفحات الفن الجميل، ونعى اتحاد الفنانين التشكيليين الفنان التشكيلي أمجد الغازي الذي توفي في دمشق بعد صراع طويل مع مرض عضال عن عمر يناهز 53 عاما.

 

واعتبر اتحاد الفنانين التشكيليين في بيان أن الراحل أمجد الغازي من أبرز رسامي مجلة أسامة ورسامي الأطفال في سورية والوطن العربي كما أنه من الفنانين السوريين المتميزين وله العديد من المشاركات الفنية في المعارض العامة بسورية.

الراحل أمجد غازي من مواليد دير الزور عام 1964 وهو عضو فرع دير الزور لاتحاد الفنانين التشكيليين تخرج من كلية الفنون الجميلة قسم العمارة الداخلية بدمشق عام 1997، وكان مديراً لمعهد إعداد المدرسين بدير الزور، وكانت ابتسامته هويةً له وتصاحبه في أقسى الظروف.

 

الراحل أمجد الغازي من أبرز رسامي مجلة أسامة ورسامي الأطفال في سوريا والوطن العربي، كما أنه من الفنانين السوريين المتميزين وله العديد من المشاركات الفنية في المعارض العامة بسوريا

 

وتعد المدرسة الفنية للفنان أمجد الغازي امتداد للفنان الراحل ممتاز البحرة الذي أسس لشخصية أسامة ولفن رسوم الأطفال بسورية وكان على نفس الخط تقريباً من حيث الرسم والتحبير والتشريح.

 

وحملت أعماله الروح الأصيلة والمحافظة على عناصر البيئة المحلية في رسم الشخصيات، وله رسوماً في المناهج التعليمية الحديثة لمرحلة التعليم الأساسي وفي الكتب التي تصدرها مديرية منشورات الطفل في الهيئة العامة السورية للكتاب و مجلة شامة.

 

يذكر أنه للفنان للراحل عدداً من المشاركات في المعارض التشكيلية التي أقامها فرع الاتحاد بدير الزور إضافة إلى المشاركة بمعارض أخرى منها المعرض السابع عشر لطلبة مركز الفنون التشكيلية بدرعا عام 1982، وفي المعرض الجماعي في المتحف الحربي بدمشق عام 1992 ومعرض جماعي في صالة الفارس الذهبي للفنون الجميلة بدمشق عام 1994.

 

وعمل الفنان الراحل في عدد من ثانويات دير الزور وفي قسم الرسم بمعهد إعداد المدرسين الذي أصبح مديراً له عام 2010، فضلاً عن دوره في تطوير حركة الفن التشكيلي بالمحافظة.

“قالوا عنه”

 

أحمد الحمود 

فنان سوري له عدة معارض محلية ودولية، ومدرس رسم في المعاهد الفنية بدير الزور ، ويدرس الرسم اليوم في تركيا 

والتقينا الفنان السوري أحمد الحمود الذي كان أحد رفاق درب الفنان الراحل أمجد غازي وكان يرافقه كظله إلى أن فرقتهما ظروف الحرب وكان الحوار التالي:

– تعرفت على الفنان أمجد غازي في.. عام .. أثناء ..

كان ذلك في صيف 1990 عندما اجتزت امتحان البكالوريا وتوج بالنجاح حيث حلم دخولي على كلية الفنون بدأ يتحقق ويسبقه امتحان المسابقة مسابقة كلية الفنون حيث يخضع الداخل الى امتحان الرسم قبلها بفترة قصيرة تعرفت على امجد وتم النقاش ببعض الرسومات التي أنجزتها  . 

منذ ذلك الحين بدأت صداقتنا تتكون وتكبر وهمومنا الفكرية والفنية تتوحد وتنضج .

اكثر مالفت نظري حبه للناس البسطاء وتقربه منهم، وتفاخره بأنه ابن دير الزور ليس لأنها الأفضل بل لأنها بدون قناع ثانٍ أي مزيف،  وأمجد يحب أن يلامس جوهر الأشياء.

 لن أنسى ذلك الموقف رغم كثرة المواقف بيننا .. 

حدث ذلك الموقف في شتاء عام 2009 عندما كان  لديَّ معرض بدمشق في “غاليري الارت هاوس” ليفاجئني بزيارته إلى المعرض، رغم أننا كنا متباعدين قليلاً بسبب عتاب كان جرى بيني وبينه، ولن أنسى تواضعه وموقفه  وسِعَةَ قلبه، فقد كانت أبوابه دائما مفتوحة للجميع.. للجميع دون استثناء.

من أراد التكلم عن أمجد الغازي فإنه يتكلم عن إنسانية المكان  هذا ما كان يؤكده أمجد حينما كان يقوم ببحثه ليمتطي صهوة حصانه مسابقاً الريح بلهفته وفرحه لتكون زغرودة مسائية وفرحة صباحية عندما تنشر أعماله في إحدى مجلات الطفول أو دور النشر . 

عمل أمجد وكما عهدته على تحسين نسل الصورة في رسوم الأطفال والكومكس في سوريا والوطن العربي من خلال مشاركاته ببعض المجلات في الدول العربية كمجلة أحمد اللبنانيه وماجد وأسامه السورية والطليعي وعلى الرغم البعض منها ليست تلك المجلات الرنانة في صيتها إلا أنه وفيٌّ لمتابعيها سواء كانوا من فئة الأطفال أو الكبار .

كما أن من يعرفه في إخلاصه بتجاربه وبحثه عن أشياء ربما ضاعت من أناس كثيرين ألا وهي الأصالة.. أصالة الروح وأصالة الرمز

 

اتجهَ هوسُ أمجد إلى الرسوم المصورةِ في أوربا وأمريكا لما تمتاز به من مهارات وتقنيات وأسرار المهنة التي كان يكتشفها بتجاربه الشخصية إلا أنه كان أكثر وعيا من جيله على الرغم من تأثره بالأسلوب الغربي

فكان يعمل على التحليل  والتركيب للرسومات الموجودة في متحف ديرالزور وإضافته إلى مختبره الممزوج بعشق المغامرة .

5- كلمة لروحه

أمجد الصديق.. هل سأراك عندما نعود إلى دير الزور ونجلس في مرسمك …. رحمك الله وغفر لك .

 

 

قحطان بيرقدار 

رئيس تحرير مجلة أسامة

 

رحيل الفنان الغازي “خسارة كبيرة لمجلة أسامة ولفن الأطفال عموما” إذ كان عضوا في هيئة تحريرها وتميزت شخصيته بالتواضع واللطف والابتسامة الدائمة الحضور موضحا أن الراحل من فناني الجيل القديم الذي عمل مع المجلة دون انقطاع لنحو 30 عاما ولم يتركها كما فعل البعض بسبب قلة الأجور وكانت آخر رسومه فيها بعدد أيار الحالي سيناريو لقصة بعنوان “أجمل سور للمدرسة”.

 

ولفت بيرقدار إلى أن المدرسة الفنية للفنان امجد الغازي الذي قدم من دير الزور إلى دمشق قبل سنوات بسبب الظروف الصعبة هي امتداد للفنان الراحل ممتاز البحرة الذي أسس لشخصية أسامة ولفن رسوم الأطفال بسورية وكان على نفس الخط تقريبا من حيث الرسم والتحبير والتشريح وحملت أعماله الروح الأصيلة والمحافظة على عناصر البيئة المحلية في رسم الشخصيات مبينا أن للراحل رسوما في المناهج التعليمية الحديثة لمرحلة التعليم الأساسي وفي الكتب التي تصدرها مديرية منشورات الطفل في الهيئة العامة السورية للكتاب و مجلة شامة.

 

الفنان عبد المجيد نوفل

أحد فناني دير الزور المعروفين، وله عدة معارض في دمشق ومحافظات أخرى

 

تعرفت على الفنان أمجد غازي في عام ١٩٩٨، أثناء لقائنا بأحد المعارض، وكان مثالاً للفنان الراقي 

أمجد.. كان انساناً هادئاً ويتمتع بشخصية متفردة ومتميزة، وكانت بينا علاقة جيدة.

أمجد.. كان من الشخصيات المميزة ومن المقربين إلى قلبي من حيث الخلق الجيد، ومواقفه النبيلة معي لاتزال خالدة في قلبي بعد وفاته، ولن أنسى ماحييت أيام رفقتنا واللحظات الجميلة التي قضيناها سوية، فقد كان أخاً قبل أن يكون زميلاً.

يعتبر الفنان أمجد الغازي حالة خاصة بالنسبة لفن الرسوم المتحركة فهو فنان يمتلك حساً وخيالاً واسعاً، وتتمتع أعماله باللون والخيال ما أعطاه تفرداً في هذا المجال، ونتاجه واسعٌ وضخمٌ جداًـ فهو يمتلك حدة بالبصر وإحساساً عالياً ما أسهم في تميز أعماله وأعطاها روحاً وجمالية.

خسرته الحركة الفنية بدير الزور وكانت خسارة للفن العربي عموماً ولايسعني في نهاية الحديث عنه سوى أن أدعو له بالرحمة والمغفرة.

لروحه السلام وجعل الله الجنة مثواه.. 

 

أديب مخزوم 

فنان وناقد تشكيلي

الراحل أمجد “فنان الطفولة المبدع” حيث كانت رسوماته القصصية والتوضيحية الساحرة، تنشر في أبرز المجلات العربية الموجهة للأطفال مشيرا إلى تفردها من حيث الليونة وقوة الخطوط وحيوية الأشكال ورشاقتها، مبيناً أن الراحل أخلص لعمله واستطاع عبر عدة سنوات أن يضع بصمة خاصة به في اللوحة الطفولية بحيث يميزها المتلقي دون حاجة لأن تحمل اللوحة توقيعه كما استطاع تجاوز العديد من فناني جيله في هذا المجال الذي لا يمكن لأي فنان أن يبدع به حيث يحتاج ذلك إلى موهبة استثنائية، واعتبر تجربة “غازي” تجربة متفردة موضحا أن الفنانين التشكيليين الذي يرسمون للأطفال لا يأخذون حقهم لأن النقاد يعتبرون فني الكاريكاتير ورسوم الاطفال خارج اختصاصهم وهذا يؤدي إلى تهميش الرسم الموجه للأطفال ولا سيما مع قلة عدد الفنانين في هذا المجال والذين يبلغ عددهم في سورية نحو 50 فنانا.

 

 

شاهد أيضاً

لقاء متفوقة.. الطالبة كاذي أيهم الرداوي

الاسم والشهرة كاذي أيهم الرداوي   المواليد 2007   المدرسة ثانوية المتفوقين   لمن تهدين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *