“الحاح”.. متعة ورياضة وإثارة 

“الحاح”: لعبة للأولاد من سن الخامسة ولا يوجد حد لأعلى سن لها، إذ كان رجال الدير يلعبونها في البرية “خارج البلد في نزهاتهم” وغالباً ما تكون للأولاد حتى الخامسة عشرة من عمرهم.

أما الأدوات المستخدمة في لعبة “الحاح” فهي: 

 

  • “الماكولة”: وهي عصا يبلغ طولها بين 45 سم و60 سم وقطرها بين 3-4 سم. 
  • “حاح”: عبارة عن عصا صغيرة “عود” مدبب من الطرفين، يبلغ طوله 15 سم على الشكل الموجود في الصورة المرفقة.

 

ويخط الأولاد على الأرض خطاً بطول “الماكولة” يسمى: “الميج” وقد يسميه بعض الأولاد “الماد” بإمالة الألف نحو الياء. ويحدد طرفا الخط وهو مكان بدء اللعب. يختلف عدد اللاعبين في هذه اللعبة فقد تكون بين اثنين أو ثلاثة أو بين فريقين حتى عشرة أولاد.

 

طريقة اللعب:

يقف لاعبو الفريق الأول الذي يبدأ اللعب بجانب لاعبهم الذي يمسك “بالحاح” و”الماكولة”، بينما يتوزع لاعبو الفريق الآخر بشكل يقابلون به لاعبي الفريق الأول، ويحمل كل منهم شيئاً ما ليتقي به “الحاح” فقد يصده بواسطة عصا خشبية أخرى أو “تنكة” صغيرة أو أي أداة سهلة الحمل وتساعده في الصد لأنه في حال صد “الحاح” فسيميت لاعب الفريق الأول ويخرجه من اللعبة، ويحل محله لاعب آخر من فريقه. 

وينادي اللاعب الذي سيضرب “الحاح” “بالماكولة” بأعلى صوته “كرّو” أو “حاح” فيرد أفراد الفريق الثاني “موووت” أما في القرى فيقول “ازكح” أي إرمِ، فإذا لم يصب أي من أفراد الفريق الثاني “الحاح” يقوم أحدهم بالإمساك به ومحاولة إصابة العصا الكبيرة أو “الماكولة” وذلك بإلقاء “الحاح” باتجاهها، فإذا أصابها مات لاعب الفريق الأول الذي قام بتسديد ضربة “الحاح”.

 

وفي حال عدم إصابة “الحاح” للماكولة، يقوم لاعب الفريق الأول بقياس المسافة بين “الحاح” و”الماكولة” باستخدام “الماكولة” وسيلة للقياس ويشترط أن يأخذ الذي يقيس أقصر مسافة بينهما أن يقيس القطعة المستقيمة بينهما، ثم يعتبر ناتج العد رقماً يضاف لرقم آخر ينتج مما يسمى “بالتكبيج”: (وتعني ضرب “الحاح” “بالماكولة” ليرتفع للأعلى ثم ضربه ثانية “بالماكولة”)، وهو في الهواء ليبتعد عن مكان وجوده إلى مكان جديد، وهكذا حتى يصل بالعد لعدد متفق عليه بين الفريقين المتباريين، وليكن عشرين عدة أو أربعين، فإذا أتم العد استطاع لاعب الفريق الأول أن يحيي كل لاعبي فريقه الميتين (يسمى اللاعب الذي يخرج من اللعبة ميتاً)، وإذا لم يكن هناك أي لاعب ميت تحسب للفريق الأول نقطة أو “دودة”، حتى إن لم يكمل اللاعب العد لا يخرج من اللعب، إنما يبدأ من جديد بلعب اللعبة من البداية.

 

ولكن يؤخذ على هذه اللعبة أنها قد تسبب إصابات للاعبين في حال أصاب “الحاح”، وقد يسبب في بعض الحالات الخاصة جرحاً في رأس أحد اللاعبين أو إصابة في العين أو الأنف، ولكن في حال الانتباه ووجود لاعبين بارعين في هذه اللعبة فإن احتمال الخطر يكون ضئيلاً جداً، ومع هذه الخطورة تعتبر لعبة “الحاح” من أكثر الألعاب إثارة رغم خطورتها.

 

وما يساعد على انتشار هذه اللعبة أنها تصنع من أدوات بسيطة فهي لا تحتاج من أدوات اللعب إلا لعصا صغيرة وعصا كبيرة، لذلك ترى الناس يلعبونها في جميع أنحاء المحافظة سواء بالريف أو بالمدينة.

شاهد أيضاً

عجائب الديريات في بيت المونة

كانت “المونة” فيما مضى ركن أساسي في البيت الديري حيث يخصص غرفة كاملة للمونة تسمى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *